أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الطيب بدور - في جنح الظلام / قصة قصيرة














المزيد.....

في جنح الظلام / قصة قصيرة


محمد الطيب بدور

الحوار المتمدن-العدد: 5355 - 2016 / 11 / 28 - 18:05
المحور: الادب والفن
    


اعتقد صابر لأول وهلة أن التيار الكهربائي ...انقطع فقط بمنزله.. جال بين الغرف مستعملا هاتفه الجوال...الوقت متأخر من الليل...لاحظ غياب ابنه...لم يعد بعد...و هذه عادته...
لم يخلد الى النوم...أطل من نافذته المفتوحة.. المدينة سكنتها العتمة...الا من بعض أنوار السيارات
القادمة ..يراها بعيدة ...و تقترب...لم يكن يعرف ما يحدث.. المدينة تغط في الظلام...ألقى نظرة
على بقية أفراد عائلته النائمين ...و توجه الى الشارع....اتبع نهجا يقوده الى ربوة عالية...فقد قرر أن
يتمتع بالسكون ...فالظلمة لا تثير الوحشة في صدره...هي ملاذه أحيانا...
تأمل الظلام الدامس على الأرض و في السماء...رأى نجما خافتا...و بدأت حكاية في عمق الليل...
تصور أن النجم كان بحجم أكبر و على مسافة أقرب.. .وفجأة...أصبح النجم بين يديه...مصباحا
اضاءته تخطف الأبصار...ارتعشت يداه...و وقف يتحسس جسمه...و المصباح بيده اليمنى...يكشف
ما قرب من الأشياء....تمشى قليلا...و أصبح بامكانه رؤية البناءات و أجزاء من الشارع الذي يمر منه
و حتى أعالي العمارات...استهواه الاكتشاف...توقف قليلا...و كطفل...راودته أفكار...فماذا لو شق جنح الظلام...بكشافه العجيب...و رأى ما يحدث .؟..شيء لم يجل بخاطره...و لا بخاطر أيا كان على وجه الأرض.
ازداد خوفه و هو يدخل شارعا تعود رؤيته نهارا...صفوف السيارات الراسية يبعث ببريق انعكاس كشافه...تحسس الكشاف...في محاولة لتركيز ضوئه على أماكن محددة...لم يستطع...تنكشف أمامه مساحات شاسعة...فيرى العائدين الى منازلهم...والباحثين عن الشمع...و المطلين من الأبواب...
و بعض الكلاب السائبة تنهش ما توفر في القمامة من زاد...و قططا تقفز هربا ...و لصا يتسور جدار احدى المنازل...يتراجع ...و يتوارى عن كشافه...أراد تتبعه جريا...فثقلت خطاه...تملكه خوف من اكتشاف قادم...وجه الكشاف الى الأسفل...فرأى مجموعة من الأشخاص...و استمع الى نقاش عرف من خلاله أن شيئا يدبر في ذلك المكان...أرادوا تتبعه...جرى قليلا...و ركز الاضاءة ليكشفهم...رآهم يضعون أيديهم على وجوههم و يفرون الى مناطق مظلمة...
لم تعد اللعبة تستهويه...اعتقد أنه تاه...و دخل مناطق لم يكن يعرفها...و لم يعد بالامكان التخلص من الكشاف...واصل المشي و لم يعد يهمه كثيرا أن يرى مفاجأة أخرى...
اقترب من الحي الذي يسكنه...اطمأن قليلا...و جالت بذهنه فكرة...ماذا لو شق الأزقة و الأنهج ليضيء
ما يقتدر عليه في حيه...وقف ...يتأمل بعض المنازل التي يعرفها....و الدكاكين المغلقة...و في نهاية النهج...رأى اضاءة ضئيلة...تنبعث من جوال...و شابا يحاول فتح باب سيارة... يعرف صاحبها...اقترب قليلا...و اذا بوجه ينكشف أمامه....ابنه...
تسمر في مكانه...رمى بالكشاف ...الذي رآه يصعد في السماء و يخفت نوره شيئا فشيئا...صاح بكل
ما أوتي من قوة....لا...ابني... يفعل هذا ؟ و ماذا يخبىئ الظلام أيضا ؟
استفاقت زوجته على صياحه...وجدته جالسا يتصبب عرقا...سألها عن ابنه....فأخبرته أنه عاد و أنه نائم....ناولته كوب الماء...و قالت...خير ان شاء الله...هل هو حلم مزعج الى هذه الدرجه ؟ تنهد و قال

و كأنه عائد من هوة سحيقة...و ماذا لو انكشف كل شيء ؟



#محمد_الطيب_بدور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الضفتين / قصة قصيرة
- الزقاق / قصة قصيرة
- هل لي بزهرة ؟
- قولي للربيع لا تأت / قصيد
- حنين / خاطره
- نبض الروح / خواطر شعرية
- نهاية السفر / قصة قصيرة
- ليس اختياري
- ابتسامة و انهيار / قصة قصيرة
- المصير / قصة قصيرة
- رصيد معطلة عن العمل
- قبل النهاية / قصة قصيرة
- أجنحة لا تطير / قصة قصيرة
- أين أنت ؟
- المدرسة : قاطرة أم مقطورة ؟ أداة للرقي الاجتماعي أم عامل مسا ...
- الأماكن
- الاصلاح التربوي بين الفشل و رهانات النجاح
- أماه
- واحدة بواحدة قصة قصيرة
- الأمل


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الطيب بدور - في جنح الظلام / قصة قصيرة