أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالرازق مختار محمود - كلاسيكو الأرض أزمة هوية














المزيد.....


كلاسيكو الأرض أزمة هوية


عبدالرازق مختار محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5361 - 2016 / 12 / 4 - 22:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مباراة برشلونة وريال مدريد بدت وكأن الأرض دخلت في ٩٠ دقيقة من الصمت، علي غرار تلك الدقيقة التي كانت في بداية المباراة حدادا علي ضحايا الفريق البرازيلي. كل العالم يتحدث، وكل الشاشات بدأت تتزين، والإحصائيات تخبرنا بأن مئات الملايين من البشر تحلقوا حول الشاشات، يرقبون أرقي فنون الرياضة، وأغلي فرق العالم، المباراة لمحبي كرة القدم جديرة بالمشاهدة، وحري أن تتابع، وإن كانت المباراة جاءت دون المتوقع إلا أن الملاحظات علي تلك المباراة أثارت لدي بعض الاهتمام.
ومن تلك الملاحظات: الكلمات لشركات عربية علي صدور فريقي برشلونة وريال مدريد، إعلان لشركات الطيران القطرية والإماراتية هذا الإعلان تكلف قرابة مليار ونصف من الجنيهات في العام الواحد للشركة القطرية، بينما دفع طيران الإمارات حوالي نصف هذا المبلغ، وبلغة البزنس، وبلسان أهل الدعاية والإعلان، وبمهارة الشغوفين بالكلفة والعائد، سوف تجد حماسة من أصحاب هذا الفريق، ولكن وبلغة الإنسانية، وبلغة الفقراء، وبلسان حال المساكين، وبخاطر مئات الملايين الذين يعانون من الجوع، ويموتون عطشا، ويقتلون بسهام البرد القارس، ويلتهمهم العراء، وهم في أحصان الثلوج علي حافة المخيمات الهشة الخالية من كل صنوف الرحمة، وهؤلاء في غالبيتهم الكاسحة هم من ذوي الأرحام، ولهم لغتنا ومن ديننا، فضلا عن أنهم شركاء في الإنسانية، هؤلاء لسان حالهم يلهث بالدعوات أن يهلك أولئك الذين كانوا علي خزائن ملكهم فبعثروها في غير حق، ودفعوا بها في هكذا لهو، وباعوا مقدراتهم من أجل حصاد فاسد، وهو أن يذكر اسمهم في العالمين، وما أوهنه من حصاد.
أما الملاحظة الثانية، وهي الأشد مرارة فذلك الجيل الهش من الشباب الذي لوث وجهه بأعلام الفريقين، واصطف من الظهيرة في مقاهي المحروسة؛ لمشاهدة المباراة، وأعد العدة من دفوف ومزمار، ودفع الرهان، وتشابكت الأيادي بالعراك، وتلوثت الألسن بالشتائم كل يدافع عن فريقه، يلهث خلف شرك وقع فيه من التغريب، وفقدان الهوية مدفوع بماكينة إعلامية جبارة وقاسية، كرست كل جهدها لإخراج هذا الجيل من حيز الوعي، والدفع به إلي ميدان اللهو والعبث.
تري هؤلاء المظلومين من هذا الحيل يتحدث معك بمهارة عن كل اللاعبين، والمدربين، والحكام يسطرون تاريخهم، ويعرفون دقيق أخبارهم، وهؤلاء هم هم من لو سألتهم عن الصحابة ما عرفوهم، وعن الأبطال ما سمعوا عنهم، وعن الذين قدموا حياتهم لوطنهم في سبيل نصرته كان الرد بذات السطحية التي يعيشون فيها اليوم.
ما هكذا تبني الأمم، وما هذا ينبغي أن يترك الشباب نهبا لإعلام يتلاعب به كيف يشاء، فهناك فرق شاسع بين الانفتاح علي الأمم وبين الاختطاف، وهناك فرق بين الانفتاح على الثقافات وبين الغوص في التفاهات، هناك فرق كبير بين التحضر وبين التقهقر، هناك فروق لا تحصي بين أن أكون عصريا وبين أن أتُهكم علي الماضي المشرف.
لا عجب فعندما يصدر للشباب أن الأجر اليومي لميسي ورونالدو اقترب من ثلاثة ملايين من الجنيهات لكل منهما بأسعار اليوم، وبما يعادل مرتب جيش جرّار من العاملين في القطاع الحكومي، نعم لا عجب فأمه وضعت عقول خيرة أبنائها رهن الأقدام؛ حري بها أن تعاني، وحري بشبابها أن يهوي الهجرة في قوارب مثقوبة.
لا نجاة لنا إلا عندما يتحول هذا الجيل، وتعي عقولهم أن مجدي يعقوب أهم من راؤول، ويصبح فاروق الباز أعظم من زين الدين زيدان، ويصبح أحمد زويل أرقي من لويس سواريز، وعصام حجّي أعظم من لونيل ميسي.



#عبدالرازق_مختار_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلم شريف
- حلب الشهباء التي أحببت
- إسرائيل تحترق وماذا بعد ؟!!
- ما وراء مباراة مصر وغانا
- المرضى لا يعرفون
- شد السيفون ولا تخجل
- مفتون أصابته دعوة سعد
- اسم الآلة
- للاحتكار وجوه أخرى
- للشعب إعلام يلهيه
- لا صوت يعلو فوق صوت المصلحة
- وزارة واحدة تكفي
- المسئول الفقاعة
- أُريد: منصة عربية في زمن التغريب
- لا تقف على ظل المعلم
- لأننا فقراء ننفق على التعليم
- ودقت أجراس الضغط النفسي
- أمة بلا أهداف سفينة بلا رُبّان
- خدعوك فقالوا ثروة
- معوقات تطوير التعليم في وطننا العربي


المزيد.....




- الملكة رانيا والأمير الحسين يهنئان ملك الأردن بعيد ميلاده
- بعد سجنه في -معسكر بوكا-.. ماذا نعلم عن أحمد الشرع الذي أصبح ...
- الجولة الثالثة.. بدء إطلاق سراح الرهائن في غزة و110 أسرى فلس ...
- من هي أغام بيرغر الرهينة التي أطلقت سراحها حماس الخميس؟
- هواية رونالدو وشركائه.. هذه مضار الاستحمام في الماء المثلج
- سقطتا في النهر.. قتلى في اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية قر ...
- مراسم تسليم الرهينة الإسرائيلية آغام بيرغر للصليب الأحمر في ...
- -كلاب و100 ضابط من أوروبا على حدود مصر-.. الإعلام العبري يكش ...
- أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يصل إلى دمشق في أول ...
- دقائق قبل الكارثة.. رجل يكشف آخر رسالة من زوجته قبل حادثة مط ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالرازق مختار محمود - كلاسيكو الأرض أزمة هوية