أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال محمد تقي - نهض نوبل منتصرا للمقهورين














المزيد.....

نهض نوبل منتصرا للمقهورين


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 1415 - 2005 / 12 / 30 - 08:58
المحور: الادب والفن
    


ارادها برائة لذمته من الاستخدام البربري لاختراعه ذا القدرة على الاستعمال المزدوج لانفلاقاته ( الديناميتية ) ، حضارة ومدنية تعني سلام وعدل ورفاه ، وحشية وبربرية تعني
قتل واستغلال وتدمير ، ايهما كان دافع نوبل لاختراعه ؟ ان جائزته الشهيرة تشي بانحيازه ودون تردد للدافع الاول دافع الانتصار لارادة الانسان في اعمار الارض والتمتع بخيراتها لقد اراد بجائزته السنوية هذه ليقول ويذكر ان خدمة الانسانية في مختلف المجالات كان هدفه رغم الاستخدام المعاكس الذي ينتشر ويتكاثر ويتطور لكنه شذوذ سائد ولا بد من ايقافه .
وكلما منحت جائزته لمبدعين انسانيين يعبرون عن هذا الاشكال وخاصة في مجال الادب فانه قد تحقق الهدف المنشود من تخصيص ووظيفة هذه الجائزة برمتها ، وهذه المعادلة لم يكن تحقيقها موفقا على الدوام فالاهواء والانواء قد تلقي بالسفن بعيدا عن موانئها .
هارولد بينتر مستاء من شذوذ الضمائر :
كان منحه جائزة نوبل للاداب 2005 ظربة معلم حققت الاكاديمية السويدية من خلالها توازن
في معادلة الجائزة شكلا ومضمونا ، انه السوي الذي اصبح نشازا في عالم يسوده النشاز ، عالم يراد له ان يكون معلبا كالحاسوب ، ومفاتيحه نسخة واحدة تملكها الهة القوة الخارقة الجديدة ، بشر معدلون ، بشر مسيرون ، بشر بخرائط جينية نقية من كل الشوائب والامراض والاعراض الانسانية ، بشر سيجعلون الاخرين عبيدا لهم ، ليس للصراع الاجتماعي والطبقي مكانا بينهم انه صراع وتمايز بيولوجي جيني من جنس جني غير مألوف ، هذا المستوى من التهكم الواقعي المعجون بمستقبل غامض وغير انساني يشبه خطابه وعالمه الادبي انه المضحك المبكي والقاسي والساخر بسوداويه مبعثها الهمجيه السائدة والطغيان الطافح مبعثها التعمية المعولمة مبعثها التشائم فأي تفائل منافق هذا يطل على عامنا القادم والناس تصرخ : الايدز ينخر اطفالا بالملايين والفقر والجوع يذل اطفالا بالملايين والقتل والتشريد يقتل اطفالا بالملايين فاي قساوة هذه واي مدنية هذه خاليه من الرحمة والعدل انها اكثر عصور البشرية قتلا واكثرها تدميرا ان مصيبة عصرنا انه يدرك ويعي ما يجري ولا يحرك ساكنا .
اعلم انه مستاء اعلم انه انسان لم تتخثر بعد حواسه الروحية لم تفسد احلامه خداع الصور الرقمية وابعادها المغرية للدهشة ، يندهش كل لحضة من الفكر المقلوب ، يندهش للسؤال الذي لم يسأله احدهم ، يريد الخروج من الاجواء الحامضة التي فاضت بها الارض ، التيار امعات ومصالح وصمت مدفوع وحقيقة تدفن راسها في الارض اما لهول الكارثة او انها خائفة على نفسها من الضياع .

