وديع العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 5338 - 2016 / 11 / 9 - 15:30
المحور:
الادب والفن
وديع العبيدي
لوسيف..
قبل أن يطأ اليابسة
عاش البستاني في الماء
يزرع البردي والقصب
ويلعب بالمزمار.
قبل الكوخ كانت الجبيشة/(الكبيسة)
وقبل العربة كانت الشختورة
قبل الموسيقى كانت ألحان الريح
وفراشات مضيئة تبدد وحشة العتمة.
عندما نشف الماء، بني البستاني
كوخه من القصب والبردي
ورفعت الساقية الماء تروي الأرض
ما بين التربة والماء، دفن حبة ميتة.
حين استيقظ البستاني
وجد بجانبه امرأة/(من رئة)
وحين نمت الشجرة
كانت الأفعى تلتف حولها.
بينما البستاني يبحث عن مجرفة
تبادلت الأفعى والمرأة لغة الاشارة
تناسخت الأفعى والمرأة جسد الوقت
وبمجرفته فصل البستاني رأسا عن جسده.
عاد البستاني لنفسه، فرأى
المرأة صارت أثنتين
المرأة وظلها عن يمينه وشماله؟
أم هي الأفعى عن يمينه وشماله؟.
من يومه والبستاني يجلس حزينا
لا يميز بين البذرة والعتمة
ويختلط عليه الليل بالعماء
والمرأة بالأرض.
لندن في الأول من نوفمبر 2016
#وديع_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