أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كاظم المقدادي - الحرب الأمريكية القادمة لن تجلب للعراقيين سوى الكوارث والمحن !















المزيد.....



الحرب الأمريكية القادمة لن تجلب للعراقيين سوى الكوارث والمحن !


كاظم المقدادي
(Al-muqdadi Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 394 - 2003 / 2 / 11 - 02:56
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


        

                                       

   مرت قبل أيام الذكرى الثانية عشرة لحرب الخليج الثانية، التي يتحمل مسؤولية نشوبها النظام الدكتاتوري الحاكم، الذي غزا دولة الكويت، مانحاً الأمبريالية الأمريكية ذريعة لا تفوت، شكلت تحالفاً دولياً ضخماً لتحرير الكويت، فإستغلت الولايات المتحدة وبريطانيا الحرب لتدمير العراق وتحطيم شعبه، مستخدمتي، ومجربتي لأول مرة في ميادين القتال " الحية"، أسلحة اليورانيوم المنضب، ضمن أحدث ترسانة الموت والدمار،التي ما زالت نفاياتها متروكة في الأراضي العراقية لحد اليوم.وفوق هذا قام موظفو الأمم المتحدة بتدمير أسلحة الدمار الشامل العراقية، الكيمياوية والبايولوجية، في الأراضي العراقية أيضاً. وفرضت الأمم المتحدة، تحت ضغط الولايات المتحدة، حصاراً اقتصادياً دولياً جائراً، طال الشعب العراقي برمته، إستغلته الطغمة الحاكمة المجرمة،بكل صفاقة، وأمام أنظار العالم، لتشديد الخناق على المواطنين، ولتقوية وتعزيز سلطتها وأجهزتها القمعية.

   وهكذا أفضى الغزو والحرب وتداعياتهما لنتائج كارثية، حصيلتها الأولية هلاك نحو مليوني عراقي وعراقية، لحد الآن، أغلبهم من براعم حاضر ومستقبل الشعب، ودمار البنية التحتية الإقتصادية، وخراب مجمل المرافق الحيوية الأساسية في المجتمع العراقي،الأمر الذي أرجع العراق الى الوراء بأكثر من نصف قرن..أما المجرم الحقيقي- الدكتاتور صدام حسين وطغمته-  فلم يعاقبه المجتمع الدولي، ممثلاً بالأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي،في ظل الهيمنة الأمريكية، بما يستحق، ولم يقدمه للعدالة  كمجرم حرب ومجرم بحق الإنسانية لحد الآن،لا بل أنقذته الأدارة الأمريكية بنفسها من أيدي الشعب أبان إنتفاضته في اَذار/ مارس 1991، وبقي ممسكاً بالسلطة، معززاً مواقعه، متسلطاً على رقاب العراقيين بوحشية أفضع، يصول ويجول، يتحدى ويتوعد، مهدداً الشعب العراقي وجيرانه معاً..
الأحداث تعيد نفسها
    فيما يستعيد الشعب العراقي ذكرى "أم المهالك" الصدامية، وهو في خضم الكوارث والفواجع والماَسي التي سببها له الغزو والحرب والحصار، المستمر لحد اليوم، وفاقم معاناة العراقيين المريرة في ظل الدكتاتورية وتسلطها المقيت،أكثر فأكثر، يشاء القدر أن تشهد هذه الأيام بالذات، مرة أخرى، وبسبب السياسة المستهترة والرعناء للنظام الدكتاتوري، أيضاً، تهديداً للعراق، وطناً وشعباً، حيث تستعد الولايات المتحدة الأمريكية لشن حرب جديدة عليه، محشدة، لهذا الغرض، الجيوش والأساطيل المجهزة بأحدث ما في ترسانتها الحرببة من أسلحة فتاكة ومدمرة، زاعمة بان هدف حربها هذه المرة  " تحرير" العراق من النظام الدكتاتوري، بينما الغرض الحقيقي ليس لسواد عيون الشعب العراقي، بل هو، قبل كل شيء - كما يعلم القاصي والداني- لغزو البلد  وإحتلاله والسيطرة على ثروته، وتنصيب حاكماً موالياً للولايات المتحدة الأمريكية يخدم المصالح الإمبريالية الأستراتيجية في المنطقة.

