رسالة عام 2006 ، من تحت الماء

دنيا فاضل فيضي

الحوار المتمدن-العدد: 1422 - 2006 / 1 / 6 - 10:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية

من بغداد الحزينة على ما اصابها من دمار وخراب..من سماء دجلة الباكي.. ونخيل الضفاف الشاكي.. استقبلنا عامنا الجديد ودوي ثلاث انفجارات ادمى مسامعنا ونحن نشرب شاي الصباح ورائحة البارود تلتهم رائحة الهيل الزكية المنبعثة منه. بهذه الاسطر استهل رسالتي واهنئ كل الحوارات المتمدنة بعام 2006، رسالة من تحت الماء تتنفس الصعداء ومساعي الزعماء في حل الفوضى السياسية ولكن يبدو ان عام 2006 ما زال يجر وراءه شرور الماضي التي زرعهها القساة.. بغداد تحصد شوك الغدر وخيانات الاساطير الاولية ودموية القورن التاريخية المنصرمة ، بغداد حبيبتي تغرق وانا كالقشة خوفي من ان افقدها واحاول جاهدة ان اتعلق باي شئ واهجرها.. جذوري شمالية وصيرورتي بغدادية.. ولا اريد ان ادير راسي عنها.. البغداديون يتشبثون ويحاولون انقاذ بغداد وسنفلح انشاءالله فلا بد من التضحيات ولا بد لبغداد ان تعود كالسابق زاهية ومنارة العراق كله.. ورغم فرحة الانتخابات التي كانت اكثر من ناجحة الا ان معضمنا كان مدركا بوجود خروقات، ولكن الكل كان جائع واحب ان يتناول من طبق الديمقراطية الشهي الذي حرم منه.. ولكن في لنهاية ماذا، لم يسكت ولا صندوق واحد صراخ البارود الملتهب.
ووسط اجواء الحزن التي اراها كل يوم، اثلجت صدري فرحة كردستان العراق وهي تستقبل عامها الجديد.. فالاكراد زرعوا بالصبر ورود بريئة في ارض افرقتها دماء الشهداء والضحايا وكبرت بدماء الابرياء وبدموع عين ذويهم وهي الان تثمر وتفتح براعم جيل جديد ينعم بالسلام والامن في كنف اهليهم.
ونحن سوف نزرع فسائل النخيل هذه المرة نقية ، دون غدر على ضفاف دجلة الكئيب وغدا سنحصد تمر بساتين بغداد وديالى والبصرة ندية ويانعة باذن الله.
سلام من بغداد.. والى رسالة قادمة.

#دنيا_فاضل_فيضي (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات