أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الدين والتجربة وظاهرة الإيمان بالمقدس 2














المزيد.....

الدين والتجربة وظاهرة الإيمان بالمقدس 2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5351 - 2016 / 11 / 24 - 09:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الدين والتجربة وظاهرة الإيمان بالمقدس 2

في المبحث السابق تكلمنا عن علاقة الدين بالوعي وذكرنا أن الوعي الناتج من الفهم المركب هو الأكثر قدرة على تجسيد ضرورة أو عدم ضرورة الدين والإقتناع بها على سبيل اليقين، بهذه النقطة سنكون أمام أستحقاقين مهمين، الأول في قضية تشابك الإيمان مع الحرية وأيهما الأجدر بالتقديم ليكتشف الأخر الملازم، والثاني تفكيك الوعي الذاتي نحو معرفة ماهية الحرية والدين بمعنى الإيمان به ليكون خاضعا للتجريب، ما ينقصنا لتطبيق هذه الفكرة عامل ذاتي محض يتعلق بنا كبشر محكومين بعالم غيبي متسلط على الباطنية العقلية اللا قادرة على إنجاز التحدي مع بيئة ما زالت مستظلة بالقداسة، القداسة التي تمنحك خطوط حمر منغلقة على دوائر تتضايق كلما حاولت أن تتمرد عليها، هنا سيكون من الصعب التفكير بالحرية أصلا مع تنامي وعي معادي يجرك في كل مرة إلى نقطة البداية.
الحل يكمن في التساؤل التالي، لو تحرر العقل البشري من مقدمات الإيمان الحولية وترك وحيدا أمام ذاته الطبيعية هل سيختار الدين طريقا معرفيا؟، بمعنى أعمق لو جرد العقل من كل الإشارات التعليمية ومعطيات التبشير بالدين هل يؤمن بعد بلوغه مرحلة الفهم المركب بموضوعية الدين وضرورته؟، الأجابة الأفتراضية ستكون حسب مفهوم الفهم المركب عند العقل، فمن يؤمن بأن الفهم المركب هو أحاطة تامة وشمولية لكل مظاهر العلم والمعرفة عند ذاك سيكون بالتأكيد الجواب بالنفي، لأن العقل سيصطدم بالدين والإيمان كواحد من طبيعيات المعارف، والقراءة الأخرى التي تنظر لدور الفهم المركب على أعتباره أداة أمتحان ونقد وليس فقك أداة كشف سيجزم العقل بأحتمالية عالية بالجواب بنعم وبدون تردد.
نرجع مرة أخرى إلى دور العقل ومقدار ما يمتلك من طرائق للفحص والفرز والترتيب والتقدير، من المؤكد أن العقل الذي يتسع لمجال أوسع وأعظم من الأفتراضات هو العقل القادر على الوصول إلى عمق الإشكالية ومحاولة تفكيك الأطر الخارجية تمهيدا للوصول إلى الجوهر المعرفي والفكري، أما العقول محدودة الخيارات فسرعان ما تعلن أستسلامها للواقع وما فيه حتى لو كان مخالفا لبديهياته الأولى، فالعقل المستسلم عقل يسير في المعرفة لأقرب نهاية يمكن أن ترسم له يقين ولو كان وهميا وعلى الأقل مقبولا بلا فحص، هنا يكثر ويتكاثر الجهل ويتحول الفهم الطبيعي للمعرفة إلى فهم متسافل يرجع في كل مرة للمخزون في اللا شعور المتحجر أو المتراكم بلا تجديد، فإنه يخشى المصارحة مع الذات ويحذر من المجازفة حتى لو كانت ضرورية، السؤال هل هو الكسل العقلي أم أن طريقة تربية العقل جعلت هذه النتائج حتمية، من المؤكد أن الأول كنتيجة طبيعية لما في المنطق الثاني من أثار.
هل هناك أفق حل لهذه الإشكالية طالما أن الدين والمقدس الإيماني ما زال يشغل الكثير من واقعنا كنتاج وكإشكالية تداولية لم تنقطع، الصحيح كما يطرحه البعض هو منهجة العقل الإنساني نحو التعددية المعرفية أولا بمعنى أن يكون نطاقنا التفكيري في أكثر من أتجاه لتلافي التركيز على القضية الدينية، ثانيا والأهم من ذلك محاولة الخروج بالعقل من دائرة الممكن والمعقول الطبيعي إلى دائرة المتخيل الأفتراضي المستند إلى إشارات مركزها العلم التجريدي، عملية إعادة قولبة العقل وتجديد طرائق التفكير منهج ضروري وحتمي للمعالجة الأستراتيجية لحالة الغوص في المقدس الإيماني والدين لحد التيه فيهما.
الحل الأخر والذي يتبنى مسارا أخر هو خضوع هذا المقدس الإيماني وعموم المعرفة الدينية لعملية نقدية جريئة تحاول الفصل بين مسارات الفكرة الأساسية فيهما، فالدين ليس فقط عبادات وليس مجموعة قيم أخلاقية، ولا هو منهج حياتي يحتاج للتحديث والتطور مع تطور الحياة، الدين فيه مسارات متعددة تصب جميعا في فكرة جعل الإنسان كائن وجودي إيجابي من خلال ربطه بعالم أوسع، عالم يفترض أنه بالغ العظمة في فهم الوجود على أنه حالة دائمة تحتاج للحركة وتحتاج للتجديد، هنا يمكن للعقل المتمتع بفهم مركب أن يمارس العملية النقدية على نفس الأساس المتقدم من أننا جزء صغير من عالم أكبر، ولو أردنا أن نفهم وجودنا المحض علينا أن نفهم هذا الوجود بالحد الذي يمنحنا سعة في الرؤيا وتكامل مع الوجود بمعنى أننا لسنا الكمال في الفهم مهما بلغنا من المعرفة.
يمكننا من خلا المنهجين أن نكتشف عقم وسائلنا القديمة في فهم الوجود الذاتي وفي تفسير هذا الوجود أيضا عدى عن تبريره، للعقل المتفهم بمركبيته المتحررة سيكون هو العقل الوحيد الذي يمكنه بلورة رؤية أكثر منطقية للواقع وأجدر في دراسة حدود ما يجب أن يكون لتفكيك العلاقات المتشعبة والمشوشة بين الإنسان من جهة والعالم الواقي والعالم الأفتراضي وصولا للعالم الحقيقي الذي بقي مجهولا في العقل الإنساني على طول مسيرته في الوجود.




