أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد العبيدي - كبوة التعليم في العراق ثانية














المزيد.....

كبوة التعليم في العراق ثانية


سعد العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5367 - 2016 / 12 / 10 - 11:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما تصاعد لهيب الحرب العراقية الايرانية عام 1980 وبدأت انتكاسات القتال عام 1982 وظهرت تأثيراتها على فاعلية الاقتصاد العراقي كان أول فعل لجأت الية الحكومة آنذاك هو ايقاف التخصيصات المالية للبحوث والنشريات وقننت البعثات الدراسية والإيفادات العلمية، وأوقفت مشاريع بناء المدارس وامتد أمد هذه التأثيرات ليطال التأليف والكتب المدرسية والتغذية، حتى أصيبت العملية التعليمية برمتها بنكسة، جعلت العراق يتأخر عن ركب أقرانه في مستويات التحصيل.
لكن العراقيون قد استبشروا خيراً بعد العام 2003 وتصوروا أن النظام السابق الذي كان مسؤولا عن ذاك التأخير قد أنتهى وان عصرا جديدا من العلم والتعليم قد حل على العراق، لكن تصورهم هذا لن يدوم حتى شهور وتبين أنهم في تصورهم واهمون، فأبسط المتغيرات ذات الصلة بالموضوع مثل ترميم المدارس الآيلة للسقوط لم تنجح به الجهات الحكومية فكان الترميم أما على الورق أو أنه نُفذَ بطريقة تسببت في تقصير عمر البنايات وهدمها قبل الأوان، وفي غير هذا سارت الأمور نحو الأسوأ فتبدلت المناهج تبعاً لرؤيا المتنفذين في الطوائف والأقوام، وتغيرت الادارات ببقاياها المهنية الى ادارات أغلبها جاهلة تتبع الأحزاب، وتوقفت مشاريع التغذية وتوزيع الكتب بالمجان، واجلس في الصف الواحد ثمانون طالباً، وتوقف المعلمون عن التدريس جدياً ليدفعوا طلابهم الى الدروس الخصوصية، وزادت مطالبتهم الطلاب بالتبرع وجلب المستلزمات المدرسية، وانتقل التعليم تدريجياً من الحكومي الى الخاص لتبقى في اطاره المدارس الحكومية في أغلبها حكرا على الريف وعلى فقراء المدينه لتخرج أشباه أميين.
كل شيء تبدل في عملية تدهور اقتربت من أن توصف منظمة، اذ كيف لنا أن نفسر مطالبة مدارس لطلابها أن يجلبوا رحلات جلوسهم داخل الصفوف معهم، ومدارس أخرى تلزمهم أن يجلبوا السجاجيد والطاقيات (العركچين) لأغراض الصلاة في دروس الدين دون أن يراعوا مسائل الاختلاف بين المذاهب في الصلاة، ومدارس ثالثة جعلت الدوام ثلاث ساعات بسبب التزاحم على البناية ذاتها التي تستغل من الصباح الى المساء، وجعلت الدرس ربع ساعة لا تكفي لتسجيل الحضور.
ان التعليم بهذا المستوى سوف لن يتسبب في تخريج أشباه أميين في عالم يجري سريعا لامتلاك المعرفة، بل سيسهم في جر المجتمع العراقي الى الانتحار لأن خريجيه من الأميين مستقبلاً سيكونون رجال سياسة أميين، وأطباء قاصرين، وعسكر غير مقتدرين، ودبلوماسيين منفعلين، وحكام ظالمين. ومجتمع يديره مثل هؤلاء لا يمكن أن يستمر في العيش موحداً ولا آمنا أو مستقراً مهما زرقت في جسده المريض من حقن دواء.
من هذا نستنتج أن العراق يراد له أن يبقى عليلاً، يساهم أهله في ابقاءه هكذا عليلاً الى حين لم يعرفه حتى الراسخون في العلم.



#سعد_العبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يصح للعشيرة قانوناً
- داعش تندحر
- ناتج الديمقراطية ومستقبلها في العراق
- تخزين الأسلحة والمتفجرات في المدن وخروقات الأمن الاجتماعي
- معادلة الديمقراطية والثقافة في وادي الرافدين
- العرب والمسلمون والمستقبل
- بغداد حبيبتي
- كارثة الموصل في ذكراها الثانية
- متطلبات دعم معركة الفلوجة معنوياً
- وحدة القيادة في الحرب
- هل من حلول لأزمة البلاد القائمة
- مقاربة انتخابية بين لندن وبغداد
- مطلوب أن يكون للعراق هوية
- تعقيدات المشهد العراقي الحالي
- في ذكرى السقوط وأمل التغيير
- فن الاصلاح والصلاح
- لا لن أتغير
- قضية انتحار
- لوثة جينية
- الموت في زمن الاستقواء


المزيد.....




- الأشخاص الأكثر عرضة للجلطات أثناء السفر بالطائرات
- Acer تتحدى آبل بحاسب مميز
- جيمس ويب يرصد ضوءا -مستحيلا- من فجر التاريخ
- تحديد خلايا جديدة في العين قد تفتح آفاقا لعلاج العمى
- تحديات جوهرية تواجه تطور الذكاء الاصطناعي
- في غضون عامين يمكن لترامب أن يدير ظهره لروسيا
- الجيش الأوكراني يستعد لعدوان
- اكتشاف علاقة بين أمراض القلب والتغيرات الدماغية
- بدء مفاوضات بين روسيا وأميركا بشأن -المعادن النادرة-
- ما الأضرار التي تسببها منتجات التنظيف؟ وهل يمكن استبدالها؟


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد العبيدي - كبوة التعليم في العراق ثانية