أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - مصر مثل سوريا، مصر مثل مصر!















المزيد.....

مصر مثل سوريا، مصر مثل مصر!


سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)


الحوار المتمدن-العدد: 5341 - 2016 / 11 / 12 - 18:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




مصر مثل سوريا، مصر مثل مصر!




يعيش المثقف على مقهى ريش
محفلط مزفلط كتير الكلام
عديم الممارسة، عدو الزحام
بكام كلمة فاضية، وكام اصطلاح
يفبرك حلول المشاكل قوام
احمد فؤاد نجم
"يعيش اهل بلدى"


سعيد علام
القاهرة، السبت 12/11/2016



عندما بدأت تونس ثورات الربيع العربى، قال ممثلو وعملاء نظام يوليو العتيق، "مصر ليست تونس"!، الا ان الايام القليلة التالية، اثبتت خطأ هذه المقولة!، وعندما قرر النظام المجرم فى سوريا، مواجهة انتفاضة الشعب السورى السلمية، بالعنف الوحشى، دافعاً بالدولة السورية، بتاريخها وحضارتها العريقة نحو الدمار!، عندها لوح بعض رموز وعملاء نظام يوليو العتيق، بامكانية تحول مصر الى سوريا اخرى، وفى مواجهة هذا التهديد المبطن، كان رد بعضً من النخب السياسية المصرية، بان "مصر ليست سوريا"، وهى مقولة خاطئة ايضاً!.

السؤال الخطأ:
هل حال مصر حالياً افضل من حال سوريا، ام لا؟!.
السؤال الصحيح:
هل مصر على الطريق لان تكون مثل سوريا، ام لا؟!.

مصر، مثل تونس، مثل سوريا، مثل مصر!
ان مصر مثل تونس، مثل سوريا، ولكن كلً على طريقتها الخاصة، كما كل دول العالم التى تعانى من ظروف مماثلة من القمع والفساد، كما السودان، العراق، سوريا، اليمن، وليبيا، ولكن كلً على طريقتها الخاصة، وفقاً للتكوين النوعى والسياق التاريخى لكل دولة.

وفى مواجهة التهديد المبطن بامكانية تحول مصر الى سوريا اخرى، الذى يلوح به ويروج له بعض رموز وعملاء نظام يوليو العتيق، كان رد بعضً من النخب السياسية المصرية، بان "مصر ليست سوريا"، وهى مقولة خاطئة، معللين ذلك بطبيعة الشعب المصرى المسالمة!، وكأن الشعب السورى المقهور هو الذى سعى للعنف!، وكأن طبيعة الشعب السورى، كما العراقى والسودانى واليمنى والليبى، هى التى حولت الثورات السلمية الى صراع مسلح ودمار!، على اساس افتراض فاسد، بان من يحدد مستوى العنف هو الشعب، وليس قوى سلطة دولة الاستبداد والقمع والاستغلال والتى تحتكر العنف بحكم تعريفها، وهى تبرير يحمل مقاومى الفساد والاستبداد، المأساة التى تعيشها شعوب سوريا وليبيا .. الخ!، هو بمثابة تحميل الضحية مسئولية نتائج جريمة الانظمة المجرمة!،(1) والتى من اجل الحفاظ على استمرار هيمنتها ومصالحها مستعدة لفعل اى شئ، حتى العنف الذى قد يصل الى حد تدمير الوطن نفسه!.

