أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - ما يجري في كوردستاننا















المزيد.....

ما يجري في كوردستاننا


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5347 - 2016 / 11 / 19 - 15:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كوردستان بوضعها الحالي و هي بعيدة عن تعريف معين قانونيا و حالا، لا دولة بمؤسسات معترفة بها، الا انها تتصرف من خلال قادتها كانها دولة، ولكنها فوضوية على ارض الواقع نتيجة سلوك و افعال القادة و الاحزاب المعتمدين على مصالح شخصية و حزبية ضيقة بعيدا جدا عن المصالح العامة، و لا تمارس حقها وفق ما يمله عليها القانون كاقليم تابع لدولة معترفة بها دوليا على الارض، عدا ما اقر على الورق بشكل قانوني من خلال الدستور العراقي و لم يلتزم به الجانبان كثيرا ايضا .
بعد اكثر من ثلاث عشرة سنة من سقوط النظام العراقي السابق، و بعد خروج اقليم كوردستان اكثر من خمس و عشرين سنة من براثن النظام، لم يتوقع احد ان تبقى كوردستان على هذه الحال بما فيها من التراوح الدائم و ما يتخلله من التراجع المشين، و الخلافات بين الاحزاب التي ابتلى بهم الشعب الكوردستاني منذ دخلت المصالح الكبرى و في مقدمتها ملذات السلطة و المال بينهم، و بالاخص في ظرف يغيب عنه اي قائد محنك زاهد او مخلص للشعب الكوردستاني بكافة مكوناته و شرائحه، بل يهتم كل منهم بجزء و قطاع و بقعة معينة فقط و يعمل بخلفية ضيقة جدا .
اليوم، و نحن في مرحلة، يبحث الكثيرون من حولنا عما يحدث و يتفاوض الكثيرون سرا و علنا على ما بعد الخلاص من داعش، و اقليم كوردستان في قمة خلافاته المتعددة نتيجة الفراغ القانوني الذي تعيشه سلطته التنفيذية المختزلة برئيس الاقليم بسبب شخصية واحدة فقط و هي بعيدة عن ما يمت بالحكم في اية بقعة في العالم، ناهيك عن كوردستان التي تريد لها قائد بمعنى الكلمة و ان يكون له المقدرة و العقلية التي تقيَم الوضع القائم في العراق و المنطقة بشكل دقيق و علمي اكثر من كوردستان ذاتها و من المفروض ان يستدل من الموجود ما يمكن ان نصل اليه، الا اننا نعيش في واقع ليس فقط لا يمتلك اقليم كوردستان سلطة شرعية و انما ليس هناك قائد مميز يمكن ان يحميه من المتغيرات السلبية المنتظرة على طريقه فيما بعد كل هذه التعرجات المنتظرة لمسيرة المنطقة التي يمكن ان تمر بها هذه الدول و ليس اقليم كوردستان فقط .
الوضع في اقليم كوردستان متازم الى حد يمكن ان نقول بانه منقسم على نفسه و هو يعيش في ظل ادارتين متناقضتين و متعاكستين لا يؤمن احداهما باخرى و لا يحسبان للبعض على ارض الواقع و ما هما موجودان به . فهنا اي في القسم المعلوم جزافا بالاخضر تعيش الناس يوميا في نشاطات اعتراضية كبيرة ضد السلطة في القسم الاخر المعروف بالاصفر ايضا . بينما يتحرك الشعب مع تظاهرات المعلمين والموظفين و يشاركهم على مضض سواء نتيجة اثارة حزبية او نتيجة الفراغ الناجم عن الركود المسيطر على السوق و هم على الملل المسيطر عليهم و الذي يعيشونه، غير ابهين باي شيء و انما يشاركون عفويا دون هدف ما او من اجل المشاركة فقط، لانهم ملوا من النشاطات و عدم تلقيهم اي جواب، و لا ياملون اي جواب ايضا، و على ارغم من مشاركتهم في الفعاليات الا انهم يعتقدون على انهم لا يمكن ان يحققوا بهذا الشكل السلمي ما يهدفونه من نيل مستحقاتهم القانونية من الامتيازات و بالاخص رواتبهم الشهرية التي ذهبت سدى نتيجة الاخطاء الكبيرة لدى الاحزاب المصلحية المتسلطة و ضيق افقهم و في ظل انعدام الخبرة المطلوبة لمثل هكذا حال لدى اي منهم . و توصل الجميع الى اقتناع بانه لا حل سوى اما بتغيير موضوعي في المنطقة و يشملهم و يجرف الاقليم معه او بنشاط و حركة غير سلمية ذاتية سواء على شكل انتفاضة او ثورة، و هذا بعيد لان شروطها الذاتية و الموضوغية غير متوفرة، و عليه يعيشون عبثا في تفكيرهم نتيجة ما تلقوه من التعنت و عدم الالمام بهم من قبل السلطة المتنفذة غير الشرعية اساسا لمطالبات المتظاهرين و المعارضين .
و عليه نحن وصلنا الى الحد كل منا منغلق على نفسه و لم ير اي منا الافق مفتوحا للحل، الا بطريقتين :
*حصول تغيير شامل للمنطقة و يمكن ان يشمل الاقليم و يلف معه هذه القادة او يقلل و يصغّر من نفوذهم بحيث يمكن ان يخرج كل ما يملكون من السلطة و المال و النفوذ من اياديهم، او يلفون مع عاصفة التغيير الشامل المحتمل من خلال الافعال الكبيرة المنتظرة لتغيير خارطة المنطقة بشكل كامل و بايدي الكبار المتنفذين عالميا، بحيث يمكن ان لا يحسب لهؤلاء القنافذ اي حساب .
* حدوث الهيجان الداخلي نتيجة استمرار الوضع الاقتصادي المتدهور بحيث يذهب بها ما بني نتيجة سيل دماء المخلصين خلال العقود مع الريح و يخرج الشعب من المولد و جعبته خالية بلا حمص و لكن بعيدا عن هؤلاء المتنفذين .
انني شخصيا لم اكن اتوقع ان ارى من يعتبر نفسه رئيسا للاقليم ان يتعامل مع جزء من شعبه بهكذا عنجهية و تهور و استعلاء و غرور من الفراغ الذي يعيشه وليس من القوة و هو يتكلم بتهور من زاوية ضيقة جدا نتيجة الحقد المتراكم في نفسيته على الشعب و الاخر المعارض و يعيد الى الاذهان بانه يحمل كل ذلك البغض من ما حدث لمقراته الحزبية من قبل شعب منتفض عليه دون ان يلتفت ولو لحظة الى ما احدثه هو بايديه من القهر و الظلم نتيجة اخطائه الجسيمة . فهل من المعقول ان يتقول بكلمات علنية و مهرجة و بعيدة عن الدبلوماسية و الاحترام عن حتى جزء من شعب يعاني من الفقر في حياته الخاصة و ليس له اية علاقة مع اي حزب و لم يبال به بل يدعوه الى الرقص بكل اجحاد و يعتبر نفسه اب للشعب، ليس لشيء و انما لانهم يطالبون بحقوقهم المشروعة . اذاَ، نحن على مفترق طرق خطيرة من كافة جوانبها و لا يمكن ان نخرج منها سالمين قبل تصليح الحال و قبل الوصول اليها، فان تاخرنا و انا شخصيا على اليقين باننا نتاخر و نصل اليها، فاننا نهمش و نقع على حافة المسيرة التي تحدث و عليه سنكون في هامش التاريخ ايضا كما كنا من قبل، و هذا بفضل عقلية القيادة الكوردية الحكيمة! و ان حدث و تراجعنا عما نحن فيه ولو متاخرا و هذا مستبعد ايضا، فاننا لم نصل الى ما نويناه و دفعنا الدماء من اجله من قبل دوما، لتاخرنا في تهيئة الارضية و المتطلبات الضرورية لتحقيقها . و في كلا الحالتين خسرنا كثيرا و لكن الخسارة في الحالة الثانية اقل، لذا لم يبق الا وقت قليل جدا للعمل الجاد ... و هكذا يعيد التاريخ نفسه في كوردستان و بشكله المؤسف جدا و لم يتضرر من ما يجري الا الشعب الكوردي على الرغم من التضحيات الجسام التي قدمها طوال نضاله المقدس لتحقيق اهدافه المحقة اساسا بكافة التشريعات و القوانين الارضية و السمائية . و هنا اسال، هل من مخرج اخر لا اعرفه انا ؟