المثقف القدوة :
لا توجد وصفة جاهزة اسمها كيف تكون مثقف قدوة كما لا توجد وصفة لعلاقة المثقف بالسياسي او العكس كما لا توجد وصفة للمثقف ذاته الشئ الوحيد الذي نصف ونصنف به هذا عن ذاك هو الابداع وحتى الابداع ذاته لا توجد وصفات وموديلات لتمييزه سوى شكله ومضمونه الانساني ودرجة تمثله وابعاده لتصوير وتحوير وخلق شكل انساني يخرج للتجاوز حتى يلاقي متلقيه المبدعين بدورهم في امتاع حواسهم برؤى نقدية للنص او الفلم او المسرحية او القصيدة او المقال ، اذن المبدع بحس انساني راقي منفعل ومتفاعل هو شئ مهم وجوهري في المثقف وفي المثقف القدوة ، وعندما يتوحد المثقف بالسياسي المسلكي ( الموظف ) حزبي او حكومي ينتج عنه ماينتج من مخلوق مشوه وازدواجي ويحجم هذا من فضاء ابداعه الحقيقي ، اما اذا توحد المثقف بالسياسي الحر المنحاز لانسانيته وكل تداعياتها ودون قيود او مداراة او تحزب فذلك ذروة في الاتساق والانطلاق نحو فضاءات ارحب وارحب ، ان السياسي حي مطلق والمثقف حي مطلق في تجربة هارولد بينتر بل انه لا وجوه متعدده هنا هووجه واحد مثقف خلاق يحتوي الحياة بكل شجونها والسياسة واحدة من هذه الشجون انه ببصيرة ناقدة وثاقبة يدفعها لان تكون ما يريدها ان تكون ، لم يمت المثقف عنده ما دام حسه الانساني حي يرزق .
لقد كتب نصه المسرحي (الحرب) 2003 ليعلن فيه لا انسانية حرب الثنائي غير المريح وغير المرح اصحاب حرف الباء بوش وبلير الذين تخجل الحروف من وصف بشاعتهما.
وادهشني مشهد مسرحي بعنوان (مؤتمر صحفي) كنت قد استمعت اليه من الاذاعة السويدية
وهو من نصوصه ، عندما جسد عمق برودة وزيف المدافعين عن الحرب باسلوب بسيط يعكس لااخلاقية القائمين عليها انه يحمل المعاني معاني قد تكون مشاكسة ومشاغبة لاصحاب القرار ولكنها سهلة ممتنعة وتقود الى حرية الوضوح لكل انسان له قدرة على التمييز ، عندها تذكرت قولة اولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية زمن كلنتون عندما سالها احد الصحفيين عن ضحايا الحصار المفروض على العراق وبالنص( قال لها هل موت مئات الالاف من الاطفال العراقيين هو ثمن يستحق على العراق دفعه قالت نعم يستحق) هذه الامرأة المجردة من اي احساس انساني لا تستحق سوى ان لا نصنفها من البشر الذين قد تأنسنوا انها روح شيطانية شريرة بثوب انسان .

اتمنى على نوبل ان ينهض كل عام لينقذ جائزته من دائرة الشذوذ السائدة .



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكاء خليل وغباء الحكيم
- بغداد اغنية تتقطر بها كل انغام البلاد
- الاعور
- الانتخابات العامة في العراق مذبحة سياسية بأمتياز
- سورية والعشاء الامريكي الاخير
- حركة التحرر الوطني العربية بين النهوض والسبات
- سمات العصر الراهن والاهداف الجديدة لقوى التغيير العالمي
- هل العراق بحاجة الى مواكب عزاء ام اعادة بناء
- ثنائية الاعصار
- هوامش في فنون الجدل والدجل
- الانظمة العربية بين التطبيع مع شعوبها واسرائيل
- ثلاثية -للمنتظر-
- كاترينا وين طمبورة وين ؟
- على الذهب الاسود تدور الدوائر
- يسار ولكن
- الحماسة في الاهزوجة
- مثقفون وسياسيون للبيع
- من يغذي الارهاب في العالم


المزيد.....




- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال محمد تقي - نهض نوبل منتصرا للمقهورين