أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - قراءة في رمزية الصورة في نص: نائب الموت للكاتب كريم عبدالله قراة ونقد علي الصباح














المزيد.....

قراءة في رمزية الصورة في نص: نائب الموت للكاتب كريم عبدالله قراة ونقد علي الصباح


كريم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 5342 - 2016 / 11 / 13 - 01:52
المحور: الادب والفن
    


قراءة في رمزية الصورة
في نص: نائب الموت
للكاتب كريم عبدالله
قراة ونقد علي الصباح

بالاضافة الى جماليات القصيدة وبنيتها اللغوية ورقة تعبيرها واسلوبها المشوق ، تأتي الصورة الشعرية في عمقها وخيالها كمشهد فاق تصويره ما تسجله عادة الكايمرا الفوتوغرافيا وما تنقله لنا الصورة في ادق التفاصيل حتى اصغر الايماءات في خلفياتها الفوتوغرافية ،تبقى عاجزة عن تصوير المشهد النفسي ونقله بمنلوجه الداخلي وقراءة جوانب الصورة التي ينتهي المشهد على أيقاع محدودية التعبير وعدم قدرة نقل كامل تعبيرات الصورة في كل خلفيتها النفسية أو تقديمها بألوان إضافية تعطي الحدث صبغته في ادق تفاصيله.
وهنا تكمن مفارقة هذه القصيدة الفنية التي تعتمد الصورة الرمزية والتعبير الشعوري لنقل المشهد ومعالجته بطريقة تفوق ما تنقله صورة المشهد في ابعاده المرئية.
وهنا تتحول هذه الصورة في إيقونة هذه القصيدة لتلتقط ادق التفاصيل ومعالجتها بقوة ما يومض في داخلها من إحساسات فنية تخترق اللامرئي وما تعجز عنه الصورة البصرية في نقلها لكل تفاصيل المشهد. فالقصيدة تتعدد فيها المؤثرات لتعزيز قدرة الخيال لاجلاء عتمة الزوايا والتي من غير الممكن التعبير عنها أو رصدها بغرض نقل التأثير فيها الى أبعد نقطة يمكن ان تصل إليها تصويرات النص وما تلتقطه العين بشفافية الشعور وتتسلل إليه ومضة الاحساس لتصف المشهد في لا حيثيته وشيئيته المحدودة في ابعاد الصورة، بل تعطي إنعكاس للصورة في ظلالها الداخلية التي لا نراها في التجسيد الفوتوغرافي في نقلها لكل حدود وخفايا الصورة وما لا تبديه من رسوم وخطوط في بنية المشهد وخلفيته الحسية وغير الحسية. وهذا تماما ما نجحت فيه هذه القصيدة من دقة التصوير ونقل المشهد بصورة فاقت كل محاولات التوثيق والوصف التصويري، ونقلت لنا الصورة خارج المألوف وما يمكن ان تنقله الصورة لو لم تكن مركبة كأيقونة رمزية، لم تترك جزئية أو زاوية إلا وألتقطتها والتعبير عنها بأبلغ الوصف والخيال. فالقصيدة زاخرة بالكثير من الرؤى والاصوات ويمكن رؤية كل ذلك في اسلوبها وطريقة معالجتها التي تعددت وظائفه لاستلهام الصورة من مختلف الابعاد ، مضامين القصيدة حبلى بالكثير من الموحيات الرمزية التي تعطي القارئ حرية التخيل ورسم ملامح بنية الصورة وقراءتها في حدود لا متناهية.

كصورة الموت الذي يتكاثر والازهار تنمو بسرعة بلا أوراق، وسيقان عارية مصابة بأنيميا الفرح والاغاني الحزينة يرددها الجميع ، صورة من أروع الصور، تحمل كل شفافية المشهد الذي تحطم ولم تبق منه إلا سحب ورعد الموت تزمجر فوق نمو الازهار فتنتشر ظلاله في كل مكان، فتستعيره الاغنيات الحزينة التي يرددها الجميع والحكايات مكدسة فوق الشفاه ونائب الموت يغرس أنيابه وشلالات الدم تزمجر فوقها بحيرات من الدموع ، انها بعض صور النص العديدة التي ترسمها هذه القصيدة بطريقة فنية وعالية الدقة.