من القائلين بهذه المقولة الخاطئة "مصر ليست سوريا"، نخب من القوى المدنية، ونخب من قوى الاسلام السياسى، وفى مقدمتهم جماعة الاخوان المسلمين، التى مازالت تعيش وهم ان سلطة يوليو العتيقة قد سمحت لهم فعلاً فى 2012 بان يحكموا مصر!، لتتناسى عن قصد وبغرض - والغرض مرض - الخروج من ازمتها، ازمة الوجود، مع النظام الحاكم الحالى فى مصر، والممتد من يوليو 52، والذى يشن حرب وجود على جماعة الاخوان، العدو التاريخى اللدود، القوى والمنظم، لنظام يوليو منذ 52، الا ان الجماعة بدلاً من ان تناضل – مع باقى قوى نخب الشعب السياسية – من اجل حقها الشرعى فى العمل السياسى، والتبادل السلمى للسلطة، بدلاً من ذلك، تناضل الجماعة – رغم كل التضحيات المقدرة – من اجل شرعية وهمية، لم تحصل عليها الا فى سياق مواجهة سلطة يوليو العتيقة لـ 25 يناير والعمل لعدم اكتمالها لثورة، عن طريق خطة الخداع بـ "السلاح الثلاثى" - التمويه – الخداع - التضليل -، والتى ساعدتها الجماعة، للاسف، فى تحقيق هذ الهدف!،(2) فمازالت الجماعة تحرف نضالها وتتضحيات اعضائها بما تسميه وهماً بـ "الشرعية"، لتستميت فى سبيلها وكأنها اخر المطاف، مع ان اى نظرة منصفة للواقع، تقول انه فى حال نجاح الثورة المصرية، فان من سيكون فى المقدمة هى جماعة الاخوان المسلمين نفسها بحكم ميزان القوى!، الا انها من اجل الشرعية الموهومة تقوم بتبرير اى شئ، وترد المقولة الخاطئة "مصر ليست سوريا"، متناسية الحقيقة الواضحة بان النظام الذى يستميت فى الدفاع عن سلطة الاستبداد والاستغلال، هو وليس الشعب، هو المستعد للوصول الى اخر المدى فى الدفاع عن مصالحه، حتى ولو بتدمير الدولة ذاتها او تقسيمها.

وعلى الجانب الاخر، من القائلين بهذه المقولة الخاطئة "مصر ليست سوريا"، نخب من القوى المدنية التى مازالت فى غيبوبة، تتناسى بجهل ناجم عن كسل فكرى، وانعزال "مثقفينى" - فى حال انتفاء الغرض -، تتناسى هذه النخب الحقيقة الساطعة، عن ان الذى دفع بهذه البلدان، عربية وغير عربية، على مدى التاريخ، دفعها دفعاً، نحو الدمار، ليست الشعوب وانما الانظمة الحاكمة، التى قامت الثورات عليها، هذه الانظمة المدفوعة بالرغبة الانانية المستميتة فى الدفاع عن استمرار مصالحها ومكتسباتها، اياً كان الثمن!، وانه لن تتورع مؤسسة الفساد بامتداداتها الاقليمية والدولية، لن تتورع فى ان تهدم المعبد دفاعاً عن مصالحها.

على النخبة المصرية ان تنتبه الى ان الانجراف الى سيناريو العنف لا تحدده طبيعة الشعوب، ولا وطنية الجيوش، فكل الدول التى دمرت على مدى التاريخ الانسانى، لم تكن الشعوب او الجيوش الوطنية، لها اى مصلحة فى ذلك التدمير، بل على العكس تماماً، ان من له مصلحة فى هذا الدمار هم قاهرى هذه الشعوب ومستغليه، "دائماً يمكن جعل نصف الفقراء يقتل النصف اللآخر"، ان كل الدول ذات المعطيات المتماثلة، تسلك مسارات متماثلة، ولكن كلً على طريقتها الخاصة، ووفقاً للتكوين النوعى والسياق التاريخى لكل دولة، ان تلافى هذا السيناريو الكارثى لا يتأتى بالمبررات المغرضة اوالخائبة، وانما يتأتى بقراءة عميقة ونزيهة لمعطيات الواقع، وميزان القوى، وتحديد صائب لكيفية مواجهة احتمالات المستقبل المقلقة.

اذا المسألة لا تتعلق بما اذا ما كان الشعب مسالم اوغير مسالم، ولا ما اذا ما كان الجيش وطنى او غير وطنى، المسالة تتعلق بالمدى ومستوى العنف المستعدة ان تصل اليه السلطة الحاكمة، فى كل دولة على حدة، دفاعاً عن استمرارها فى السيطرة والحكم.