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الترامبية و القادة الكورد
- ترامب و الشعوب المغلوبة على امرها و منهم الكورد
- غضب الفرات امام درع الفرات
- على من تُدر خيرات مابعد معركة تحريرالموصل
- من يشارك في تحرير الموصل حقا ؟
- الخطوة الاولى لوأد العلمانية في العراق
- تجلت نوايا اردوغان للجميع
- هل ينجح اردوغان فيما يخطط له في الموصل
- هل نقرا على القضاء العراقي كما هو الكوردستاني السلام ؟
- حقيقة دور امريكا الانية في القضية الكوردية
- تراجع البارزاني عن استقلال كوردستان و احرق جميع اوراقه
- الشكلانية الديموقراطية التي تستبطن حكم الحزب الواحد لدى عقلي ...
- هل انغمست تركيا في المستنقع السوري حقا ؟
- جمهورية اسلامية تركية بعد فشل الانقلاب
- من يخون مربيه كيف يكون وفيا لغيره ؟
- تجد الحل في بغداد اكثر من انقرة
- من (يطلع من المولد بلّا حمص ) هذه المرة ايضا ؟
- هل يوجد انسان حليم نزيه من مثله في هذا الزمان
- هل خدعت تركيا الجميع ؟
- الجميع متفق على الفدرالية في العراق و سوريا


المزيد.....




- حاكم مصرف لبنان بالإنابة: نحن أمام مفترق طرق
- -تهديدات تثير القلق-... قضية مارين لوبان تفجر نقاشا سياسيا س ...
- الجيش الإسرائيلي يحقق في زيارة حاخامين قرية سورية دون تصريح ...
- نوفوستي: الولايات المتحدة تهدد باستخدام سلاحها الرئيسي وروسي ...
- حكم الاستئناف في قضية لوبن قد يصدر قبل الانتخابات الرئاسية
- قد يطرح في الصيدليات هذا العام.. القنب أساس دواء مسكن للآلام ...
- حظر ممارسة للجنس.. مدرب كرة ألماني يشارك أسرار غريبة عن حيات ...
- الدفاع الروسية تعلن استمرار تقدم قواتها وتكبيد العدو خسائر ف ...
- اكتشاف آثار فيضانات هائلة قديمة في غرب أوروبا
- صحة غزة تنشر حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - ما يجري في كوردستاننا