|
مابين الحشد و البيشمركَة من نقاط مشتركة دافعة للتعاون فيما بينهم
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 5355 - 2016 / 11 / 28 - 18:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لوهلة يمكن ان نتمعن عن خلفيات انبثاق المؤسستين العسكريتين المختلفتين في التركيب و الشكل سواء في وقت الولادة و الاهداف و الزمان و كيفية تاسيسهما من خلال الثورات بالنسبة للبيَشمركَة و محاربة الارهاب بالنسبة للحشد الشعبي . المعلوم عنهما انهما تكونتا من خامتين عقائديتين قوميا و مذهبيا مختلفتان في الاهداف تقريبا و التوجه و الارضية مختلفة شيئا ما بين رحم ولادتهما، الا اننا يجب ان نعترف بان ما كان في رحمهما تنما في ظروف مختلفة و بدوافع فرضتها الضرورة التاريخية المحتلفة لكل منهما . مهما ادعى البعض في تعريفهما و بيان حقيقة و اختلاف تركيبتهما، و ادعاء وطنيتهما العراقية الا ان المخاض لم يكن وطنيا بحتا يمكن ان نعرّفه على انه جاء من اجل الدفاع عن الوطن و محاربة من كان يهدفه من خلال الوقوف ضد مكون معين دون غيره من اجل الحفاظ على الوطن، اي ليس في تركيبة البيشمركَة عربي و لا في الحشد الشعبي سني، اليس هذا ما يظهر لنا الحقيقة الساطعة بانه حتى المؤسسة العسكرية الوطنية التى بنيت خلال السنين الماضية ليست بالمستوى الذي يمكن ان يدافع به البلد عن نفسه بشكل قوي مقارنة بما يقدم من ينتمي الى البيَشمركَة او الحشد من التضحيات، و على هذه النقة السلبية اعتمد داعش و تمكن من الوصول الى العمق العراقيو احتل ثلثه من خلال استغلال المكونات التي خدعت به، و لولا التدخل العقيدي و تشكيل جحافل عسكرية مذهبية التركيب و يمكن ان تكون وطنية الهدف لتكمن الارهاب من ان يحقق هدفه . اما البيشمركَة له تاريخ ناصع و انبثقت من الضرورة التاريخية القصوى للدفاع عن الذات و منع الايدي التي ارادت اذابة قومية او عرق معين دون غيره، من خلال ثورة عارمة و بسواعد ذاتية غير مستندة على الاخر، و هي برزت اسما و تركيبا و امكانية من خلال التوليد الذاتي نتيجة رد الفعل الطبيعي لما تعرض له هذا الشعب المتكامل الاوصاف و هو ذومقومات تفرض نفسها و يستحق ان تكون له دولة مستقلة كاملة السيادة و دون منازع . ربما تكون هناك انتقادات على كيفية تاسيس مثل هذه القوات العسكرية المبنية على توجهات احادية الجانب و لم تتبناها العقلية الوطنية و الانتماء للوطن قبل اي اعتقاد او توجهات اخرى . نقول في هذا الصدد، عندما نقيم الواقع العقيدي و الثقافي و السياسي للشعوب العراقية و ما يؤمنون به و ما هي اولولياتهم و ما تربوا عليه قبل اي ايمان بالانتماء الى الوطن منذ الولادة لحين الرشد، لبيّنا بشكل واضح و جلي ان عدم وجود الاحساس باي انتماء لا يمكنك ان تدافع عنه، ان كانت اولولية النسبة الكبرى من عرب الوسط و الجنوب بالمذهبية و في مقدمتها الشيعية سائدة في عقلياتهم و توجهاتهم فاين الخطا عندما يكون الاعتماد عليهم و بما يتصفون في الدفاع عن الوطن باكمله من خلال دوافعهم المذهبية كانت ام القومية ضد القوى الخارجية و ليس الداخلية . ان كان الكورد يعتقدون بانهم يستحقون العيش باستقلالية كاملة دون ان يتضرر منهم المكونات الاخرى، فهل يتضرر احد ان كنا نفكر بعصرية بعيدة عن الانحياز و تاثيرات التاريخ و ما توارثناه من خلال السلطات الدكتاتورية المتعاقبة على العراق . فما الضير ان لم تتدخل القوى الخارجية و التابعين لهم داخليا، و تربت هذه القوى الداخية على روح الانسانية العصرية بعيدا عن الاحتكاكات الداخلية و عن استغلالهم من قبل القوى الخارجية و ان يكون التفاهم و التعاون و المشاركة الداخلية قبل الاذعان للقوى الخارجية التي لا يهمها شيء الا مصلحتها، فهل يتضرر الشعب من من يبعد