أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين عجمية - السلاح هزيمة العقل














المزيد.....

السلاح هزيمة العقل


حسين عجمية

الحوار المتمدن-العدد: 1421 - 2006 / 1 / 5 - 08:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أول هزيمة للعقل بنت محتواها على استغلال السلاح لتؤرخ أول امتياز يرافق التتابع المتلاحق للهيمنة على العقل وبدأ الانحراف يتواصل مع السيطرة على التوجهات المخالفة لمحتوى بنيته المعزز بالضغط المسلح فاكتسب التاريخ البشري مظاهر العنف الهادف لتغيير محتوى المعرفة وفق غاياته وقدرته على التوجيه المرتكز على الطاعة لجميع الأوامر ألموجهه بالضغط فالحملة المركزة على العقل لمنعه من الانفلات من نظام الطاعة غيّر نظام الإبداع مع الوجود الجماعي واتسم القبول مترافقاً مع مظاهر التقدير والخضوع فتأمر الإنسان على وجوده ودخل السلوك المنحرف المعاكس لتوقه الشديد للانفتاح والحرية وتكاثرت مفاهيم القبول والرضوخ لتشكل المحتوى الضمني للسياق التاريخي للوجود الاجتماعي فانحسر العقل وتأخر زمن التحولات والتغيرات البنيوية في مجرى التاريخ الإنساني .
فالتزايد المتراكم لمخزون السلاح ترافق مع تزايد الحروب والغزوات فتأسست القواعد الأساسية لهيكلية البنية القائمة على القوة وبدأ الحذف المنظم للمخالفين يتخذ مسارات متعمقة في الشدة وكان التوحيد العقلي لمفاهيم متكررة يمانع أي ابتكار قادر على رسم ملامح جديدة في بنية الوجود الاجتماعي واستمر التواصل في الإعاقة الفكرية باستخدام الترهيب الجسدي على كبح النشاطات الخلاقة في نظام الحياة .
وركز العقل اهتمامه على إنشاء مقدسات كلية قادرة على استقطاب الوجود الاجتماعي وتوجيهه نحوى غاياتها الضمنية بقواعد وطقوس والتزامات تمنع الوجود المنفتح والخروج خارج نظامها المعرفي وعندما تشتد الأزمات وتتعقد الأوضاع تسعى القوة المهيمنة نحو إشعال الحروب لمنع أي ظاهرة يمكن أن تؤدي إلى التغيير. فالإدراك البشري يعرف تماماً أن العقل والمعرفة والتطور مرتبطين ضمناً بالاستقرار وسيادة الرخاء والحرية عندها يلجأ الحكام إلى فتح جبهات الاقتتال والسير بالمجتمع نحو الفوضى والخوف لتوقيف كل ما يؤدي لخلق واقع نشط وفعّال .
فالعقل البشري تعايش مع الهزائم المتكررة والحروب المؤذية فاتخذ منحاه اتجاهاً معادياً للحرية والسلام، وغاب عن التزامه إدراج المسائل الجوهرية في بنيته فتماه مع الغيبية لنشر منطلقا ته في تأمين المعزة الذاتية فيما وراء الوجود وسعى الوجود البشري نحو تكوين ذاته متبعاً أساليب غير موحدة للتوحيد فانقسم البشر إلى اتجاهات متغايرة للوصول إلى التسامي فانتقلت الحروب إلى دائرة الوعي وبدأت المنازعات البشرية تشتد في كافة المجالات النظرية والمادية وتنوعت العقائد البشرية واتخذت أصناف شتى من الطرق الفكرية للوصول إلى ماهية الوحدة وارتسم التضليل على وعي البشر وبدأ الانحراف يتعمق أكثر وكأن الماهية الموجودة في بنائية العقل مختلفة وبدأ الجميع يعززون مواقعهم في عالم مختلف عن عالم الحياة ، فكثرت الألاعيب والحيّ نحو اكتساب مواقع هامة في عالم الغيب من خلال البحث المركز عن الطقوس وإدراجها في دائرة الحياة اليومية وانحسر النشاط المؤدي إلى تأمين السلامة والكرامة في نظام العلاقات الاجتماعية الواقعية وتعزز التفاوت الاجتماعي بالكثير من القيم الأرضية فكل من اكتسب واقعاً مادياً يؤمن له المتطلبات الكمالية والبهورة الشكلية غاب عن برامجه تفعيل الوجود وتقلص إلى كتلة جسدية غايتها الظهور كلوحة فنية تسترعي الانتباه .
هذه الخارطة الفسيفسائية للعقل ماذا يمكن أن تنتج غير الحروب ولإرهاب والعنف والفتك والاغتصاب، فالالتزام البشري الهادف لصيانة الحياة والمحيط المرتبط بها يعتبر من أولويات العمل الجاد والمتكامل على كامل المساحة الجغرافية للحياة البشرية لتأمين المتطلبات الضرورية لنظام الحياة والتعاون لإخراج المجتمعات البشرية من الكوارث والمنازعات والعمل على إيجاد حلول مناسبة توفر الأجواء المناسبة لبناء الحياة القادمة بما يناسب التوجهات الإنسانية نحو التلاحم والتكامل في المجالات المؤدية لواقع يسوده السلام والتقدم والحرية بكل أشالها الإنسانية .



#حسين_عجمية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة المشاكل ومشاكل السياسة
- مدارات العليق
- شرنقة القز
- الحب في المجال الموسع
- رسلة كوكب آخر


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين عجمية - السلاح هزيمة العقل