     وفي الوقت الذي تنتاب العالم فيه مشاعر الخوف والهلع من عواقب الحرب القادمة، حيث يتوقع الخبراء ان تكون حرباً ساحقة ماحقة، نظراً لما سيستخدم فيها من ترسانة حربية متطورة وجديدة،وقد تستخدم فيها أسلحة دمار شامل، ستلحق بالعراق فناءً ودماراً شاملاً وكوارث رهيبة،أفضع من الكوارث التي سببتها في حرب الخليج الثانية وفي الحربين ضد يوغسلافيا وأفغانستان. وهي بلا شك  ستكون حرباً غير متكافئة من حيث القوات العسكرية والترسانة الحربية- بين ما تملكه الولايات المتحدة وحليفاتها،التي ستشارك معها في الحرب، مقارنة بما هي عليه القوات العراقية في الوقت الحاضر.حيال هذا، نجد ان المجرم صدام حسين ونظامه الفاشي- كعادته- يسخر من  "الجعجعة الأمريكية الفارغة"، ويتبنى لهجة مستفزة، مماثلة لتلك التي اعتمدها عشية حرب الخليج، متبجحاً بأن "العراق على أهبة الاستعداد، وسيهزم القوات الأميركية عند أبواب بغداد "!!، غير مكترثاً- كالعادة- لطبيعة الخطر الماثل، مستعداً لحرق الأخضر واليابس العراق، وتدميره،وسفك دماء شعبه وهلاكه، طالما همه الأكبر البقاء في كرسي الحكم، وهو مستعد في سبيل ذلك تسليم العراق " أرضاً بدون بشر" – كما قالها ذات يوم.وأكدها خادمه المطيع طارق عزيز بقوله إن سيده " سيبقى في السلطة حتى آخر طلقة عراقية "، زاعماً بكل صفاقة " إن الخطرعلى العراق سيكون اكبر  اذا غادره صدام "!!!..
الغريب أحرص من القريب !!
     وبينما شرع محبو السلام في العالم يتحركون لدرء الحرب، إنطلاقاً من إدراكهم للمخاطر الجسيمة التي تنتظر الشعب العراقي، الذي سيكون ضحيتها الأولى والأساسية، قبل حكامه وأسلحة الدمار الشامل اياهم، وستطول تداعياتها كافة شعوب المنطقة، نرى، للأسف، قوى وأحزاب وجماعات عراقية في الخارج، تتبارى لمباركة الحرب الأمريكية على العراق، لدعمها والحض عليها، جاعلة من نفسها أبواقاً لترويج الذرائع الأمريكية،لا بل جسراً لمنح الشرعية لغزو العراق وإحتلاله، وحتى لتنصيب حاكماً عسكرياً أمريكياً وفرض الإنتداب عليه، مضفية المصداقية على الوعود الأمريكية، التي فقدتها منذ أعوام عديدة، مبررة ذلك بحجة أن خيار الحرب "هو الحل الوحيد" للخلاص من النظام الصدامي الدكتاتوري،وتحقيق البديل الديمقراطي، متجاهلة، بل وغير مكترثة لما ستجلبه الحرب القادمة للشعب والوطن من كوارث ومحن أخرى، وشعبنا المنكوب في غنى عنها.

   والعجيب أن جل هذه الأطراف لا تتورع عن التحدث بإسم الشعب العراقي، وهو لم يفوضها. مثلما لم يخجل بعضها من التحريض على ضرب مواقع عراقية بحجة ان النظام يخفي فيها أسلحته، ومعظمها يقع في مناطق سكنية. ورداً على حملة الشجب والإستنكار لمواقفهم المشينة هذه يزعم بعضهم في أدبياته كذباً، بانه "لا يحبذ خيار الحرب ولا يفرط بذرة من التراب الوطني او شعرة من السيادة الوطنية، ولا يتمنى غير رفع محنة شعبنا في الداخل وإخراجه من سجن الحصار البغيض والقمع..وهذا لا يمكن ان يتحقق إلا برحيل الدكتاتور وجهازه القمعي والى الأبد" كذا!!. وإذا سألته ما الذي فعله عملياً في الداخل، حيث المواجهة الحقيقية ضد الدكتاتورية، لتحقيق هذا الهدف،غير دعمه لخيار الحرب، فلن تستلم جواباً، ذلك لأن أغلب هؤلاء في الواقع لا حضور له يذكر في الساحة السياسية العراقية، ولا مشاركة له فعلية في نضال الداخل ضد النظام الدكتاتوري وأجهزته القمعية !.لكنه من بين أول من جمعتهم الخيمة الأمريكية، وبالتالي اول من دخل حلبة المعاضضة، عقب إنتهاء أعمال "المؤتمر الأمريكي" للمعارضة العراقية  في لندن، مجاهراً  يتناحره على " كيكة " الزعامة وكراسي الحكم، من الآن، وقبل سقوط نظام صدام حسين، والأمريكان أنفسهم لم يتخذوا بعد- كما أعلنوا أكثر من مرة- القرار النهائي لشن الحرب على العراق، التي طبل " أحرار" العراق وزمروا  لها كثيراً..
عواقب وخيمة تنتظر الشعب والوطن
   من نافل القول أن الولايات المتحدة  تتفوق عسكرياً في المجالات الهجومية والدفاعية،  ليس فقط على العراق، بل وعلى الصعيد الدولي، تمتلك أحدث أنواع الأسلحة وأجددها وأكثرها تدميراً وفتكاً، وقد جربت  أنواعاً منها، وطورتها، وأثبتت فاعليتها في الحرب ضد يوغسلافيا، و في حربها ضد أفغانستان، ومنها:
 صواريخ " كروز" و " توماهوك " بعيدة المدى، و" باتريوت" والصواريخ الإلكترومغناطيسية E.BOMBEN‏، والقاذفت العملاقة " بي52" و "بي1" و "أي سي130"( او "التنين السحري")، والقنابل الحديثة ذات القدرات التدميرية الهائلة، مثل: قذائف الأبخرة الحارقة، و قنابل GBU28 ذات القدرة الكبيرة على اختراق التحصينات بعمق 30 متراً تحت الأرض، وتزن 5،32 طناً، والقنابل العنقودية، بأنواعها المختلفة، مثل CBU87/B وتزن الواحدة 430 كيلوغراماً وتحمل 202 قنبلة صغيرة من نوع LU97/B202 و BLU97/B تتفتت الى 300 شظية قاتلة، و"القنابل الذكية" ذات التوجيه الذاتي والمزودة بأجهزة إرشاد تلفزيوني أو أجهزة تعمل بالأشعة دون الحمراء، وقنابل BLU82 (أو" الأقحوان القاتلة" ، " كريزي كنتر") وهي قنابل ثقيلة جداً وتزن نحو 15 ألف رطل، تقذفها،عادة، طائرات من طراز  "سي ـ130 هيركيوليس" لتنفجر وسط كرة هائلة من النيران التي تحرق كل شيء في دائرة قطرها 600 ياردة.وسيستخدم البنتاغون جيلاً جديداً من القنابل الأمريكية مخصصة لاحداث الحد الاقصى من الدمار، مثل قنبلة الموجات القصيرة فائقة الدقة، وقنبلة كهرومغناطيسية لتدمير المراكز الالكترونية، وقنبلة تقطع التيار الكهربي. ويرى كريس هيلمان- الخبير في مركز الاعلام الدفاعي، ان هذه الاسلحة يتم تطويرها لمواجهة ترسانات مخبأة من الاسلحة الكيميائية والبيولوجية. وأضاف:إن"  كنا نعتقد ان العراق يملك مثل هذه الاسلحة، فسنستخدم جميع الوسائل التي في متناولنا".