عنه الارهاب بروحيته مهما كانت عرقية او مذهبية داخليا فرديا و وطنية فعلا و توجها من خلال اجاء العملية و في المسار الصحيح . و عليه ان النظام الفدرالي العراقي التي يسمح ببناء قوى عسكرية من ما سمي بحرس الحدود ضمن الاقاليم و المحافظات التي تتبنى الفدرالية، في النتيجة، فان القوى المكونةفي تلك الاقاليم ستبنى من قبل اولاد تلك المحافظة او الاقليم، و بالتالي نحصل على نتيجة بان الشكل الديموغرافي هو الذي يحدد تركيب هذه القوات . و السلطة العليا العسكرية المركزية كما هو حال المالية و التخطيط و الخارجية ستكون لدى المركز، فسيكون التعاون و التضمان بينهم عاملا لتقوية البلد القدرالي و ليس هناك اي مجال لضعفه، الا اذا تخططت و تحركت بشكل مناقض لاهدافها الحقيقية . اهم عامل لعدم التضارب بين هذه القوى، و هو الهدف الاساسي الاستراتجي الذي يتبنونه في افعالهم و اهدافهم و تحركاتهم، فان كان الانسان العراقي و مصالحه و مستقبله و انسانيته هو الهدف الرئيسي في توجهاتلاو نوايا و اهداف هذه القوى المختلفة الشكل و التركيب، و ان كانت الثقافة العامة و الاساس المتين لبناء هذه التركيبات مبنية على الانسان و الانسانية وحدهما عاريان عن الكثير من التوجهات و الافكار غير الانسانية، فان نتائج عملهم سيكون لصالح الجمع او القوى و المكونات المختلفة التي ينتمي اسسا للعراق دولة و شعبا . البيشمركَة ولدت من رحم الثورة و لها اهداف حقيقية انسانية قبل ان تكون عرقية او مذهبية او دينية او اي شي اخر، و لكن انبثقت من خلال الظلم الذي اصاب الكورد وحدهم دون غيرهم في الكثير من المراحل كرد فعل، و المذهب الشيعي المنتمي الى الشعب العراقي ولادة، و هما قد تعرضا للهجمات الشرسة و الظلم و الغدر خلال سيطرة الحكومات السابقة على زمام الامور في العراق و وصلت القمة الغدر و الطغيان في عهد النظام السابق، و كانت الادعاءات التي تبناها النظام السابق بشكل غير مباشر هو العمل على تضاد المذهبين من اجل السيطرة على الارض و من خلال بديهية فرق تسد، و لهذا يشتهر هذان المكونان بالتظلم اكثر من غيرهم، أليس من حقهم بناء ما يمكن ان يضمن مستقبلهم دون عودة المرحلة البائسة التي مروا بها . لذلك يمكن ان نكشف عن ان هناك نقاط مشتركة كثيرة بين الحشد و البيشمركَة التي يمكن ان يتثقفوا بها و يتعاونوا عليها بعيدا عن اي هدف خارجي يمكن ان يستغلهم و يشوه بهم وحدة المصير من خلال الافكار الضيقة الافق المبنية على المذهب كجزء من الدين الذي يمكن ان يُستغل من اجل التفرقة ،و ليس بناءا على مصلحة الشعب الذي ينتمي عادة اليه منذ ولادته، و دون ان يكون لمذهبه بالذات تاثير مباشر عليه ، و يمكن ان يدافع عن الوطن من خلال الانتماء فكريا للانسانية من جهة و عدم فسح المجال امام استغلاله من قبل الاخر بوجه اخر من خلال ثغرة العرقية و المذهبية العقيدية الضيقة من جهة اخرى . و عليه فان البيشمركَة الذي يدافع عن عمق معين و دافع لمدة طويلة و كان دفاعه حقا كما نعلم، فانه يدافع عن الانسان العراقي الذي لا يقف الى جانب الاجحاف، و الحشد و قبله القوات المعارضة في جنوب العراق و اهواره التي انبثقت من شيعة العراق فقط ليسوا في النتيجة الا من افادوا العراق في الخلاص من الدكتاتورية، و هذا مفيد و لكن بشرط ان لا تتمدد و تتطاول اهدافهم الاطار الوطني من خلال الثقة التي تبنيها العقيدة الصحيحة و الثقافة و الانتماء العفوي للعرق او المذهب كجزء للنتماء الوطني . بعيدا عن العقيدة و الافكار الضيقة الافق التي تمنع الوحدة و التعاون، فان اي شيء او تركيب او مؤسسة مهما كانت محتواها او بنائها، فان كانت توجهه و ايمانه العميق و ثقافته مبينة قبل اي انتماء اخر الى الانسانية، فان الوسائل المستخدمة للوصول الى