محمد الطيب بدور
الحوار المتمدن-العدد: 5354 - 2016 / 11 / 27 - 19:53
المحور:
الادب والفن
قالها والدي في لحظة ضجري...حين أفنيت أحلامي أراقب مجيء فارس على صهوة السرعه..." أفضل الأحلام يا ابنتي أن تظلي حالمة قبل أن يطفىء رجل جذوة الحلم " و كان أبي رجلا ...عجبت و لكنه أبي..
فشلت كل الوساطات ليلتئم الشمل من جديد...سعاد...تلك المرأة التي أدركت آخر النفق مع زوجها ...تحسبت لكل طارىء و عزمت كما لم تعزم يوما في حياتها على محاولة الخروج من عنق الزجاجة...ترد على زوجها برسالة أخيرة....
" ألم أخبرك يوما أن صخور العالم كله لن تملأ جدول حبي لك ؟ و أن روافدي نقية لن تصب غير الود في نهرنا الصغير...بذلت من الروح ما يرفع البناء...و لكنك أطفأت ضياء عشبي الطري و أغرقت بصخور واقعك المفاجىء صفحات قلبي ....و أهملتني في مهب التفاصيل المزعجة...نهشت أفكاري فنسيت أني
المثقفة التي ما علت أنوثتها على الذكر....فأهدرت قيمتي و تفوق جهلك كلما ناقشتني ...
هل رأيت في حياتك جارية تعول سيدها ؟ هل حلمت يوما بأن ترفل بأثواب كنت أقتنيها لأحفظ بين الرجال
مظهرك و لو الى حين ؟ ماذا بقي منك يا فارسي بعدما نزعت القناع ؟ ماذا تريد أكثر من هدم معبدنا
على ناصية الطريق و أشلاء أحلامي الصغيرة ما وجدت منك سوى أن أكمل التلاشي ؟
اني لا أعاند الظروف و لا أحتقر الاشتراك في المعاناة...و لكنك استسلمت ...و عولت كثيرا ...حتى أنك تستبق راتبي بوابل الاهتمام و الكلام المعسول... و لكنك أيضا تحاسبني على مقتنيات أتجمل بها لأنال شيئا من رضاك...أليست هذه الجنة الموعودة لك و لأمثالك ؟ قلت في نفسك فلأعشها الآن...و على يد من لا ترى الحياة بدون رجل....شريحة من النساء...على طريق الانقراض...
أي فائدة منك و أنت تهدر كرامتي و كل الذي بيننا نهش ذاتي و أقعدك و كل حواسك و أطرافك لا تقوى الا على التمطط و تجاهل معاناتي...
سأكون بدونك أفضل ...و سأفرغ من كل أعبائك غير عابئة بنصالك الجارحة...لأكون عبرة لكل حالمة
تحاول دفع الثمين مقابل تواجد متواكل في حياتها "
#محمد_الطيب_بدور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