   وضمن الأسلحة الجديدة ذات القدرة التدميرة الأكبر، تشير التقارير العسكرية الى ان مصانع البنتاغون عجلت بإنتاج الكمية اللازمة من الصواريخ والقنابل، وبضمنها قنابل نووية نيتروجينية صغيرة الحجم. وقد لمح  تقرير سري للبنتاغون، كشفت النقاب عنه صحيفة " لوس أنجليس تايمس" في 8/3/2002، يقول بأن البيت الأبيض طلب من البنتاغون وضع خطط عاجلة للجوء محتمل الى استخدام السلاح النووي ضد الصين وروسيا والعراق وكوريا الشمالية وايران وليبيا وسوريا. وتحدث الجنرال دونالد رامسفيلد- وزير الدفاع الأمريكى، في 29/7/ 2002، في مؤتمر صحفي في مقر قيادة القوات الامريكية المشتركة بسافولك بولاية فرجينيا،عن" مواقع عسكرية عراقية كيماوية تتحرك على قاطرات ضمن أنفاق محفورة، مدفونة على عمق كبير، ويصعب تدميرها باستخدام السلاح الجوى فقط"، مشيراً الى " الحاجة الى فئات وأنواع جديدة من الاسلحة والمعدات المتطورة التي تلائم متطلبات المرحلة الحالية وظروفها. وفي المقدمة تبرز الحاجة الي المزيد من الذخائر الموجهة بدقة، والذخـائر التدميرية القادرة علي اختراق المواقع والتحصينات الارضية كالكهوف والملاجئ والدشم المصفّحة والطائرات الموجهة عن بعد من دون طيار، والقادرة علي تنفيذ مهمات الرصد والمراقبة والاستطلاع والقصف والهجوم الارضي علي مختلف المستويات والارتفاعات وفي جميع الاحوال والظروف الجوية، من دون تعريض حياة الطيـاريـن والملاحين للخطر، كما هي الحال بالنسبة الي الطائرات التقليدية ".

   وتأكيداً لذلك أفاد محللون عسكريون لـ" واشنطن بوست"، في 25 كانون الثاني/ يناير الماضي بأن واشنطن بحثت استخدام أسلحة نووية ضد العراق، وأن البنتاغون خطط لجعل « ناسفة التحصينات الأرضية» تستكمل ما تبدأه خطة «الصدمة والرعب».وأوردت شبكة «سي بي اس» للتلفزة في نفس اليوم: «إذا التزمت البنتاغون خطتها الحربية الحالية،،، ففي يوم ما من اَذار/ مارس، سيطلق سلاحا الجو والبحرية، ما يراوح بين 300 و400 صاروخ كروز على أهداف في العراق، بما يزيد على ما أطلق خلال حرب تحرير الكويت التي استمرت 40 يوما، وفي اليوم الثاني، تدعو الخطة إلى اطلاق ما يراوح بين 300 و400 صاروخ آخر».وذكرت ان الهدف هذه المرة هو القيادة العراقية، وان الخطة القتالية وضعت بحيث «تتجاوز الفرق العراقية كلما أمكن».

   وقال خبير عسكري أميركي إن واشنطن تدرس إمكانية استخدام أسلحة نووية في الحرب المحتملة ضد العراق، بهدف تدمير مراكز القيادة العراقية تحت الأرض ومنع القوات العراقية من استخدام أسلحة دمار شامل. ونقلت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" عن الخبير وليام آركين قوله في مقال نشر في عدد يوم 26/1 إن "الأسلحة النووية ومنذ صنعها كانت جزءا من الترسانة التي يبحثها الخبراء، ولكن كون إدارة بوش قررت درس اللجوء إلى استعماله كخيار وقائي فهو يشكل انخفاضا ملموسا في العتبة النووية". وكان وزير الدفاع الأميركي د. رمسفيلد وقع في كانون الأول/ ديسمبر 2002 وثيقة سرية بشأن السياسة النووية الأميركية فاتحا الباب أمام استعمال أسلحة نووية ضد أهداف قادرة على الصمود أمام هجمات بالأسلحة التقليدية ووضع دول مثل العراق وإيران وكوريا الشمالية وليبيا وسوريا على لائحة الأهداف المستهدفة.
   ونقلت UPI  عن صحيفة تركية، في 30/1/2003، بأن واشنطن نقلت 20 قنبلة ذرية الى قاعدة "انجرليك" في تركيا. وفي 31/1/ 2003 أفادت "الوطن" السعودية  بان البنتاغون يستعد  لشن أكبر حرب جوية في التاريخ العسكري في المراحل الأولى في الهجوم على العراق، بحيث تكون هناك حوالي 1500 طلعة جوية يوميا لتدمير أركان قوة  صدام حسين حسبما قال مسؤولون عسكريون. وتقوم القوات الجوية الأمريكية مع القوات البحرية بتجميع ما بين 500 إلى 700 طائرة في منطقة الخليج مجهزة بأحدث القنابل الموجهة وأسلحة سرية جديدة استعدادا لسلسلة مكثفة ومدمرة من الضربات الجوية ضد الجيش العراقي تستمر حوالي أسبوع حسب مصادر البنتاجون وتستهدف الضربات الأولى الدفاعات الجوية العراقية ومنشآت القيادة والسيطرة وشبكات الاتصالات والقصور الرئاسية ومواقع يشتبه بأنها تعمل في إنتاج الأسلحة البيولوجية والكيميائية والنووية ومواقع الحرس الجمهوري.

