زوّجتُكَ وأنكحتُك ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

الحوار المتمدن-العدد: 5336 - 2016 / 11 / 7 - 17:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

زوّجتُكَ وأنكحتُك ..
كنتُ وما زلتُ أعتقد، بأن كلمة أنكحتك الواردة في النص الذي يُردده ولي أمر العروس ، وراء المأذون الشرعي، أثناء عقد القران، ليست ضرورية . فمن المفروغ بأن تحصيل حاصل عقد القران ، هو، الممارسة الجنسية بين الشريكين . لذا فبعض المأذونين الشرعيين يُسقطونها من التلقين الذي يطالبون طرفي المعادلة (العريس وولي أمر العروس) بترداده ..
وأذكر ذات مرة بأنني شاركتُ في حفل عقد قران لقريب لي ، ولم يذكر المأذون الشرعي ، كلمة "أنكحتك" في النص ، فتوجهت إليه بعد عقد القران ،مازحاً، وقلت له : نحن لا نوافق على اسقاطك هذه الكلمة !! لأن ولي الأمر لم يعلن موافقته علنا وعلى رؤوس الأشهاد ..!! فقهقهه المأذون حتى كاد يقع عن درجات البيت.. وبالمُقابل فالعقلية الأعرابية ، لا تقبل الموافقة بسهولة على أن تكون إحدى الفتيات ،شريكة في ممارسة جنسية، حتى لو كانت شرعية ... بحيث وصل الأمر بزوجة أحدهم ، وهي والدة لفتاة تزوجت، بأنها لم تتجرأ على إخبار زوجها، والد الفتاة، بأن الإبنة حامل ..!! خوفا من غضبه وردة فعله ..على هذا الخبر المُشين والذي يعني بأن ابنته قد مارست الجنس مع أحد، حتى لو كان هذا الأحد هو زوجها شرعا.
ومجلس عقد القران يحضره الرجال فقط .. ولكن في عقد القران الأخير والذي شاركتُ فيه ، جلست النساء في نفس المكان مع الرجال .. ومنهن فتيات عزباوات ، يستمعن ولأول مرة في حياتهن لنص عقد القران الشرعي ، وبصيغته القديمة غير المعدلة ..!!
تفاجأت هاته الفتيات من هذه الصيغة ، ورأين بأنها خادشة !! فشرحتُ لهن بأن بعض المأذونين قد أسقطوا الكلمة الخادشة من صيغة عقد القران ..
وأنا شخصياً لا أذكر عقد قراني الشخصي ، وهل ردد ولي أمر زوجتي الصيغة القديمة أم الصيغة المعدلة ، ومع هذا أنجبتُ من زوجتي وأنجبت مني "خمسة" في عين الحسود ..
لكن ، لا إعتراض لدي على كلمة "انكحتك" التي يقولها ولي الأمر ، فهي ضرورية جدا ، خاصة لأولئك الذين لا يستطيعون مجرد التفكير بأن للأنثى رغبة وغريزة جنسية كالذكر .. وبأن أعضاء الأنثى الجنسية هي الشرف كل الشرف للعائلة والقبيلة ..فهم وبتردادهم لهذه الكلمة "يتنازلون" عن هذا الشرف الزائف .

#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات