فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5363 - 2016 / 12 / 6 - 19:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من يلاحظ تأريخ الحرکات الاصلاحية، انها تستند منذ البداية على تصحيح مسار خاطئ، بمعنى تقوم حالة أعوجاج وبالتالي فإن اساس الاصلاح هو إحقاق العدالة.
النظام الديني القائم في إيران و خلال أکثر من ثلاثة عقود ونصف قدم الى العالم ثلاثة تجارب سياسية زعم بأنها إصلاحية، الاولى کانت لهاشمي رفسنجاني و الثانية کانت لمحمد خاتمي، وکل منهما بقي دورتين رئاسيتين في الحکم، بالاضافة الى حسن روحاني الرئيس الحالي الذي مضت على فترة حکمه أکثر من 3 أعوام، لکن لو راجعنا فترتي رفسنجاني و روحاني، لوجدنا أن أي إصلاح حقيقي و واقعي لم يتحقق و ينجز طوال کل تلك الاعوام وانما کان هنالك فقط کلام و تصريحات براقة و وعود و أمان لم ترى النور أبدا.
حسن روحاني، سبق قدومه الى سدة الحکم حملة إعلامية واسعة النطاق، بحيث صورت للعالم کله بأن روحاني سيفعل و ينجز کل ماقد عجز عنه رفسنجاني و خاتمي و سيحقق المعجزة التي حلم بها الشعب الايراني و المجتمع الدولي، لکن وبعد مرور ثمانية أشهر على إستلامه لمنصبه، فاجئ العالم کله بتصريح غريب من نوعه، دافع من خلاله و باسلوب ملتو يغلب عليه طابع المناورة و الدوران في حلقة مفرغة، عن أحکام الاعدام الصادرة من قبل نظامه مبررا تلك الاحکام بأنها تنفيذ لشريعة الله!
أحکام الاعدام التي تصاعدت في عهد روحاني بصورة غير مسبوقة بحيث قفزت بالنظام الى المرتبة الاولى عالميا، الى جانب التشدد في تطبيق قوانين جديدة أضافت المزيد من القيود على الحريات العامة و على النساء بصورة خاصة، فيما شهدت السجون تدهورا عاما جعلها تعاني من أوضاع وخيمة کان من أبرز معالمها، أن السجون قد إکتضت بالمسجونين الى الدرجة التي صارت الکثير من السجون تضج بأضعاف طاقتها القصوى من السجناء، کما أن الخدمات فيها إنعدمت الى حد کبير و إزدادت حالات التعذيب و الضرب و الحرب النفسية داخل السجون، بحيث تشير التقارير الدولية الى الاوضاع المتردية فيها من مختلف النواحي بحيث إن العديد منها لايصلح للإستخدام اللانساني.
حقوق الانسان في ظل هذا النظام، يشهد إنتهاکات کبيرة و واسعة و کلما يمر الزمن يضيق النظام القائم من الخناق أکثر فأکثر زاعما ان ذلك تنفيذا لشريعة الله(کما قال أيضا روحاني)، وتبرز هنا أهمية و ضرورة الدعوة التي أطلقتها السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية و التي طالبت فيه بإحالة ملف حقوق الانسان في إيران الى مجلس الامن الدولي، وقد بررت السيدة رجوي دعوتها هذه بعدم إمکانية تحقق أي إصلاح او تقدم في مجال حقوق الانسان لأن في ذلك نهايته کما تؤکد دائما، وان الجهة الوحيدة القادرة على التکفل بملف حقوق الانسان و ضمانه هو مجلس الامن الدولي، وان هذا الامر لو تحقق فعلا فإنه سيقدم خدمة کبيرة للسلام و الامن و الاستقرار ليس في إيران فقط وانما في عموم المنطقة و العالم.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