أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جميل برهان - تعطل الحضارة والأدب














المزيد.....

تعطل الحضارة والأدب


احمد جميل برهان

الحوار المتمدن-العدد: 5344 - 2016 / 11 / 15 - 23:14
المحور: الادب والفن
    


من الأدوات والمؤهلات الواجب توفرها بالكاتب الذي يطمح لأن يكون كاتباً حقيقياً أن يكون قارئاً حقيقياً , في يوما ما قرأت مقولة لا أعرف قائلها إلا أنها لا تخلو من الحقيقة المُطلقة ألا وهي " الكاتب الجيد قارئ جيد " , هذا يعني ان القراءة تسبق الكتابة بقليل من الوقت وبكثير من المعرفة الدقيقة للنتاجات الموضوعة على الطاولة أمام الفرد الذي يعتبر نفسه قارئاً ومن ثم كاتباً .

من وجهة نظري أعزو النتاجات التي صدرت مؤخراً في الشارع العراقي الى قلة مطالعة المؤلف بالتالي يكون هُنالك نقصاُ بالادوات الواجب توفرها فيه في سبيل أن يكون كاتباً جيد , والسبب الأخر الا وهو السوشيال ميديا التي أِعتبرها أغلب مُرتاديها كمدونة أبدية بالتالي بدأوا بتدوين أفكارهم ونشرها فيها حد التخمة لا بل وصل الأمر بوضع الحضارة على مواقع التواصل الأجتماعي , لتتعطل حضارتنا بتعطل الفيس بوك مثلاً .!

الكتابة فيما لا يرقى لِأن يكون ثروة ورقية لمُناغاة سير الزمن الذي يتركُ صفرةً حيث التشبع بتلك الرائحة التي تدفع القارئ لمجاراة سسلة الاحداث المُترابطة على شكل أسطر بين طيات ما يكون نتيجة من الشجرة التي تتعرى ببطء من أجل أن نمسك بمولودها الذي لا يشبهها سوى بالرائحة المُتعفنة - بكتيريا - جراء مرور الكثير من الوقت على ذلك الحطب .
والكتابة بما لا يرقى لِأن يكون كنتاج يمكن للاجيال اللاحقة الاستدلال به على ما قدمناه في مرحلتنا هذه , أكتفينا بعدم أستخدامنا لتلك المحبرة والدواة التي سرعان ما سيجف حُبرها ويتعطل القلم كمثل الذي أكتشف جسده مُبكراً لكنه أستخدم ذكره من أجل التبول فقط , الى أن نفد حبره بسبب أنشغاله بأمور أعتباطية ليصبح كالأبله الذي نسي أن يتبول قبل النوم بسبب " تعاجزه " عن القيام من فراشه الذي بلله بعد ذلك بغفوة أمدها أغنيتين .

ضياع المعنى والرصانة الفكرية بين المباهاة والعوالم التي لا يُثق بها - التي سأنشر هذا المقال فيها مثلاُ - البحث عن الجمهور أولوية لابد منها وليذهب المعنى الى الجحيم , المعنى الذي بدأ يتغيب ويُغيب من أجل أغراض " شهروية " , أو عملية التدوين التي تحدث داخل العوالم المذكورة التي سرعان ما ستندثر بعد يومين حتى وأن كانت من الكتابات النخبوية أو المُغايرة , قبل قليل تذكرت منشور عمره أكثر من سنة ونصف لصديق في الشبكة العنكبوتية يقول فيه " يُقَال أن كل كتاباتهم كانت على موقع يسمى " الفايسبوك " و لما تعطّل الموقع تعطّلت معه حضارتهم " , أتمنى أن يتعطل سريعاً قبل أن نفقد الكثير , لان ما يستحق أن يكون من نصيب شجرة يندثر هُنا , وما لا يرقى لأن يكون هراء وترهات قُدمت الاشجار على مائدته , وبالاصل هذا النتاج أكثر ما يستحقه هو أن يأخذ وظيفة الحطب ليقبع خائفاً داخل الموقد . هذا فيما يخص تعطل الحضارة .

أما بخصوص تعطل الأدب من المعلوم مع بداية صدور نتاج أدبي تظهر دوما الكثير من الانطباعات الأولية حتى وإن لم يطلع صاحب الانطباع على النتاجات والتعليقات وردود الأفعال ذات الطبيعة الاستغرابية والانفعالية الساخرة التي لا تخلو من الغبطة أو الحسد في بعض الاحيان ، التي ترثي حال الثقافة العراقية الأصيلة والمثقفين والنخبة أو نخبة النخبة , بالتالي يتم تسويق النتاج بسبب هذه الانطباعات والتعليقات وصيحات الاستهجان عن طريق مُطلقوها الذين لا يعرفون بأنهم يُسوقون لذلك الأدب الرديء ليصدر بأكثر من طبعة أما الأدب الجيد أو الأصيل فهو يُصلب على رفوف المكتبات التي ينسج العنكبوت شبكةً له عليها . ألا أنهم برأيي لو كان يمهم الأدب الأصيل لتحدثوا عنه وحثوا من حولهم على الأطلاع عليه في سبيل أن لا يندثر , بالتالي ينتج عن فعلهم هذا أنعطاف ذائقة القارئ وتحولها من الأدب الرخيص أو الرديء الى الأدب القيم الأصيل .

مواقع التواصل الأجتماعي ومنها الفيس بوك من أكبر المظاهر الخداعة التي جعلت من لا يفقه عالماً والعالِم جاهلاً , كونه اصبح المعيار الرئيسي لتقييم الفرد , البذخ بالمديح الذي يجعل المدون الذي لا ترقى منشوراته لأن تبقى في الفيس بوك لمدة يومين يؤلف كتاب أدبي لا يرقى لإن يكون مجموعة من المنشورات في الفيس بوك وسبب ذلك كثرة المُطبلين قليليَ الاطلاع على النتاجات الأدبية العميقة . فأن دل ذلك فيدل على إننا نعيش في زمن انقلاب المفاهيم وتصورنا الخاطئ للهابط والرفيع وسطحية أطلاعنا ومحدودية أبداعنا .

لا شك بأن كُل جيل يكتب بطريقة مُغايرة للجيل الذي سبقه والجيل الذي يليه ألا أن ذلك لا يعني بأن يتدنى مستوى الأدب ويضمحل ليجد الجيل التالي مجموعة من الهراء ليبدأ بلعننا والسخط منا لينفر من نتاجاتنا ويوجه أنظاره نحو أدب وثقافات البلدان الاخرى وأطلاق رصاصة الرحمة على الأدب العراقي .



#احمد_جميل_برهان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنصار لا ينصرون أنفسهم
- فرط حُب
- امتطاء الحضارة
- مانشيت
- الجرائم الالكترونية , السب والقذف والتشهير في مواقع التواصل ...
- كتاب - الله والعلم -
- ضرورة الأدعاء
- الأيدز مُنتحلاً
- الله يُقتل تديُناً
- المرأة التي فاقت الرجال
- بشر للبيع
- على قدر الوعي تكون النتائج
- جنس لوجه الله
- الجينة الغبية
- مجاملة عشائرية


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جميل برهان - تعطل الحضارة والأدب