موسى راكان موسى
الحوار المتمدن-العدد: 5320 - 2016 / 10 / 21 - 16:53
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لكلمة (الإصلاح) معاني و دلالات تختلف بإختلاف موقعها الذي فيه تستعمل ــ في الخطاب السياسي يمكن إيجاز عدة مُختلفات في إتجاهين متباينين بالنسبة للقائم ، هما (الإتجاه المحافظ) و (الإتجاه الراديكالي) .
# فمعاني و دلالات كلمة (الإصلاح) لدى (الإتجاه المحافظ) يمكن إيجازها في التالي :
* التطهير ؛ إذ يتم الإعتراف بخلل ما ، لكن ليس كصفة أو كجزء من القائم ، إنما كغريب و طارئ ــ و لا يقول بذلك إلا المستند بمقولات الأصلانية و الطهرانية ؛ أي الزعم بالأصالة الجوهرية و النقاء الأول .
* التعزيز ؛ فالقائم لا يكون و لا يقوم إلا بأجهزة و مؤسسات و تحالفات ، فوجوده لا يتفاوت لكن حضوره يتفاوت ، لذا فحضوره بـ(الإصلاح) يتكثف ــ إذ لا جدال أن القائم مُسيطر من واقع وجوده ، لكن الجدال في درجة السيطرة .
* التمرحل ؛ فللقائم تمرحلات محددة بطبيعته [ طبيعة نمطه الإجتماعي العام ] ــ فالتغييرات أيا تكن هي ، و أيا تكن أسبابها ، هي تغييرات لا تطال جوهر القائم [ أي كنمط إجتماعي عام ] ؛ و يقع البعض في تسمية مثل هذه التغييرات بالثورة ، و هو في ذلك متوهم .
# في المقابل ، فمعاني و دلالات كلمة (الإصلاح) لدى (الإتجاه الراديكالي) يمكن إيجازها في التالي :
* الزعزعة ؛ فتكون من جهة في نجاح إستهداف الهيمنة الإيديولوجية للقائم المُسيطر [ كإشاعة البحث العلمي الحر ، و إشاعة أساليب النقد كافة دون تحفظات ] ، و من جهة أخرى تكون في أنواع و أشكال الرفض العملية لأجهزة و مؤسسات و تحالفات القائم ، السلمية منها و العنفية .
* التوتر ؛ و يكون في إضطراب تحالف القطب المُسيطر في القائم ، و في وهن السيطرة [ الحضور ] .
* الهدم الذاتي ؛ و يكون في التحوّل الجذري عن جوهر القائم [ أي تغيير النمط الإجتماعي العام ] ــ و هو في هذا يكون التطوّر ــ و تصح تسميته ثورة ؛ و قد يتم ذلك دون فوضى و عنف [ أي ما أمسى صورة نمطية عن الثورة ] .
#موسى_راكان_موسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