أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال الربيعي - الشيوعيون والتعاطف وتحسس مشاعر الآخرين















المزيد.....

الشيوعيون والتعاطف وتحسس مشاعر الآخرين


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5371 - 2016 / 12 / 14 - 00:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ادناه اجابتي على تعليق الزميل Almousawi A.S على مقالي
"اشتراكية ماركس احتجاج ضد انعدام الحب"
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=541145
الذي بسبب طوله بعض الشئ ارتأيت نشره كمقال قصير, وذلك ايضا من اجل تعميم الفائدة وتبادل الخبرة.
......
التعليق
احتياجات الانسان
2016 / 12 / 13 - 14:33
Almousawi A.S
عندما اقرأ للدكتور طلال الربيعي
ينبض قلبي لاول مرة تناغما مع العقل
فلأعترف ايضا أن كل قرأتي
كانت تحمل وصف وطابع فكري وفلسفي
يدعو للنظرة العامة والشاملة
خصوصا كونها اممية الانتماء
وذات سمات تحمل صفات الواجب اولا
ومن ثم السريان مع كريات الدم اعتزازا واصرارا
والان ينفرد الدكتور لتأكيد تفاصيل عضوية دقيقة
وبوعي تحاشيا للسقوط في مفاهيم الابتذال
حيث الحب والانزيمات بل واثر الجينات وتفاعلها مع واقع الفرد وموقعة
ويؤكد على ان العوامل البيولوجية تتفاعل مع المحيط الخارجي وتتأثر فيه
مما يدعوا الى انسانية الماركسية وشموليتها بما هو اوسع من طبقة كادحة
لك كل التقدير دكتورنا القدير.
...........
اجابتي:
كل الشكر على تعليقك الثمين وعلى كلماتك بحقي التي هي مصدر فرحي واعتزازي في آن واحد.

فيما يخص موضوعة الحب والجينات والطبيعة للبشرية, اود ان اضيف ان العديد يعتقدون ان الرغبة في الملكية الخاصة هي جزء متأصل في الطبيعة البشرية, ولذلك يزعمون ان المشروع الاشتراكي الماركسي القاضي بالغاء الملكية الخاصة, بحدود تعتمد على ظروف كل بلد على حدة, هو مشروع طوباوي خيالي لمخالفته الطبيعة البشرية المحفورة في الحجر.

وبالطبع ان هؤلاء يتحدثون عن طبيعة بشرية التي هي نتاج المجتمع الطبقي, وخصوصا المجتمع الراسمالي الذي قوانينه هي نفسها قوانين الغاب, حيث الغلبة هي للاشخاص والمؤسسات في مواقع الهيمنة مثل البنوك واللوبيات السياسية وصالونات المجتمع "الراقي!" ونواديه. والبعض يعزز مزاعمه هذه بالاعتماد على معطيات علم زائف, يدّعي ان الطبيعة البشرية تحددها انانية الجينات, كما يتجلى ذلك في الكتاب The Selfish Gene
من تأليف Richard Dawkins, ويمكن تحميل هذا الكتاب باكمله في
http://s-f-walker.org.uk/pubsebooks/pdfs/Richard_Dawkins_The_Selfish_Gene.pdf

وهم بذلك يرتكبون اخطاءً علمية وفلسفية باختزالهم طبيعة النفس البشرية الى معطيات بيولوجية او جينية, وهي اخطاء مشابهة لتلك التي يرتكبها الماركسيون المبتذلون الذين يختزلون الماركسية الى علم اقتصاد. فنحن نعلم ان علم النفس لا يمكن اختزاله الى البيولوجي, والاخير لا يمكن اختزاله الى علم الكيمياء او الفيزياء, وذلك بالرغم من التداخل بين هذه العلوم.

فكما نوهتُ من قبل في مكان آخر, ان الجينات تتفاعل مع المحيط الخارجي الذي يستطيع في احيان محددة من تنشيط او تثبيط عملها جزئيا او كليا في ميكانيكية تسمى turn on and off.

كما ان العقل لا يساوي الدماغ, كما تزعم البيولوجية المبتذلة, وانما هو الدماغ زائدا تفاعله مع المحيط الخارجي. والدماغ, حسب الفيلسوف الفرنسي مارلو بونتي, يشمل الجسم كله وليس الدماغ فقط
embodiment of brain
وهذا مفهوم اكدته ايضا بحوث علوم الدماغ, مثلا
Brain embodiment of syntax and grammar: discrete combinatorial mechanisms spelt out in neuronal circuits
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/20132977
او
The embodiment of emotional feelings in the brain
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/20861391

علما ان هيغل كان احد الفلاسفة الذين ناقشوا كيفية تعبير الجسم عن العقل او الوعي.
There are many more proposals, but aside from the extremes
of idealism espoused by Bishop Berkeley and Georg Hegel, they all wrestle with
one question: how can we explain consciousness in bodily terms
The embodiment of Mind
file:///Users/kham/Downloads/9783642204951-c1.pdf
ص. 12

الا انه للاسف, ان موضوعة فلسفة العقل لم تحظ باي اهتمام من قبل الماركسيين حتى بقدره الادنى بالرغم من وجود بعض المحاولات النادرة في هذا المجال.

ان الخاصية البشرية التي تتضمن التعاطف وتحسس آلام واحاسيس الآخرين او ما يسمى عادة Empathy لها علاقة مباشرة بكون ان الماركسية هي احتجاج ضد انعدام الحب وكونها نقيض للكراهية او اللااكتراث.