الاهداف العامة للانسانية التي يحملها ليست الا وسائل للوصول و ليست بغاية ، و عليه فان المذهبية و العرقية التي تفرضها عقلية المنتمي الى اية مؤسسة التي يمكن استغلالها و استخدامها للدفاع عن الوطن و كافة المكونات، فانها تعتبر وسيلة من اجل تحقيق الهدف الاكبر، فليست الدولة بشيء خارج مصلحة الانسان و ليست المذهبية بشيء خارج الانسان و حياته، و ليست العرقية بشيء ان كانت ضد الاخر و خارج نطاق الهدف الانساني قبل اي شيء اخر، و ان كان الهدف عكس هذا فانه يدخل الى خانة الشوفينية و لا علاقة لهذه بالقومية الانسانية و ما يحمله الانسان فطريا في منطقة كالشرق الاوسط الغني بالافكار المثالية التي تعلق ارجل الوليد منذ ولادته بما يفرضه المجتمع من العادات و التقاليد و الافكار المفروضة على عقلية المجتمع و يتوارثوها دون التحقق من اصحيتها . و عليه يمكن ان يستغل الانسان الشكل السالب لضربه السالب الاخر لينتج الموجب كما هو المعروف في الرياضيات . و يمكننا ان نقول ليس البيشمركَة و الجيش و الحشد الشعبي، و الوطني و ليس حتى الوطن و الدولة و المؤسسات و الكيانات و الهيئات الا وسائل لخدمة الانسان، و ما يمكن ان نسميه عفويا بالمواطن . فلا ضير لالف حشد و بيشمركَة و جيش ان كان التعاون المشترك و التداخل بينهم، و ليس جيش واحد متضا رب غير معني بالانسان في داخله كما كان ابان السلطات السابقة . الا ان الحساسية الموجودة على ارض الواقع لهذه التربيات قد تضيق من النجاح في تحقيق مثل هذه الاهداف، و عليه تحتاج هذه العملية المعقدة لقيادات واعية عالية التفكير و عقليتها فوق اي انتماء في الفكر و السلوك و الاعتقاد و مغاير تماما حتى لافراد هذه المؤسسات المحدودة الثقافات، و به يمكن تفادي اي تصادم في المستقبل . و الجميع يعلم ان ظروف العراق ليس كغيره فانه لا يمكن ان تطبق نظريات ضيقة التوجه عليه كما في الدول المجاورة .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ليتني كنت صهرا ل...... في كوردستان
-
هل فتح البارزاني برسالته منفذا لحل الازمات في كوردستان ؟
-
ما يجري في كوردستاننا
-
الترامبية و القادة الكورد
-
ترامب و الشعوب المغلوبة على امرها و منهم الكورد
-
غضب الفرات امام درع الفرات
-
على من تُدر خيرات مابعد معركة تحريرالموصل
-
من يشارك في تحرير الموصل حقا ؟
-
الخطوة الاولى لوأد العلمانية في العراق
-
تجلت نوايا اردوغان للجميع
-
هل ينجح اردوغان فيما يخطط له في الموصل
-
هل نقرا على القضاء العراقي كما هو الكوردستاني السلام ؟
-
حقيقة دور امريكا الانية في القضية الكوردية
-
تراجع البارزاني عن استقلال كوردستان و احرق جميع اوراقه
-
الشكلانية الديموقراطية التي تستبطن حكم الحزب الواحد لدى عقلي
...
-
هل انغمست تركيا في المستنقع السوري حقا ؟
-
جمهورية اسلامية تركية بعد فشل الانقلاب
-
من يخون مربيه كيف يكون وفيا لغيره ؟
-
تجد الحل في بغداد اكثر من انقرة
-
من (يطلع من المولد بلّا حمص ) هذه المرة ايضا ؟
المزيد.....
-
لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن
...
-
مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد
...
-
لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟
...
-
إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا
...
-
مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان
...
-
لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال
...
-
ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
-
كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟
...
-
الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
-
مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|