تسنيم مولود
الحوار المتمدن-العدد: 5338 - 2016 / 11 / 9 - 15:31
المحور:
الادب والفن
"ثرثرة"
بعد ضجيج تلك الحفلة الثرية، كانت فيها تبدو أسعدهن، بثوبها الأحمر وطلتها الأنيقة وضحكتها الممتلئة بالثقة....
عادت إلى منزلها وبعد أن أوقدت المصباح الكهربائي، أحست بفضاء شاسع يجتاح اركان الشقة، ارتدتها الوحدة كثوبٍ شتوي سميكٍّ، وأحكمت الأزرار قفلها، اشتدّت كلفاف ضَيّقَ الخناق على رقبتها !!
النساء مهما أختلفن فهن يجدن في الثرثرة راحة وبالمقابل يجدن الإنصات حب، كانت تحتاج إلى أي شخص تثرثر له عما جرى هناك، عن تلك الأرملة الثرية وعن صاحبة الفستان الأسود وعن ربطة عنق العجوز الأشعث وحتى عن نوع النبيذ أو أصناف العشاء...
مشت عارية في أرجاء المنزل من كل الأقنعة التي أثقلتها طوال النهار، بأطرافها الباردة تأملت وجهها وجسدها حتى اصابع قدميها:
- أ أنا أكثر مما يستحقه أي رجل؟!
جلست قبالت الشرفة بسيكار وكوب قهوة مرة تحتسيها على مهل؛ وكأنها تلثم شفتي معشوق... وعلى رخاء اللحظة بدأت موسيقى Alone In The Dark لتعلن عن استمرار مشهد الوحدة.
#تسنيم_مولود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