   وفي نفس اليوم اكدت صحيفة «واشنطن تايمز» أن جورج دبليو. بوش الرئيس الاميركي وقع وثيقة سرية تسمح باستخدام الاسلحة النووية ردا على الهجمات البيولوجية أو الكيماوية. وتغير هذه الوثيقة السياسة النووية الاميركية المطبقة من عقود والتي تعتمد «الغموض المتعمد» وكانت نسخة من الورقة جرى نشرها قد ذكرت في كانون الأول/ ديسمبر الماضي بصورة أكثر غموضا أن الولايات المتحدة ربما «تلجأ لكل الخيارات» إذا ما هوجمت. وتقول الوثيقة وفقا للتقرير الاخباري «إن الولايات المتحدة توضح أنها تحتفظ بحقها في الرد بقوة كاسحة بما فيها احتمال استخدام الاسلحة النووية ردا على (استخدام أسلحة الدمار الشامل) ضد الولايات المتحدة أو قواتها في الخارج أو أصدقائنا وحلفائنا». وقد اطلع مسئولو الادارة مراسلي الصحيفة، وفقا لما ذكره التقرير، على نسخة من الوثيقة مؤرخة في 14 كانون الأول/ سبتمبر 2002 ومعرفة باسم «توجيه الامن القومي الرئاسي رقم 17» أو «توجيه أمن الوطن الرئاسي رقم 4».

    من جهتها لوحت بريطانيا بالسلاح النووي، ونقلت "بي بي سي اونلاين"، في 3/2/2003 عن  وزير الدفاع البريطاني جيف هون قوله بإن على  صدام حسين أن "يتيقن تمام اليقين بأن بريطانيا على استعداد لاستخدام السلاح النووي إذا اقتضت الظروف ذلك." وصرح الوزير في مقابلة مع "بي بي سي" بأن بريطانيا تحتفظ لنفسها بالحق في استخدام السلاح النووي "في الحالات القصوى للدفاع عن النفس".

   والخطط العسكرية والإستراتيجية بشأن العراق تلمح الى الإعتماد كلياً في الأيام الأولى للحرب على القصف المكثف، الذي سيشمل نحو 7000 موقعاً، في أنحاء العراق، سيتم قصفها وتدميرها كلياً.ويشير أحد التقارير الى أن البنتاغون يخطط لشن حرب لا يتوقعها صدام وجنرالاته، ولن ينفذ في الحرب عمليات عسكرية تقليدية، بل  سيخوض ومنذ الساعات الأولى حربا صاعقة تستخدم فيها أحدث الأسلحة والصواريخ والقنابل والتقنيات العسكرية المتطورة وتتركز على قصف 1000 موقع حيوي مهم في مختلف المناطق العراقية خلال اليوم الأول. وأوضحت المصادر أن المواقع التي سيتم قصفها بالصواريخ والقنابل الموجهة بالأقمار الصناعية "تمت برمجتها إلكترونيا" في المركز الرئيس للعمليات العسكرية. وتشمل المواقع المستهدفة منذ اليوم الأول قصور صدام  وأكثر من 50 مبنى أو مجمعا يمكن أن يلجأ إليها، ومجموعة كبيرة من المراكز والثكنات والمباني التابعة للجيش وللحرس الجمهوري وللأجهزة الاستخباراتية والأمنية ومراكز الاتصالات ومراكز ومنشآت تابعة لحزب البعث ومواقع ومصانع يشتبه بأنها تحتوي على أسلحة دمار شامل ومراكز إطلاق صواريخ أرض - أرض, كما تشمل مجموعة من الجسور المهمة والمنشآت الكهربائية والحيوية وستنفذ عملية تدمير "أدوات السلطة "  قوة جوية ضاربة ستضم نحو 1000 طائرة من أنواع مختلفة بينها أكثر من 200 طائرة قتال و250 طائرة هجومية و 20 قاذفة قنابل ضخمة من نوع "بي. 2" و"بي -52" إضافة إلى مئات من طائرات الهليكوبتر الحربية التي ستستخدم القذائف والصواريخ ضد أهدافها. وستشارك سفن حربية لإطلاق صواريخ عابرة للقارات لتدمير مواقع كبيرة. وأكد جون واردن، وهو كولونيل متقاعد من القوات الجوية الامريكية، كان من المخططين الرئيسيين للحملة الجوية في حرب عام 1991: "اصبح لدينا اسلحة اكثر دقة بكثير مما كان لدينا من قبل". وأضاف" ان الحملة الجوية التي ستبدأ بها الحرب الجديدة على العراق  لن تستغرق في واقع الامر اكثر من 4 او 5 ايام". وتابع "يمكننا ان نهاجم العراقيين من الجو في امان من مسافة قريبة. ببساطة لا يمكنهم المساس بنا". وقال انتوني كورديسمان- المحلل العسكري في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: " هناك فترة لن تزيد على 7 او 10 أيام ستشن فيها الولايات المتحدة حملة جوية مكثفة قبل ان تشتبك مع القوات العراقية في مناورات برية تستهدف مراكز السلطة السياسية العراقية".

