عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 5364 - 2016 / 12 / 7 - 19:23
المحور:
الادب والفن
تقول ....... حمامة المساء لأختها
كم هو حزين هذا البشر...!
لا يملك الجناح
لصيق بالأرض
يخاف الليل
ويخشى المطر ....
ويخشى
كل شيء غريب ....... ويسميه الخطر
هل يعرف المسكين
إن الحزن مصدره الخوف من أن تطير
وأنت تملك الأسباب وتحتج بالقدر
قدر .... يتلو قدر
والحجة الكبرى أنه يصارع من أجل
أن
ينصاع للقدر
أي قدر ؟ وأي خطر ؟
وأي موت ينتظرك يا بشر
كن حمامة ..............
أو حتى طيرا صغيرا في السماء لتدرك معنى
قوة الريش
ودقة النظر ....
*****
الحرز الذي تحتفظ به جدتي
هو حرز كتب لي وأنا رضيع
أوصت أولادها ونحن الذين تسمينا "الجهال"
أن يدفن الحرز معها
وأشياء أخر
في صرة قرب رأسها
صوب اليمين
لا أعرف كيف تفهم جدتي
أن حرزا للصغار
سيمنحها الدفء
في صقيع القبر
ووحشة الظلام .... وغربة المكان
تقول جدتي
هذا الحرز من الإمام
لا بد أنه يمنحني عطر شفاعته ......والسلام ......
حين تدنو مراكب الرحيل
تنسل جدتي شعرها الأبيض الطويل
وكل شعرة فيه
حكاية
زمن
قضية ....
جدتي أمة لم تنقرض سلالاتها البشرية
تمتهن حكمة من عيار خاص
تعيش بين الجنة
وعينها على درب النار
توقظ النائمين
الغافلين
ومن بياض شعرها الفضي
ترسم علائم الطريق
لعلنا نفيق ......
من غفوة طويلة ...
شجرة التين التي في طرف بيتنا
يقال إنها " علوية "
جدتي تحرص أن لا يصيبها نجس
تطوف حولها النساء العواقر
وفي العام القادم
تجمع جدتي كل النذور ....
وتشتري
فيهن سكر ورز للفقراء
تطبخ
حلاوة صفراء
إنها للسيدة أم الحسن
صاحبة شجرة التين المباركة
جدتي
أنجبت أثنى عشر بطنا
كلهم .... أنجبوا
وأستنجبوا
وصاروا شجرة من طين وتين .
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