#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والتجربة وظاهرة الإيمان بالمقدس
- عباءة البرد المخرقة في بلاد الله أكبر
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح15
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح14
- بين الإعلام والسياسة المطبخ هو الطائفية
- المتخيل والمدرك والمتوهم في السياسة العراقية
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح13
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح12
- السلام والمصالحة هدف الشعوب وحقها الأساسي وليس لعبة الساسة و ...
- أحلام السلام والمطر
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح11
- بين الأربعين وواقع العراق الحزين ح4
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح10
- حوارية القمر والسلالة المنسية
- بين الأربعين وواقع العراق الحزين ح3
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح9
- بين الأربعين وواقع العراق الحزين ح2
- مدينتي ..... النائمة في بحر العسل
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح8
- بين الأربعين وواقع العراق الحزين ح1


المزيد.....




- -لماذا لا تقوم بعملك يا سيناتور؟-.. حشد أمريكي غاضب بعد ترحي ...
- مسؤولون لـCNN: خفض عدد القوات الأمريكية في سوريا إلى النصف خ ...
- موسكو: كييف تستخدم التعبئة لصالحها
- الذكرى الـ 80 لبدء معركة برلين
- الإمارات: القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تمث ...
- وزير الداخلية التركي يكشف عدد السوريين الذي عادوا إلى بلادهم ...
- -بوليتيكو-: تسريح موظفين في وزارة الدفاع الأمريكية بسبب إدار ...
- وزير خارجية مصر: جهودنا لم تتوقف لإنهاء الحرب -الظالمة- على ...
- قازان.. طائرة Tu-144 السوفيتية الشهيرة تتحول إلى متحف
- نجيب بوكيلة لن يستطيع -تهريب- من تم ترحيله خطاً للولايات الم ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الدين والتجربة وظاهرة الإيمان بالمقدس 2