   ومن بين الأسلحة التي ستجرب لأول مرة:نظام الصواريخ المضاد للدبابات بعيد المدى «لوسات» الجديد،الذي وصفه الكولونيل جيد شاهين- مدير مشروع صواريخ الطاقة الحركية في قيادة الجو والصواريخ في الجيش الاميركي، بأنه « سلاح جديد كلياً لم يسبق للجيش الاميركي ان استخدمه من قبل، وقد اصبحنا بفضله نفوق العدد في مدى التهديد، كما ان الاجراءات الدفاعية المعتادة لا تفيد في مواجهته، ولهذا فهو يوفر لنا قوة تدميرية هائلة ضد اي تهديد تمثله القوات المدرعة المعادية سواء الآن أو في المستقبل".ويتكون النظام من 4 صواريخ من النوع الذي ينشط بالحركة، مركبة على سطح عربةمن طراز M-1114  الثقيلة المدولبة عالية المرونة، وبمقدور الصاروخ، بسرعته التي تزيد على 1500 متر/ثانية، ان يصل مداه الاقصى في اقل من 5 ثوان.يقضي على هدفه ( الدرع) بفضل نواته الخارقة على شكل قضيب مستطيل والتي تخترق الدروع نتيجة اندفاعها الكبير وما تنتجه من قوة اصطدام عالية.ويبدو أن نواته مصنعة من اليورانيوم المنضب ايضاً.

   وفضلاً عن ذلك، يدرس البنتاغون  إمكانية استخدام غاز لمكافحة الشغب في العراق، حيث نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد قوله في 5/2/2003  ان البنتاغون يقوم بوضع القواعد المتعلقة باستخدام غاز غير قاتل مخصص لمكافحة الشغب في العراق للحد من احتمال سقوط ضحايا مدنيين في حال اندلاع حرب ضد هذا البلد. وقال رامسفيلد الذي كان يتحدث امام لجنة الدفاع في مجلس النواب ان القانون الدولي والمعاهدات التي تحظر استخدام هذا النوع من الغازات في حرب تجعل الامر «بالغ التعقيد». واضاف الوزير «نفعل ما بوسعنا لاحترام الحدود المفروضة في هذا المجال».
الحقوقيون يحذرون
   حيال خطورة الترسانة الحربية التي ستستخدم، حذرت مجموعة من المحامين الأميركيين المعارضين لحرب محتملة على العراق الرئيس جورج بوش من أنه قد يقدم للمحاكمة مع مسؤولين كبار في الحكومة بتهم ارتكاب جرائم حرب إذا انتهكت التكتيكات الحربية القانون الإنساني الدولي.وقالت المجموعة بزعامة مركز الحقوق الدستورية والذي يتخذ من نيويورك مقرا له، في رسالة إلى بوش ووزير الدفاع الأميركي رمسفيلد إن مصدر قلقها الرئيسي هو العدد الكبير للقتلى والجرحى المدنيين الذي يمكن أن ينجم عن عدم التزام القوات الأميركية وقوات التحالف بالقانون الإنساني الدولي في استخدام القوة مع العراق.وشددت المجموعة على حاجة القوات الأميركية وقوات التحالف إلى الالتزام بالقانون الإنساني الذي يقضي بتمييز الأطراف المتحاربة بين المناطق العسكرية والمدنية وقصر استخدام القوة على المستوى الضروري عسكريا واستخدام أسلحة تتناسب مع الأهداف التي تستخدم ضدها. وقالت الرسالة التي حملت أكثر من 100 توقيع إن هذه القواعد انتهكت في حروب أخرى في الآونة الأخيرة.وأضافت أن الهجمات الجوية على مدن مأهولة والقصف المكثف وقنابل تفريغ الهواء أمثلة لعمليات عسكرية غير مناسبة وقعت في حرب الخليج عام 1991 وحملة كوسوفو عام 1999 وصراع أفغانستان عام 2001 وأدت إلى سقوط ضحايا مدنيين وقد تستخدم مرة أخرى في العراق.وتزامنت الرسالة الموجهة إلى بوش ورمسفيلد مع رسائل مماثلة لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير ورئيس الوزراء الكندي جان كريتيان بعث بها إليهما محامون في الدولتين.وقالت " رويترز" في 25/1/2003 أن مجموعة من المحامين البريطانيين تسعى إلى مقاضاة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة جرائم حرب إذا ساهم في الحرب على العراق دون صدور قرار بذلك من الأمم المتحدة.وقال هؤلاء المحامون إنه يمكن تحميل قادة وطنيين بصورة شخصية مسؤولية جرائم حرب وأن يحاكموا مثلما يحاكم الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسوفيتش.وأوضح فيل شاينر من شركة "بابليك إنترست لأعمال المحاماة في برمنغهام" أنه "بالتأكيد سيتم التحقيق مع بلير بواسطة المحكمة الجنائية الدولية بشأن جرائم حرب في العراق". وأضاف شاينر أنه يقود حملة لمقاضاة الزعماء البريطانيين أمام المحكمة الدولية إذا وقعت الحرب على العراق دون قرار من الأمم المتحدة يتيح استخدام القوة أو إذا قتل مدنيون عراقيون في حملات القصف.وأوضح خبير القانون الدولي نيكولاس غريف من جامعة بورنماوث أنه يمكن محاكمة بلير عن جرائم حرب حتى في حال صدور قرار يدعم الحرب من جانب الأمم المتحدة، وذلك إذا وقعت انتهاكات لاتفاقيات جنيف التي صدقت عليها بريطانيا عام 1957. وإذا أدين فإن العقوبة تصل إلى السجن مدى الحياة.

