|
أدباء وشعراء -منحوسون- واحلام على قائمة انتظار -نوبل-؟!
منير ابراهيم تايه
الحوار المتمدن-العدد: 5347 - 2016 / 11 / 19 - 23:36
المحور:
الادب والفن
ادباء وشعراء "منحوسون" واحلام على قائمة انتظار "نوبل"؟ من يحوزها سيدخل التاريخ من اوسع ابوابه، فجائزة نوبل واحدة من أشهر الجوائز التكريمية العالمية التى تمنح للمتميزين من الأدباء والمبدعين فى الشعر والقصة والرواية والدراسات الأدبية على مستوى العالم، انها الجائزة الأكثر رونقا التي يمكن لكاتب أن ينالها، وبالتالي ينال الاعتراف العالمي بنتاجه الأدبي كصاحب منهج متميز وموهبة ابداعية و إضافة للتراث الإنساني، إلا أن هذه الجائزة ايضا ليست صك الجودة ومعيار التميز النهائى والأخير لكل اديب وكاتب ومفكر، فالشخصيات التى فازت بنوبل كان لهم بالتأكيد دور مؤثر وفعال، ولكن ليسوا بالطبع أبدا وحدهم الأفضل فى العالم دون منازع، فهناك مفكرون وشعراء وكتاب ومؤلفون "كبار" لم ينالوا الجائزة، بالرغم من دورهم الريادى والشهير فى مجال الكتابة والأدب، والذين غذوا بكتابتهم العظيمة روح الإنسا ن وأثروا فى عقله وفكره على مر العصور.. أسماء كثيرة تقف في قائمة انتظار الجائزة العالمية، وبعض هذه الأسماء تطرح كل عام تقريبا...
نغوغي واثينغو معاندة القدر له في عدم نيله جائزة نوبل يعزوه النقاد الى ان لجنة الجائزة لم تطلع بشكل كاف على جميع مؤلفاته كونه كتب أغلب كتبه بلغة بلده الأصلية الغيكويو "لغة قبائل الكيكويو الكينية" كما انه اول كاتب ينتمي الى بلدان شرق افريقيا يكتب بالانجليزية، بروفيسور الأدب الإنجليزي والأدب المقارن في جامعة كاليفورنيا، عدا الرواية، فواثيونغو يكتب المسرح، القصة القصيرة، النقد، والمقالات، يعتبر مناضلا أفريقيا بارزا قضى أعواما في السجن منذ أواخر ستينيات القرن الماضي ثم سنوات طويلة في المنفى، غالبا ما كان على بعد خطوات من الجائزة، إذ لعبت أصوله الاقريقية وتجربته الإبداعية المتعددة في الرواية والقصة والمسرح والنقد وكتابة الدراما، دورا كبيرا في تقدمه بصورة دراماتيكية المرشحين للجائزة الأشهر عالميا، لكن النتيجة النهائية تذكر بسوء الطالع الذي يلازم القارة السمراء وأبناءها.
هاروكي موركامي يحظى موراكامي بشعبية كبيرة في اليابان واشتهر في الخارج أيضا بفضل أعماله التي تتناول العزلة والحب وتمزج بين الواقع والخيال، تردد اسمه كثيرا كمرشح للجائزة، فهو الأديب الياباني الأشهر، على مدار الأعوام الماضية، حتى أنه صرح أنه أصيب بالملل وأصبح يجد الأمر مزعجا موراكامي، وقد حصل من قبل على جائزة فرانك كافكا عن روايته "كافكا على الشاطئ" الأكثر مبيعا حول العالم. ، ومن أشهر أعماله كذلك "الغابة النرويجية "، و"جنوب الحدود غرب الشمس"، وتتميز كتاباته بالرومانسية الشديدة وقدرته على خلق عوالم شديدة الرومانسية رغم ما تحمله من بعض الفظاعات، والجرائم أحيانا، بل وصناعة عوالم موازية أحيانا، من أثير من الفانتازيا، أو الواقعية السحرية كما أنه يولي اهتماما خاصا بالأبطال الذين يعانون الوحدة، الا ان البعض في الأوساط الأدبية تعتبر أعماله جد سطحية.
فيليب روث اكتب لأواجه الملل لا الموت اعظم روائي امريكي، يوصف باليهودي الحزين، ويلقب في الوسط الأدبي بـ"الخاسر" رغم ان كتاباته حافظت على الصدارة لأكثر من خمسين عاما، تم ترشيحه للجائزة على مدار أكثر من 12 عاما فهو من المرشحين الدائمين لجائزة نوبل، وفي كل مرة تخيب التوقعات، اعتزل الكتابة بعد اكثر من خمسين ن اعتناقه المهنة التي وصفها بانها طريقته في الحياة، ، نال روث ارفع الجوائز الادبية الامريكية وفي مقدمتها جائزة فولكنر التي حصل عليها ثلاث مرات ، والجائزة القومية لكتـّاب امريكا وجائزة النقاد وغيرها، وهو الكاتب الاميركي الحي الوحيد الذي اصدرت المكتبة الوطنية الامريكية مجلدا لأعماله الكاملة تكريما له في حياته. كما منح روث جائزة بوليتزر عام 1997، ومن أهم اعماله "وداعا كولومبوس"، "الراعي الامريكي" "الوصمة البشرية"، نجح في إثارة الدهشة لدى قراءه مرة تلو الأخرى جعل القارئ يتساءل: ما الذي يجبر كاتبا على الاعتزال؟ ورغم تصدر اسمه بورصة الترشيحات سنويا، لم يحصل روث على الجائزة الأرفع، فيما اعتبره البعض تجاهلا متعمّدا لأعماله.
