نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 5375 - 2016 / 12 / 18 - 18:39
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
لم يعد يجرؤ السّوري على التّنفّس، وحتى لو أراد . لا يستطيع. لم يعد السّوريون يرغبون بها إسلاميّة، فتحت تلك الحجّة سفك دمهم، مع أنّ القاتل يصلّي كل عيد هو وعرابيه. الحركة الإسلامية نجحت في سوريّة لأسباب موضوعية، وهو دعم الاستبداد العربي لها ، ولجميع ثورات الرّبيع العربي، حيث تحوّلت من ثورة لكلّ المظلومين إلى ثورة من أجل تطبيق الشّريعة الإسلامية وصرف عليها ملايين الدولارات كي تأخذ هذه الصّفة، حيث أصبح الحجاب رمز حرّية المرأة وثوريتها.
لو فرضنا أنّه يمكن أن يكون ثورة أخرى قادمة، وهي سوف تكون فعلاً، وسوف تستثني الإسلاميين لا المؤمنين ، فالشّعب السّوري مؤمن بأغلبية كبيرة .
لو خرجت ثورتان سوريتان وداهمتا حضن الوطن، واحدة منها علمانية سوف تترك الدّين حرّاً في أماكن العبادة شريطة الالتزام بالقوانين، والأخرى " من الملاهي " حيث تخرج الفتاة في الثالثة صباحاً وهي حرّة .هل سوف تصوب البنادق إلى إحداهما، أو كليهما مع أنّ الاثنتان غير إسلاميتين؟
هل سوف يحارب النّظام التّعري؟ أم سوف يحارب العلمانيّة؟
من المؤكد أن النّظام سوف يقول: نحن ندافع عن العالم كي لا تصيبه النّكبات، هناك ألف اسم للمتعرّين، وللعلمانيين المزيفين. دعونا أرى من هم. هؤلاء عملاء الغرب، ونحن عرب. حضارتنا عربيّة نؤمن بدين محمد. عليكم بالحشمة. وفي اجتماع مجلس الشعب دعا سيد الوطن إلى محاربة الفجور، أحيل مشروع القانون إلى التّصديق فإذ به مصدّق من زمن طويل، وإذ بالنّظام الذي يدافع عن العلمانيّة يصبح إسلاميّاً
يقول المحايدون من العلمانيين الذين أيّدوا فناء السّنة. عندما تقومون بثورة في المرّة الثالثة. احذروا أن لا تتجاوزوا خطوط الوطن.
وهل هناك مرّة ثالثة؟
الأمر يتوقف على سيّد الوطن فإمّا أن ينتحر، أو ينتحرونه. هي طريقة موت السّوريين من الموالين عندما يختار لهم النّظام الموت الرّحيم، ولا بدّ أن يشرب القائد من نفس الكأس.
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