    وإذا صح  ما أعلنه البيت الأبيض بشأن خططه للخلاص من نظام الدكتاتور صدام حسين، فإن الخبراء يتوقعون أن لا يتوانى الأخير، هذه المرة، عن إستخدام ما لديه في ترسانته العسكرية من أسلحة فتاكة، دفاعاً عن النفس، وإستماتة في بقائه على سدة الحكم.وتفيد معلومات الداخل بان الطاغية صدام  قد أصدر أوامره لأجهزته القمية  لمنع السكان من مغادرة بيوتهم ومناطق سكناهم إعتباراً من الساعة الأولى للحرب، وأطلاق النار لقتل المخالفين.الى جانب أخذ الشيوخ والنساء والأطفال بالقوة كدروع بشرية لحماية قصور الطاغية وأوكار أجهزته القمعية.
ضحايا ترسانة الحرب وتداعياتها
    مهما قيل عن الحرص على عدم المساس بالمدنيين، فان ما سيستخدم من أسلحة من قبل طرفي الحرب سوف لن يفرق بين عسكري ومدني، وسيكون ضحيته بالتأكيد اَلاف الأبرياء من أبناء وبنات شعبنا. وتجربة أفغانستان القريبة ما تزال ماثلة بكل نتائجها وتداعياتها، حيث إستخدم الأمريكان أحدث أنواع الأسلحة وأشدها فتكاً ودماراً، راح ضحية " النيران الصديقة" و " القتل بالخطأ" اَلاف الأفغان الأبرياء، وبخاصة من النساء و الأطفال، الى جانب المقاتلين. ومهما تحدث البنتاغون عن دقة إستهداف أسلحته  "الذكية" للأهداف العراقية، ومهما يجزم بان الدقة ستكون هذه المرة بحدود 80 بالمائة، بعد ان كانت في أفغانستان نحو 60 بالمائة، وفي يوغسلافيا 30 بالمائة، بينما كانت في حرب الخليج الثانية 7 بالمائة، فلاشك ان الصواريخ والقنابل الأمريكية  ستتساقط على رؤوس أبناء وبنات شعبنا، وستدمر ما تيقى من البنية التحتية، ولن تفرق الإنفجارات والصواريخ والقنابل وشظاياها وغازاتها وإشعاعاتها القاتلة بين عسكري ومدني، كبيراً و صغيراً،أو بين فرد من العصابة الحاكمة وأزلامها وبين مواطن أو مواطنة من ضحايا النظام الدكتاتوري !

   علماً بأن "واشنطن بوست" أشارت، في 13/3/2002، الى دراسة اعدها السلاح الطبي التابع للجيش الاميركي، تؤكد بان حوالي 2.4 مليون شخص يمكن ان يموتوا او يصابوا بجروح في حالة حدوث هجوم ارهابي على احد مصانع المواد الكيماوية الموجودة في منطقة مزدحمة بالسكان. وتقول هذه الوثيقة الطبية المخصصة لتقييم المخاطر المحتملة التي اكتملت بعد شهر من هجمات 11 ايلول، ان الاصابات التي يمكن ان تنتج عن هجمات على مصانع المواد الكيماوية السامة، ستكون ضعف اكثر التقديرات الحكومية تشاؤماً.
تحذيرات جدية وخطط دولية للطوارئ
    حذر العالم الأمريكي أساف دوراكوفيتش- وهو طبيب وخبير بالذرة والطب النووي،المدير الحالي للمركز الطبي لأبحاث اليورانيوم في واشنطن وتورنتو- من مغبة إستخدام أسلحة اليورانيوم، التي إستخدمت في أفغانستان، ضد العراق، إذ أنها ستؤدي الى دمار الحياة والبيئة فيه.وأكد  الباحث البريطاني  داي وليامز- المتخصص في آثار الاسلحة على البيئة والحياة،  مخاطر الاسلحة التي تحتوي على اليورانيوم المشع، ونتائجها السلبية على صحة الانسان، وأعلن إحتجاجه على ضرب العراق بها، وبذات الوقت دعا شعوب العالم الى الخروج للشوارع ورفع اصواتهم، والمطالبة بوقف هذه الحرب اللعينة من أجل حماية الانسانية من الدمار،واصفاً إياها حرب لابادة الشعوب!