واعتقد ان شعوبنا في المنقطة تعاني من ضعف فظيع او وبائي بهذا الشعور (انتشار التدين الزائف هو تعبير جلي لهذا الوباء), مما يساهم, مع عوامل اخرى, في تعميق الفقر وزيادة الفروق الطبقية وانتشار الارهاب والقمع. وفقدان هذه الخاصية النفسية-اجتماعية هو ظاهرة غير حضارية عابرة للآديولوجيات, فيمكن ان يفتقدها الشيوعي, حاله حال المتدين او القومي الخ. علما ان هذه الخاصية يمكن تعلمها كأية خبرة مكتسبة
Empathy: skill´-or-personality trait?
http://www.management-issues.com/opinion/3237/empathy-skill-or-personality-trait/

وللأسف الشديد لا تتضمن برامج الاحزاب الشيوعية في منطقتنا بشكل خاص, مثل برنامج او ادبيات الحزب الشيوعي العراقي في مؤتمره الأخير او العاشر, اي ذكر لهذه الخاصية وكيفية اكتسابها بواسطة اختصاصين نفسيين في ورشات عمل او ما شابه. والشيوعي هو فقط انسان مدعي وديماغوغي اذا لم يتحلى بهذه الصفة التي يمكن قياسها في كل فرد من خلال اختبارات نفسية
Measuring Empathy
https://plato.stanford.edu/entries/empathy/measuring.html

والعديد من الشيوعيين او غيرهم لا يتحلون بهذه الصفة البالغة الاهمية لاسباب عديدة منها تشبعهم بالثقافة الذكورية او العشائرية التي تعتبر هذه الصفة نوعا من التحلل او الميوعة (البرجوازية!), او لأعتبارهم اياها صفة تليق بالنساء فقط ولا تتفق مع معايير الرجولة الحقة او مع ثورية مزعومة!

لذا اقترح على القوى الشيوعية واليسارية في منطفتنا ايلاء اهتمام جدي وكبير الى موضوعة التعاطف والتركيز على اكتساب افرادها واعضاءها هذه الصفة وادامتها طوال الوقت لانها معرضة ايضا للضعف او التلاشي بمرور الزمن لاسباب مختلفة مثل التعرض لمصاعب نفسية او وجودبة, كما في اضطراب ما بعد الصدمة او بسبب احباطات تعاني منها الحركة على الصعيد المحلي والعالمي. وان التحلي بهذه الصفة هو ايضا ذا اهمية استثنائية اثناء العمل بين الجماهير وكسب قلوبها وعقولها.

بالطبع, ان فقدان هذه الصفة يعيق العمل مع الجماهير ويضعفه ويؤدي الى احباط, يسبب هو بدوره في اضعاف اكثر لخاصية التعاطف, وهكذا تدخل الامور في حلقة مفرغة, تسبب اكبر الضرر لعمل القوى اليسارية والشيوعية بين الجماهير, او لمجمل نضالها بشكل عام, حيث يؤدي ذلك الى اضعاف مصداقيتها والشل من فعاليتها, كما يشهد ذلك مجرى الامور في واقعنا الراهن.



#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشتراكية ماركس احتجاج ضد انعدام الحب
- الماركسية والفلسفة (4/4)
- الماركسية والفلسفة (3)
- الماركسية والفلسفة (2)
- الماركسية والفلسفة (1)
- بعد رحيل كاسترو, الطريق الامثل (او الوحيد) لحماية الثورة الك ...
- فشل اليسار النيوليبرالي وتسبيبه بانتخاب ترامب
- جامعة واسط (العراق) واحالة الناس الى قطيع!
- ان تزوير الانتخابات هو تقليد أميريكي
- تضليل فكري يمارسه الحزب الشيوعي العراقي وتشويهه الفظ للماركس ...
- رفع العراقيين دعوى ضد الحكومة الامريكية
- شمعون بيريز -صانع السلام!-: دماء وجثث محترقة!
- -بياتريس لمبكين- شيوعية واكاديمية فريدة الطراز
- معضلة المشروع الثوري: -أيديولوجية الرقيق-!
- الماركسية, نقادها, التحليل النفسي, وامثلة من العراق
- الامبريالية الجديدة وخصائصها
- حزب نيوليبرالي يتَجَلبَبَ بجِلْبَابَ الشيوعية!
- باراك اوباما الوجه -الاسود- للامبراطورية!
- غزو العراق ومنطق ديكارت السقيم
- تقرير تشيلكوت يُثبِت صحة ما قلناه مرارا وتكرارا


المزيد.....




- إطلالة مدهشة لـ -ملكة الهالوين- وتفاعل مع رسالة حنان ترك لجي ...
- 10 أسباب قد ترجح كفة ترامب أو هاريس للفوز بالرئاسة
- برشلونة تعاني من أمطار تعيق حركة المواطنين.. وفالنسيا لم تصح ...
- DW تتحقق - إيلون ماسك يستغل منصة إكس لنشر أخبار كاذبة حول ال ...
- روسيا تحتفل بعيد الوحدة الوطنية
- مصر تدين تطورا إسرائيليا -خطيرا- يستهدف تصفية القضية الفلسطي ...
- -ABC News-: مسؤولو الانتخابات الأمريكية يتعرضون للتهديدات
- ما مصير نتنياهو بعد تسريب -وثائق غزة-؟
- إعلام عبري: الغارة على دمشق استهدفت قياديا بارزا في -حزب الل ...
- الأردن.. لا تفاؤل بالرئاسيات


المزيد.....

- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال الربيعي - الشيوعيون والتعاطف وتحسس مشاعر الآخرين