خلود منذر
الحوار المتمدن-العدد: 5364 - 2016 / 12 / 7 - 01:29
المحور:
الادب والفن
رثاء الماء
عناقيدُ الكلماتِ تَدلَّتْ
من عنقِ الصبحِ
بيدٍ مرتعشةٍ
قَّلمتُ أوراقَ الأمسِ
طالَ الصقيعُ جناني
نَزّتْ القروحُ من أجفانِ الليلِ
و زفراتُ الدُجى تَلفُ عَنائي
شجناً تُثقلُ أنفاسَ الصدر
تأرجحت أهدابي
بجدائلِ الشمسِ
شاكسني دمعُ المُقلِ
رياحٌ ٍماكرةٌ
تُحفي نهاري
أحدّقُ في رأسِ السحابِ
و أضيعُ هناك
كشهقةٍ بفمِ الموتِ
روحي تستنجدُ اللهفةَ
أقاومُ السقوط َفي بؤرةِ الوجعِ
مَزّقت العواصفُ أوتارَ الرّجاء
تاهت مفاتنُ قيثارتي
على أناملِ الخيبة
أعاصيرٌ تطاردُ الحلمَ
في بطنِ الرؤى
تَبدّدُ غدي عن ناظري
أمواجٌ تغدرُ بالترابِ
رَأيتُ المطَر يهطلُ باكياً،
مُبلّلًا
من خوابي الرياءِ
تأجّجَ قلقُ النظرات
أمسكتُ نورا من حنايا الوجدِ
درعا من غِلٍّ رسم تجاعيده
على وجوه الخِلّان
أحرقوا سرائرَ الوفاءِ
خَدعتهم ظلالُ الفصولِ
تَسوقهم عباءاتُ الزيفِ
و مخادعُ البخورِ
تلاشت قوافي البرّ من موطنهم
أتراهم ينكرون وُدَّ الأرضِ
بجيدِ الذرائعِ
و محاسنٍ عرجاء
أقنعةُ العبورِ تتبخترُ
بنشوةِ السكَارى
مناقبُ الحياءِ غَرَبتْ عن الآماقِ
خلسةً يعبثون بخصالِ الندى
يتآمرُ العطرُ مع الدُخانِ
تراءت لَهُم كلُّ الدروبِ صوابا
صحراءُ القلوب ِ
لا يُؤتَمن فيها الماءُ
خلود منذر _ سورية
#خلود_منذر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