   وتبعاً لخبراء دوليين، سوف يتم استخدام 1600 طن من اليورانيوم المنضب مقارنة بـ 300 بحرب الخليج الثانية، وسوف يسقط نصف مليون قتيل حال استخدام الأسلحة التقليدية، وأربعة ملايين إذا استخدم سلاح نووي، وستقع كارثة بيئية شاملة جراء حرائق حقول النفط العراقية. ولا يزال أكثر من مليون و700 ألف طفل عراقي يعانون من الآثار المختلفة لحرب الخليج الثانية خاصة اليورانيوم المنضب الذي استعملته القوات الأميركية والبريطانية فيما لم يتم بعد حصر كل آثار القنابل الأميركية زنة الألفي رطل على الأفغان، وقد تحركت قاذفات B52 لمناطق قريبة من العراق بالفعل، ناهيكم عن الخسائر الاقتصادية التي ستحيق بدول غير قليلة من الحرب.
   وقبل ذلك، حذرت منظمة " أطباء العالم لمنع الحرب النووية" IPPNW في تقرير لها في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بعنوان: Collateral Damage: The Health and Environmental Costs of War on Iraq أعده خبراء مختصون، من أن الحرب القادمة على العراق ستؤدي الى خسائر بشرية جسيمة، مقدراً ضحايا الحرب بنحو نصف مليون نسمة، فضلاً عما ستحدثه من أضرار صحية وبيئية وخيمة طويلة الأمد.ودعا التقرير الى تجنب الحرب الإستباقية  لما سينجم عنها من كارثة إنسانية هائلة.

    وفي وثـيـقـــــة، "سرّية جداً" للأمم المتحدة، حصلت عليها منظمة" الحملة ضد الحصار الأقتصادي على العراق" في جامعة كمبريدج البريطانية، ونشرتها في موقعها على شبكة الانترنيت، مؤرخة في 10 كانون الأول/ ديسمبر 2002، وعنوانها " السيناريوهات الانسانية المحتملة لـلـحـرب عـلــى الـعــراق"، وضعتها لجنة طوارئ، بأشراف مساعدة السكرتير العام للأمم المتحدة لويز فرنشيت، للمساعدة في اعداد خطط طوارئ لنجدة الشعب العراقي، توقعت ان تؤثر حرب تقودها الولايات المتحدة ضد العراق على حوالي 10 ملايين عراقياً، الأمر الذي يتطلب الاعداد لمساعدات انسانية عاجلة.ونبهت الوثيقة الى ان حجم الكارثة سيكون أكبر بكثير مما كان عليه في حرب الخليج عام 1991 لأخراج القوات العراقية من الكويت. إذ ستتدرج الحرب الجديدة على العراق من قصف جوي حتى تتحول إلى هجوم بري واسع النطاق. ويعتقد واضعو الوثيقة أن الدمار "سيكون كبيرا بلا شك"، وهي تقديرات تستند إلى معلومات مستقاة من عدة منظمات مختلفة تابعة للأمم المتحدة، حيث يخطط موظفو المنظمة  لمواجهة الآثار والاضرار الإنسانية التي قد تنجم عن هذه الحرب. واشارت الوثقة الى انه طوال الفترة الماضية منذ حرب 1991 فرض على العراق حصاراً أقتصادياً شاملاً جعل السكان أكثر أعتمادا على الحكومة لتأمين معيشتهم. واضافت بان اندلاع الحرب سيؤدي تلقائيا الى وقف برنامج "النفط مقابل الغذاء"، وسيؤثرعلى الآلية الحكومية التي تشرف على توزيع الأغذية والأدوية للسكان.وحذرت من الصعوبة البالغة في توفير الأغاثة خلال الأسابيع الأولى لأندلاع الحرب اذ من المتوقع تدمير الطرق والجسور والموانئ وبذلك تعطيل الحركة وتعميق الأزمة وربما أنتشار بعض الأمراض مثل الكوليرا بصورة وبائية، نظراً للأضرار الجسيمة في بنية المجتمع التحتية وتدهور إقتصاده، وسيصل حال المدنيين  الى حد كارثي، في ظل دمار هائل في شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي.وتوقعت إصابة نصف مليون شخص، سيحتاجون لعلاج فوري، وسيكون الوضع الغذائي لنحو 3.03 ملايين شخصاً، منهم مليونان تحت الخامسة من العمر، في حالة عوز شديد، وسيحتاجون الى تغذية علاجية، مثلما سيحتاج نحو مليوني نازحاً ومليون لاجئاً  الى مساعدة دولية عاجلة.وحسب التقييم فأن الاطفال دون سن الخامسة والحوامل والامهات المرضعات سيكونون الأكثر تضرراً من الحرب ومن غياب الخدمات الطبية الاولية في البلاد خلال الحرب.

