نواف خلف السنجاري
الحوار المتمدن-العدد: 1418 - 2006 / 1 / 2 - 08:40
المحور:
الادب والفن
لقد انتظر (فلورنتينو أريزا) بطل رواية (الحب في زمن الكوليرا) للمؤلف الشهير غابرييل غارسيا ماركيز حبيبته " ستة وخمسون عاماً وستة أشهر واحد عشر يوماً) وكان مؤمناً بأن الحب لا يموت بمرور الزمن، ولم يتزوج إلاّ بعد أن مات زوج حبيبته (فيرمينا دازا) التي تفاجأت بعرضه لطلب الزواج منها بعد كل هذه السنين، ولكنها خضعت في النهاية لإرادة البطل وإلحاحه وتزوجا فعلاً.
ويصور لنا المؤلف في هذه الرواية الرائعة عظمة الحب وتغلبه على كل الحواجز..
عندما كنت اقرأ هذه الرواية في العهد البائد قارنت بين الحب في زمن الكوليرا وبين الحب في زمن الطاغية، وكيف تحول الحب في عهد (القائد الضرورة) الى سلعة استهلاكية تباع وتشترى حسب الاتفاق بين البائع والمشتري، وكيف اختلّت كل التوازنات.. فرأينا الجاهل الغني يرتبط بخريجة الجامعة، ورأينا العجوز الثري يتزوج الشابة الصغيرة الفقيرة لكونه يملك ما لا يحصى أو يعد، وكيف كان الحب الحقيقي البريء يموت بين ليلة وضحاها كغرسة ضعيفة بين أطنان من الأدغال..!
ولكن المأساة الحقيقية تجلّت بأبشع صورها عند عودة بعض الأسرى المتزوجين الذين عادوا من الأسر ليشاهدوا زوجاتهم بين أيدي غيرهم، وكأن أولئك الأسرى لم يحبوا و يعشقوا ذات يوم خال من فيروس الكوليرا الذي قد يكون ارحم... أليس كذلك..!؟؟
#نواف_خلف_السنجاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