جويس كارول أوتس تعتبر من أهم الروائيات في الولايات المتحدة، رغم انها بلغت من العمر 78 عاما الا انها أحد المقيمين الدائمين على قوائم الترشيحات السنوية لجائزة نوبل منذ 25 عاما، من اهم رواياتها "ابنة حفار القبور" نالت العديد من الجوائز، تعمل استاذة للعلوم الانسانية في جامع برنستون، إنها الأديبة الأكثر تنوعا وغزارة بين المرشحين، كتبت مجموعة من الروايات في موضوعات متنوعة منها الجريمة والأزمات الاجتماعية والعنف بأشكاله، وتحليل المجتمع الأمريكى تحليلا مستفيضا، ووحدة التحليل لديها هى الأسرة والفرد، وتستعين كثيرا بالحوار الداخلى وتستغرق فى تفاصيل الشخصيات النفسية بمهارة بالغة، روائية أميركية تمثل ظاهرة فريدة في غزارة الانتاج والانتشار . نشأت في ضواحي نيويورك وفازت بأول جائزة لها في مسابقة الرواية عندما كانت طالبة في جامعة سيراكيوز، بدأت جويس مسيرتها الادبية بإصدار مجموعة قصصية سنة 1963 وكتبت أكثر الروايات جدية وإثارة للجدل في عصرنا . روايتها (هُمْ) كانت عن التفرقة العنصرية في ديترويت الستينات . حصلت في 1970 على جائزة(الكتاب الوطنية) عن روايتها (لأنها مرارة قلبي) عن قصة حب مراهقين من عرقين مختلفين ، بينما حصلت روايتها ذائعة الصيت (المياه السوداء) على ترشيح لجائزة بوليتزر ، ثم كتابها الملحميّ (شقراء) الذي وصل الى القائمة النهائية لجائزة الكتاب الوطنية، وقد سحرت كتبها عددا كبيرا من القراء وتعد نفسها كاتبة جادة وتتحدث عن كتابها الساخر الموجه للشباب (الفتاة القبيحة والفم الواسع) كنوع من التغيير في سياق عملها الروائي الجاد .
أودونيس المرشح العربي الوحيد والدائم لنيل الجائزة منذ أكثر من عشر سنين، وفي كل سنة يدخل اسمه في سوق التكهنات والمراهنات، ثم لا شيء. حتى تحول هذا الترشيح الى عبء شخصي، اسمه الحقيقى على أحمد سعيد إسبر المعروف باسمه المستعار "أدونيس" شاعر سورى من مواليد عام 1930 سوريا، تبنى اسم أدونيس "تيمنا بأسطورة أدونيس الفينيقية" خرج به على تقاليد التسمية العربية منذ العام 1948، يعتبره البعض من أكثر الشعراء العرب إثارة للجدل. فمنذ أغانى مهيار الدمشقى، استطاع أدونيس بلورة منهج جديد فى الشعر العربى يقوم على توظيف اللغة على نحو فيه قدر كبير من الإبداع والتجريب تسمو على الاستخدامات التقليدية دون أن يخرج أبدا عن اللغة العربية الفصحى ومقاييسها النحوية، منذ مدة طويلة، يرشحه النقاد لنيل جائزة نوبل للآداب، لكنه لا ينالها، قرأت في حوار للماغوط، حينما سأل فيه عن أدونيس، قال: "أدونيس ما ان غادر إلى الغرب حتى فقد أصالته، إنه معلم في الشرق، وتلميذ في الغرب...) والغرب من الأعلى ينظر لما لدينا بانبهار أيضا، هو يبحث عن أشيائنا، عمن يوصل له هذه الاشياء، ولن يعير اهتماما لأشيائه المنسوخة، حتى لو أنها كانت من ادونيس نفسه، كانت فرصة لمفكرنا أن ينقل فيها قليلا من إرثنا العربي المضيء للعالم، قبالة الكثير من الذي أورده عبر نظريات وأجناس وأشكال...
#منير_ابراهيم_تايه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وعد بلفور.. بيت العنكبوت الذي صار حصنا
-
من هم البرابرة*؟
-
-الساعة الخامسة والعشرين- عرت الوجه الحيواني للانسانية
-
--الغابة النرويجية- للياباني هاروكي موراكامي اليابان بين نقد
...
-
تصريح -بلفور- وعد ام عقد مشاركة؟
-
صناعة الغباء والتلاعب بالعقول؟
-
بين الضوء والظل .. اللامنتمي!!
-
قيس بن الملوح... امام العاشقين
-
-قناديل ملك الجليل- لابراهيم نصر الله.. رواية الثورة والحلم
-
-أبناء الأيام- لإدواردو غاليانو: متحف الذاكرة الإنسانية
-
-النفوس الميتة- ثقب في ضمير الانسانية!!؟
-
رضوى عاشور في -الطنطورية- تعيد سرد تاريخ النكبة الفلسطينية
-
-الخيميائي- رواية فلسفية تأخذك لعالم الروح
-
الف شمس مشرقة لخالد حسيني
-
-عزازيل- يوسف زيدان.. تشابك المتخيل والتاريخي
-
الفكاهة والهزل في الادب
-
-الذرة الرفيعة الحمراء- لمو يان.. عوالم روائية مدهشة
-
العلم الحديث بين التعريب والعبرنة
-
بابيون او الفراشة لهنري شاريير والصراع من اجل الحرية
-
-عساكر قوس قزح- لأندريا هيراتا.. قصة المنسيين
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|