أنّ محاولة الإطاحة بالأنظمة الاستبدادية "الاجرامية" من دون النهوض بتشكيل مجتمعٍ مدني قوي إنّما يحمل نتائج كارثية، يجب ان تعمل كل القوى الوطنية، اسلامية، قومية، ليبرالية، ويسارية، على تلافي احتملات هذه النتائج الكارثية، بتطوير الغضب الشعبى العفوى الناجم عن الظلم الاجتماعى، تطويره الى اشكال منظمة وواعية قادرة على خوض نضال طويل ومنظم، باستخدام كل الأدوات والوسائل السلمية، لتحقيق اهداف محددة وفقاً لكل مرحلة، وقادرة على توفير "تدريجى" لبديل مدنى، قادر على فرض تبادل سلمى للسلطة، من اجل دولة مدنية حديثة.



سعيد علام
إعلامى وكاتب مستقل - مصر
[email protected]
http://www.facebook.com/saeid.allam
http://twitter.com/saeidallam



المصادر:

(1) "تكلفة الحرية" اقل من "تكلفة الاستبداد":
وماذا عن تقرير -تكلفة الاستبداد العربى- ؟!

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=498714

(2) خبرة يناير:
بين "براءة" الثوار، و"دهاء" النظام العتيق!
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=501507



#سعيد_علام (هاشتاغ)       Saeid_Allam#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيسى، رئيس -منزوع الدسم-!
- السيسى يواجه، -تقليد يوليوالمقدس-!
- خطأ -مرسى- التاريخى، يكاد يكرره -السيسى-!
- -هندسة التاريخ-: بين البديل الوهمى، و التمديد القسرى للسيسى!
- حوار مفتوح مع شباب -داعش-: وهم الحرب على -الإسلام-!
- رسالة مفتوحة للمدافعين عن -الشرعية-: -الثورة- ولا -الشرعية- ...
- لم يكن انقلاباً .. ؟!
- مع استمرار تغييب وضعف القوى المدنية: -الثورة- القادمة فى مصر ...
- متى يرحل الرئيس السيسى.. ؟!
- رغم غياب -أوكسجين الديمقراطية:- زمن التعتيم يغرب .. زمن المع ...
- خبرة يناير: بين -براءة- الثوار، و-دهاء- النظام العتيق!
- -تكلفة الحرية- اقل من -تكلفة الاستبداد-: .. وماذا عن تقرير - ...
- من يدعم من فى: ائتلاف -دعم مصر-، - دعم الدولة المصرية- سابقا ...
- -الغرض- .. مرض -النخبة المصرية- المزمن! -المسلمانى- مستشار ا ...


المزيد.....




- الكونغو الديمقراطية: مصرع 50 شخصًا على الأقل في حريق قارب شم ...
- برفقة ابنته.. كيم جونغ أون يدشّن مجموعة جديدة من المباني الس ...
- بوتين يهنئ تروفانوف بإطلاق سراحه من قطاع غزة ويقول: علينا إب ...
- بيسكوف: بوتين وويتكوف لم يناقشا الملف الإيراني في اجتماع بطر ...
- وسائل إعلام: إيقاف ثالث مسؤول في البنتاغون عن العمل على خلفي ...
- مفتي مصر السابق يثير تفاعلا بحديثه عن هجوم 7 أكتوبر
- ربما هناك أمل.. ماسك يشيد بقرار المحكمة العليا البريطانية حو ...
- حكومة نتنياهو تصف الوضع بالـ-خطير على أمن إسرائيل- وتتحرك لإ ...
- إعلام: الرسوم الأمريكية قد تكلف ألمانيا نحو 290 مليار يورو ب ...
- دوديك: على الغرب التوقّف عن شيطنة روسيا و محاولة فهم ما تريد ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - مصر مثل سوريا، مصر مثل مصر!