النص:

نائبُ الموت*
( قصيدة بوليفونية متعددة الأصوات )
في البلادِ البعيدةِ التي يتكاثرُ فيها الموت كانتْ الأزهار تنمو مسرعةً بلا أوراقٍ وسيقانها عارية مصابة بــ ( أنيميا )* الفرح , يا للأغاني الحزينة مستمرة ردّدها الجميع حتى ( انكيدو )* , ( لارسا )* تألقت معابدها وبساتينها الخضراء اشارات مرور للمصفحات تزمجرُ وتعمّقُ الأخاديدَ في هديلِ كلِّ صباحٍ , مِنْ أينَ سيبدأُ الطوفان ويفتّحُ عيونهُ اليرقانَ ينتظرُ مَنْ يوقف شلاّلاتِ ليلٍ أحمقَ يتغشّى حكاياتٍ مكدّسة فوقَ الشفاه ! مَنْ أذنَ لنائبِ الموتَ في حقولنا ينبحُ وتغمسُ إبتسامتهُ تواشيحَ الأنين ويستهلكُ رصيدَ الأبتسامات ! . أناشيدُ البكاء معلّقة على أستارِ الريح تهزُّ سروجَ الخيولِ الضامئة وقدْ سوّرتها ذئابٌ تصهلُ عالياً , يا إلهي كمْ أمطرتْ السماء أزهاراً ملغّمةً فوقَ الرؤوسِ الراكضةِ بلا أجسادٍ ! لماذا لمَّ القمر ُ أذيالهُ الفضيّة منْ الأنهارِ خجلاً يتقمّصهُ وكلمّا تنامُ الحيتان الجديدة على أشجارِ الصفصاف مرغمينَ نحملُ أوزارَ تفاهاتها ؟ ! كمْ أنتَ رقيقٌ أيّها النائب حينَ تستلُّ بذورَ السعادةِ مِنْ بيادرهم ! .

نائب الموت : هي نبوءة راودتني كثيرا قبل سقوط النظام بأيام قليلة , توقعت ان الموت سيرسل نائبه لهذه الارض وهو عنوان لأحدى مسرحياتي تتحدث عن نفس المضمون .
أنيميا : فقر .
انكيدو : صديق كلكامش الملك العراقي القديم
لارسا : مدينة عراقية قديمة لها تاريخ حافل .



#كريم_عبدالله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلالمُ الخرابِ ( قصيدة بوليفونية متعددة الاصوات )
- عنقود هايكو بعنوان ( سوالف عراقيّة )*
- دراسة أدبية ونقد أدبي في نصوص الشاعر كريم عبد الله بقلم الشا ...
- كتب الناقد الفني السوري. عبد القادر الخليل. من اسبانيا عن دي ...
- هايكو الحروبُ ترافقنا دائماً
- هايكو عراقي
- هايكو المعركة
- بداياتي مع المسرح والسايكودراما
- عساكرٌ تتبضّعُ مِنْ جسدي
- الانا ... وطقوس الشاعر في خلق القصيدة
- ( شكبانٌ )* حزنٍ ( يثغبُ )* دائماً ...
- ياويلي ... وماذا بعد الأحتلال ... ؟!!
- عِمامةُ جدّتي السوداء
- قراءة انطباعية في نصّ كريم عبدالله من ثقب ابرة يهرب الزمن بق ...
- أولادُ ( المِعْدانْ )*
- على الراقم ( 1857 )* جنَّ الحنين راقصاً
- مدنٌ كالحةٌ أحلامها
- صراخٌ أحمرٌ على الصوبين*
- مخاضٌ يبحثُ عنْ أمان ....
- طفولةٌ مهشّمةٌ ممتعضةُ الملامح


المزيد.....




- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...
- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...
- بعد ساعات من حضوره عزاء.. وفاة سليمان عيد تفجع الوسط الفني ا ...
- انهيار فنان مصري خلال جنازة سليمان عيد
- زمن النهاية.. كيف يتنبأ العلم التجريبي بانهيار المجتمعات؟


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - قراءة في رمزية الصورة في نص: نائب الموت للكاتب كريم عبدالله قراة ونقد علي الصباح