    وكان مسؤولون في الامم المتحدة قد ذكروا سابقا أن نشوب الحرب قد يؤدي إلى ضرورة توفير المعونة الغذائية الضرورية لما يتراوح بين 4,5 و 9,5 مليون عراقي، من اجمالي العراقيين البالغ عددهم أكثر من 23 مليون نسمة، سيكونون في حاجة ملحة وماسة إلى العون الغذائي الخارجي للبقاء على قيد الحياة.وحذر مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين رود لوبرز، في 27/ 12/ 2002،من إن الحرب على العراق، إن وقعت، ستؤدي إلى كارثة إنسانية، نظراً لما سينتج عنها المزيد من اللاجئين، إضافة إلى احتمال مقتل الكثير من العراقيين بسبب الإسلحة الكيماوية والبيولوجية المخزونة. وقال في مقابلة مع إذاعة BBC-4  إن الواجب الأهم هو منع وقوع هذه الكارثة، مضيفا  "ينبغي علينا أن نكون أشداء مع صدام، لكن لا بد أن يقتصر طموحنا على نزع سلاحه ". وفي 13 كانون الثاني/ يناير الجاري انتهى  إجتماع لخبراء الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في جنيف، دام يومين، وتمحور حول الاستعدادات المطلوبة لمساعدة ضحايا النزاع المحتمل في العراق.ولم تصدر معلومات في ختام  الاجتماع، الذي احيط بتكتم كبير- بحسب "وكالة الأنباء الفرنسية"،التي نقلت عن ستيفان دوياريك- المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة في نيويورك- قوله ان " الاجتماع كان داخلياً وهو جزء من عملية تحضير العمليات الانسانية في حال اندلاع نزاع في العراق". وقد شارك في الاجتماع خبراء من المفوضية العليا للاجئين، وبرنامج الغذاء العالمي، واليونيسيف، ومكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية.وشارك فيه ،بصفة مراقب، كل من اللجنة الدولية للصليب الاحمر، والاتحاد الدولي لفروع الصليب الاحمر والهلال الاحمر، والمنظمة الدولية للهجرة..
الحرب كارثة على أطفال العراق
   وحذر تقرير دولي من الآثار الخطيرة لأي حرب محتملة ضد العراق على الأطفال العراقيين، متوقعا مئات الآلاف من حالات الوفاة، فضلا عن تفاقم الأمراض والمجاعة.وأفاد التقرير، الذي أعده فريق من الخبراء والباحثين والأطباء الأمريكيين والأوروبيين في الفترة من 20-26 كانون الثاني/ يناير الماضي: " أن الموت والأمراض والمجاعة تنتظر أطفال العراق في حالة الحرب، غير أنه لا يمكن الجزم بأعداد الوفيات المرتقبة التي يمكن أن تصل إلى مئات الآلاف"، حسب وكالة الأسوشيتد برس.ونبه التقرير، المعنّون " تأثير حرب جديدة على أطفال العراق" إلى أن غالبية وفيات الأطفال العراقيين المتوقعة لن تكون من جراء العمليات الحربية، بل من آثارها كـ"الإضطراب  الذي سيحدث في إمدادت الغذاء للعراق، ونقص الأدوية، وعمليات نزوح السكان." وقال رئيس فريق البحث، إريك هوسكنز في مؤتمر صحفي "إن نصف مليون طفل عراقي يعانون من سوء التغذية أو نقص الوزن. ولا يملك العراق حاليا سوى مخزون غذائي لشهر واحد، وأدوية تكفي ثلاثة أشهر، مما يعني أن أي قطع للإمدادت عن العراق أو خسائر تصيب منشأته الطبية ستفاقم من معاناة أطفال العراق".
  وقد تم جمع معلومات البحث ميدانيا من ثلاث مدن عراقية: بغداد والبصرة وكربلاء، وعبر مقابلات مع 200 عائلة عراقية، دون تدخل من الحكومة العراقية. وقام الفريق بإستخدام عدد من المترجمين المستقلين لضمان دقة النتائج. ويعمل الفريق البحثي عبر منظمة مستقلة تأسست عام 1991 لدراسة تأثير الحرب على الأطفال. وقال هوسكنز للصحفيين إن 13 مليون طفل عراقي يتعرضو لخطر داهم من جراء المجاعة والأمراض والموت والأزمات النفسية، محذراً بأن " أطفال العراق أكثر عرضة للتأثر بالظروف السيئة عن ذي قبل، وأن العراقيين أقل من 18 عاما يعانون ظروفا أسوأ من الفترة التي سبقت حرب الخليج 1991".وقال: "لا أحد الآن على استعداد لمواجهة آثار الحرب سواء حكومة العراق أو مؤسسات الأمم المتحدة " ، في إشارة إلى الأزمة الإنسانية التي ستعقب الصراع العسكري..
* طبيب وكاتب عراقي مقيم في السويد

 



#كاظم_المقدادي (هاشتاغ)       Al-muqdadi_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وكالات الأمم المتحدة المتخصصة وضحايا سلاح اليورانيوم المنضب ...
- وكالات الأمم المتحدة المتخصصة وضحايا سلاح اليورانيوم المنضب ...
- وكالات الأمم المتحدة المتخصصة وضحايا سلاح اليورانيوم المنضب ...
- وكالات الأمم المتحدة المتخصصة وضحايا سلاح اليورانيوم المنض ...
- وكالات الأمم المتحدة المتخصصة وضحايا اليورانيوم المنضب - الق ...
- صحيفة إستبيان لبحث علمي خاصة بالعراقيين
- مبروك لدعاة الحرب !!!
- لمصلحة من تشويه المواقف والحقائق ؟!
- - مبروك - عليكم جرائم البرابرة !!
- إدارة بوش وضحايا الحروب ومحكمة الجنايات الدولية
- كلام الناس والتدخين
- ضربة موجعة لوزارة الدفاع البريطانية والبنتاغون
- النظام العالمي الجديد" وأطفال العالم . . حصاد مر
- الكشف عن تأثيرات اليورانيوم الناضب مهمة إنسانية آنية ملحة !


المزيد.....




- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا ...
- -غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
- بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال ...
- في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
- 5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
- قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا ...
- خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة ...
- اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال ...
- اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كاظم المقدادي - الحرب الأمريكية القادمة لن تجلب للعراقيين سوى الكوارث والمحن !