اتهامات خدام للمتهمبن

نايف زيدان

الحوار المتمدن-العدد: 1422 - 2006 / 1 / 6 - 10:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لقد أشعل نائب رئيس الجمهورية السابق عبد الحليم خدام فتيل الانفجار في صفوف النظام الحاكم في سوريا , فهل يستطيع النظام قطع الطريق على هذا الانفجار ويخمد الشعلة ؟ فظهر خدام أو أظهر نفسه على شاشة العربية بأنه رجل وطني ويحب وطنه , وقد اختاره واخذ يروي ممارسات هذا النظام الفاسد الذي كان من دعائمه الأساسية في الفترة السابقة , وذهب ينفي عن نفسه هذه التهم والأخطاء وبان على دوام الوقت بأنه كان يدلي بالنصح للرئيس السوري لإقامة نظام عادل يفتح فيه الحريات ويحاسب المخطئين ويقطع الطريق على المفسدين في هذه الدولة .
ألم بكن أحرى به أن يبقى بوطنه ويقول هذا الكلام وخاصة في هذه الظروف التي تعيشها سوريا الآن , ألم يكن يتوجب عليه أن يبقى بوطنه ويجابه ويقاوم عله يحصل على مصداقية اكبر بين أفراد شعبه حتى ولو أدى به الأمر كما أدى إليه العضو في مجلس الشعب محمد مأمون الحمصي ( ولن نغفل الفارق السياسي والوطني طبعاً بين الشخصيتين ) بعد معارضة الأخير المشهود لها , ولكن خدام ذهب وأدلى بهذه التصريحات ليس لأنه يحب وطنه كما ادعى وإنما ربما شعر أن هذا النظام لن يبقى طويلاً وفعل ما فعل ليعبر عن وطنية زائفة , ويكون له دور سياسي ما في المرحلة المقبلة التي تلي هذا النظام وربما قد يكون فعل ما فعل بالاتفاق مع أطراف دولية ما لنفس الغرض , ومن جهة أخرى يجتمع مجلس الشعب السوري على عجل بعدما أدلى خدام بهذه التصريحات , وبدل أن يحتوي الموضوع بعقلانية تامة أخذ يتهمه بخيانة الوطن والتهجم عليه والمطالبة بمحاكمته , وفتحت في هذه الجلسة ملفات عديدة من ممارسات هذا النظام ليلصقها بخدام , ويبرئ نفسه منها , فأصبح خدام الفاسد الوحيد في الدولة في حين يوجد فاسدين أعظم منه فساداً في هذا الوقت وما زالوا على رؤوس أعمالهم ومناصبهم , وصوروا لهذا الشعب المسكين الذين يمثلونه على أنهم كانوا يحاربونه منذ الأزل في حين تحدث عضو في هذا المجلس عن ملف خطير جداً يضعهم تحت المساءلة فهو قد تكلم عن نفايات كيماوية قد دفنت في البادية السورية , ويتهم خدام بدفنها ويعلنه مسؤولاً عن هذه الجريمة الفظيعة , وبهذا يعني إن النظام كله فعل ذلك عن طريق التغطية السياسية والإعلامية عليها , فأين كان هذا العضو هو ومجلسه الكريم عندما نفذت هذه الجريمة , لماذا لم يتكلم عن أمر خطير كهذا إلا بعدما تحدث خدام عن حقائق وفضائح , وفي حديث اختتامي لعضو آخر يهاجم نائب رئيس الجمهورية السابق ويقول ( بعدما رآه على شاشة قناة الجزيرة ) فيصحح له زملاؤه الأعضاء ويقولون له : ( بل على شاشة العربية ) فيصر على انه رآه على شاشة الجزيرة , فهذا الكلام إن دلك على شيء فإنما يدلك على انه كان يهاجم شخصاً على كلاماً لم يسمعه ولم يره , ولو حتى معاينة هذا الكلام , وبعد ذلك يختتم رئيس المجلس الجلسة على صيغة تقدم بها ويطلب التصويت عليها , فترفع الأيادي فلم تكاد ترتفع بالكامل حتى قال رئيس المجلس ( بالإجماع ) , واختتمت الجلسة على هذا النحو .
فهل هذه هي الديمقراطية التي يتحدثون عنها ؟

#نايف_زيدان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات