رائد عمر
الحوار المتمدن-العدد: 5337 - 2016 / 11 / 8 - 23:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بغضِّ النظرِ عن أنّ الأنتصار العسكري في المعركة هو لأجل تحقيقِ هدفٍ سياسي وكسر ارادة العدو وتكبيده ما أمكن من الخسائر في الأرواح والمعدات , وارغامه على تقديمِ تنازلاتٍ سياسية وعسكرية , لكنّ النصر في معركةٍ لا يضمن الأنتصار في سواها ايضا ! إذ لايمكن التنبّؤ بما يحمله المستقبل من احداث قد تجرّ القوات المسلحة الى معارك او حربٍ اخرى مع ذات العدو اوغيره من الدول الأخرى , وهذا ما يتطلّب دراسة مجريات المعركة وتحليل احداثها والتنبّه للأخطاء الواقعة ولنقاط الضعف والثغرات المفترضة , ودونما سردٍ في التفاصيل النظرية المعروفة اصلاً في الأكاديميات العسكرية ولدى قادة الجيوش وهيئات الركن , فبقدر تعلّق الأمر بمعركة الموصل وبالقوات العراقية المشاركة بالمعركة , فيتوجّب على وزارة الدفاع أن تخصص عدداً محدوداً من الضباط المحترفين او القدامى " في كلّ وحدةٍ عسكريةٍ قتالية " وتكون مهمتهم توثيق مجريات المعركة بشكلٍ منهجي وموضوعي , وخصوصاً دراسة سبل واساليب الدواعش في المعركة الدفاعية , والإطلاع على التكتيك المستخدم في زرع العبوات الناسفة وتوزيعها , بالإضافة الى طرق حفر الأنفاق وطولها وعمقها وما الى ذلك , لا سيما أنّ مقاتلي داعش يستخدمون اسلوب العجلات المفخخة المتحركة , وهذا ما لم يحصل في الحروب السابقة , حيث يمكن تطوير وتوظيف ذلك بتسيير مركباتٍ مفخخة بدون انتحاريين او انغماسيين " كما الطائرات من دون طيار " , ومن المؤكد أن الأمريكان يسجلون كلّ صغيرةٍ وكبيرةٍ في المعركة , بينما يمكن للقوات العراقية الأستفادة من ذلك بنطاقٍ اوسع من خلال تواجدها المكثف على ارض المعركة .
إنّ اخذ العِبر ودراسة الأخطاء وتحليل المواقف هي من اهم الدروس المستفادة في المعارك بغية تحصين القوات المسلحة والأستفادة من ذلك في مجالات التعبئة والمناورة ومتطلبات العمليات القتالية الأخرى .
#رائد_عمر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