|
الميراث
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 5343 - 2016 / 11 / 14 - 22:13
المحور:
كتابات ساخرة
" .. رجلٌ عجوز ، راقِدٌ في المستشفى ، على فِراش الموت .. وعلى رأسهِ أولاده الثلاثة واقفين بجانب الطبيب . قالَ الرجلُ المحتضِر لإبنه الكبير : لكَ مطاعم شارع السعدون وشُقق وبيوت البتاوين . ثم إلتفتَ إلى ولدهِ الأوسَط قائلاً : أما أنتَ ، فلكَ أفران ومطاعم بغداد الجديدة والمجمع السكني في المشتل . وبصوتٍ ضعيف ومُتعَب ، خاطبَ إبنهُ الأصغَر : وأنتَ حصّتك مطاعِم وكازينوهات المنصور . فتلألأت الدموع في عيون أبناءه ... وسارعَ الطبيب ، لمواساتهم وتشجيعهم قائلاً : .. أيها الشباب ، هكذا هي الحياة وتلك مشيئة القَدَر .. وماذا تُريدون بعد .. فلقد تركَ لكم الوالد ميراثاً كبيراً من عقارات وأملاك متنوعة ، فتمتعوا بها . أجابَ الإبن الكبير ساخِطاً : أية أملاك يادكتور ؟ أن والدنا كان يبيع قناني الغاز .. والآن وّزَع علينا الشُغُل في الأماكن التي ذكرَها !! " . .......................... صديقٌ مصري كانَ قد سمعَ قبل بضع سنوات ، ان رئيسنا قد صّرَح ، بأن الدخل السنوي للفرد في أقليم كردستان يتجاوز الخمسة آلاف دولار . وتناهى إلى مسامعهِ أيضاً ، ان رئيس وزراءنا بّشَرنا قبل أعوامٍ قليلة ، بأن الأموال سوف تجري بين أيادينا بسهولة ويُسُر .. ونفس الصديق المصري ، كانَ قد إستمعَ مُصادفةً إلى وزيرنا للموارد الطبيعية ، حينَ زّفَ إلينا قبل سنوات ، خَبر دخولنا لسوق النفط والغاز العالمي من أوسَع أبوابه ، وأن الخَير سوف يهطُل علينا ، كالمَطَر . ولأن صديقي المصري إنسانٌ طّيِب ، فأنهُ لم " يحسدنا " على أوضاعنا الممتازة .. لكنهُ إتصلَ بي وقال : .. أنني أغبطكُم ، على ما أنتُم فيهِ من بحبوحةً ورَغَد ! . قُلتُ لهُ ساخطاً مُتبرماً غاضباً : .. أية بحبوحةٍ ياصديقي ؟ .. أن ما كانوا يقصدونهُ ، من أن الدخل السنوي للفرد أكثر من خمسة آلاف دولار ... يعني في الواقع الفعلي : أن كُل فرد في الأقليم ، البالغ نفوسه خمسة ملايين نسمة ، مطلوبٌ ومديونٌ ( 5600 ) دولار ! . حيث صّرحتْ الحكومة بأنها مدينة اليوم ب ( 28 ) مليار دولار ، فإذا قّسمناها على خمسة ملايين ، فأن كُل فرد ، مدينُ ب ( 5600 ) دولار .. والدَين هذا في تصاعُدٍ مُستمِر يوماً بعد يوم . ........................ أي ميراثٍ ياصديقي ؟ وأية عقارات وأملاك ؟ ... كان والدنا يبيع قناني الغاز ب " عربانة " ويشتري الأوهام والأحلام .. وعند إحتضاره ، وّزعَ علينا الهَمَ والغَم ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نحنُ وترامب
-
بعدَ ستينَ سنة
-
حنفية المطبخ المكسورة
-
تحرير الموصل ... وما بعده
-
بابا .. بابا .. لقد أخذتُ عشرة
-
لَمْ تَعُدْ نكاتكُم تضحِكَني
-
أللهُمَ ... كَما قُلْتُ لكَ البارِحة
-
كَمْ نحنُ محظوظون
-
سُمّاقٌ .. وصورٌ تذكارية
-
مُؤتمر KNK السادس عشر . مُلاحظات 3
-
مُؤتمر KNK السادس عشر . ملاحظات 2
-
مُؤتمر KNK السادس عشر . مُلاحظات سريعة
-
المُؤتَمر القومي الكردستاني KNK السادس عشر
-
البصل .. وما أدراكَ ما البصل ؟
-
قريباً ... تحرير الموصل
-
إختلالٌ مُخزٍ في توزيع الثَروة
-
مصيرُ آلاف - الخديجات - في أعناقكُم
-
بين الواقِع والطموح
-
قَد تكون صحيحة
-
أردوغان .. الجيش وجرابلُس
المزيد.....
-
خبيرة صناعة الأرشيف الرقمي كارولين كارويل: أرشيف اليوتيوب و(
...
-
-من أمن العقوبة أساء الأدب-.. حمد بن جاسم يتحدث عن مخاطر تجا
...
-
إعلان أول مترجم.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 166 مترجمة على قص
...
-
رحال عماني في موسكو
-
الجزائر: مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي يستقبل ضيوفه من ج
...
-
أحلام تتفاعل مع تأثر ماجد المهندس بالغناء لعبدالله الرويشد
-
شاهد/رسالة الفنان اللبناني معين شريف من فوق أنقاض منزله بعدم
...
-
عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ
...
-
فنان تشكيلي صيني يبدع في رسم سلسلة من اللوحات الفنية عن روسي
...
-
فيلم - كونت مونت كريستو- في صدارة إيرادات شباك التذاكر الروس
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|