لماذا (لا) يكذب السوريون؟!

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 5361 - 2016 / 12 / 4 - 10:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

الكذب عادة أم طقس؟
بقي السؤال المركزي في التحليل النفسي إلى يومنا_ وربما لزمن يطول....
* * *
من يكذب ويدرك أنه يكذب, تلك خطوة متقدمة في المعرفة_ وميزة أخلاقية ايضا.
العبارة (فكرة وخبرة) لاقت الرفض المتسرع والعنيف, ما دفعني للعودة إلى مناقشتها ليس من باب العناد النرجسي والتشبث برأي (سابق), بل لهدف جمالي_ لا أخلاقي فقط ومعرفي.
....
لغات العقل ومستوياته ( من الأدنى إلى الأرقى):
1_ مواجهة وتعصب (صراع قاتل أو قتيل)
2_ تجنب مزدوج:
_ انسحاب ونكوص
_ تقدم معرفي واخلاقي ( تصعيد وتسامي)
3_ كذب مزدوج أيضا,....بل متعدد (آداب وفنون, حياد, انتهازية.....وانماط تأجيل الحل)
4_ موقف الحب والحرية والسعادة_ الموقف المعرفي بالمختصر.
الأدوات والوسائل المشتركة للانسان مزدوجة بطبيعتها, هي من جهة موضوعية وموجودة بالفعل في العالم الخارجي ومن الجهة المقابلة هي موروثة عبر الأجيال ومحفورة في خلايا الدماغ البشري.
وبكلام آخر: لدى الفرد المعاصر أربع أدوات نفسية, على شكل مزيج, يستخدمها بلا وعي في معظم الأوقات والأحوال, والاختلاف بين الأفراد يقتصر على ترتيب الأولوية والنسب المتغيرة والمختلفة في الترتيب:1_ قوة 2- تجنب 3 _كذب 4_ تفهم
....
المزيج موجود بشكل ضمني ومبدئي في كل سلوك يقوم به الشخص, وهو يدل على شخصيته الفردية ودرجة النمو والنضج المعرفي الأخلاقي التي حققها.
" البصمة النفسية" اسم آخر للهوية الشخصية ومعادلها الموضوعي. توجد بشكل مزيج في الحياة اليومية وليس بشكل منفصلز
* * *
ليست مشكلة الانسان انه يكذب, العكس تماما _ عبادة الشعور المباشر والتعلق المبالغ به هي المشكلة.
مشكلة الانسان (الوجودية) أنه لا يستطيع أن يتجاوز ( أو يتجاهل طويلا) ما يعتقد أنه حق وعادل_ ويشعر به بالفعل. وهذا الموضوع المشترك ( والمشكلة) بين الدين والفلسفة والعلم....,لسوء حظ السورين والعالم كله, ان سوريا بمختلف أبعادها ومستوياتها الأفقيةوالعمودية, تمثل وبشكل فعلي المتوسط الانساني العلمي الحالي ( المنتصف بين القديم والجديد, وبين التدين واللاتدين_ الايمان والشك بالتعبير السوري,...) والأهم عاطفة الانتقام والثأر والسلوكيات المتولدة عنها. يشغل الانتقام والثأر, المنتصف الفعلي ( للمسافة او الزمن أو الفعل...)_ بين الاسقاط (الفصامي) وبين التسامح (المعرفي والأخلاقي) من الجهة المقابلة.
لكن هل يوجد إسقاط غير فصامي أو تسامح غير معرفي!؟ ( هذا سؤال جدير بالتأمل).
* * *
يمكن قياس العواطف والمشاعر بالفعل؟
كلنا نفعل ذلك, لكن بدون اهتمام يكفي للفهم والتذكر لا حقا....المشكلة بالاهتمام السلبي أو اللامبالاة.
" أحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري...." ما عبر عنه الشاعر العربي القديم, علامة فارقة على التحول الفعلي في مشاعر الحب إلى علاقات كمية تقبل القياس والتنبؤ, وتجاوز عملي لدوغما الكيف والثنائيات الغامضة.
* * *
أي جملة أو عبارة نابية أو شتيمة مباشرة توجهها للسوريين (اليوم) ومن أي موقع يكن_ المفارقة المأساوية....(مساواة الرعب واليأس)...نصف السوريين على الأقل يعتقدون أن (نصف السوريين الثاني) هم ادنى من المستوى الانساني المشترك ولا يستحقون الحياة, وهم بالتالي ادنى من الشتيمة.
من يرغب _ ترغب بالمساهمة في حل القضية السورية بالفعل:
القضية هي : كيف يتعلم السوريون الكذب!
تلك هي القضية, تعلم فنون الكذب أو الفناء...
* * *
هامش
الكذب مشكلة الدين وقضية اولى في الفلسفة, على خلاف العلم: الصدق بديهي أو يفشل العالم وينتهي.
الانكار مشكلة الدين ( إنكار شمولية القوانين الطبيعية), الذي يفضل الغياب على الحضور والمجهول على المعلوم.
الفصام مشكلة الفلسفة, الانفصال عن الحياة اليومية خاصة.
الغرق في التفصيل والبراهين مشكلة العلم.
ليس الصدق مشكلة الانسان أو الحياة....ولا يهم السوريين بدورهم

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات