أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - عام جديد .. رسالة حب وحبة كرز ودمعة قطة














المزيد.....

عام جديد .. رسالة حب وحبة كرز ودمعة قطة


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1415 - 2005 / 12 / 30 - 10:52
المحور: الادب والفن
    


1ــ
لكي أتخيل حبيبتي وهي تشعل شمعة عامها الجديد ، علي أن أُكذب
فأنا في بيئة ..لا تعرف النساء فيها لذة الشموع بقدر معرفتهن إلى لذة تقشير الباقلاء ..وبين اللذتين .. ملكة جمال ايطاليا تفتح إزرار قميصها الأول لجنود بلدها المحتفلين قرب زقورة أور حيث رمتهم هناك قرعة الاحتلال ، وأزرار بعد أزرار ، تقرع أجراس الفاتيكان ، وأنا يقرع في رأسي شحة النفط الأبيض ..
لو رأيتم مريم طفلتي ذات السنين الثلاث كيف ترتجف
لحملتم الفؤؤس وحطبتم شجرة الميلاد نارا كي لا تموت مثلما بائعة الكبريت في قصة ديستوفسكي ..
احتفلوا بيسوع ..وهنا نحتفل برتابة أن يتحول سكر شاي المقهى إلى ملح
ورغم هذا حين أعود إلى البيت سأستمع إلى أغنية شيرين ..كل عام وأنت حبيبي ..

2ــ
أنا مشتاق ، وأتمنى في هذا اليوم الذي يلبس فيه سانت كروز ثوبه الأحمر ، أن اخرج من هذا القمقم ( البيت ــ الدائرة ــ المقهى ) ..
أتمنى مثل ذكور ( روما ، باريس ، بيروت ، مدريد ، كوبنهاجن ...لندن ...)
مدن تحتفي بضحكة المسيح ، ويرقصون التانغو والفلامنكو تحت أجفان السيدة العذراء ...
لكن ليس كلما يتمنى المرء يدركه ..
سأذهب إلى قناة فضائية تقول لي نسبة لمعان أحمر الشفاه في فم شارون ستون ، وماذا ستتعشى الليلة مذيعات روتانا ، وفي أي هوتيل سيسهر كوفي عنان ، وكم ديكا روميا سيذبح بيل غيتس ثوابا ليسوع المعلق بمسامير الخيانة .. وبعدها سيأتيني النوم كأي صفرٍ منسي في مسائل الوجود
ولو كان سارتر حياً الآن لهجوته بفقري ..ولاعطيت برجيت باردو عشب جلجامش لتبقى سعيدة ..ثم أعود إلى نومي الرتيب
واستيقظ صباحا لأسمع المطر ينهمر ، ويتساقط من سقف الغرفة ..
عندها سأهجم على قطتنا واعتبرها نحسا فنحن في مدن الجنوب ، المطر بالنسبة لنا مشكلة ، والقط لا يسرق سوى اللحم الذي نوفره في أول الراتب..
وبين المطر وشيخوخة باردو وعشاء مذيعات روتانا والقطة ..أكون أنا الذي لا يهمني إن رقصت باريس حتى الصباح أو لم ترقص ، فالمقهى تنتظرني والكلمات المتقاطعة ..

3 ــ
الكرز لا ينمو في الجنوب السومري
ولكني كلما أراه في فيلم أو صورة أتذكر شفتي أمي ولا ادري لماذا ..؟
اليوم شاهدت في التلفازاطفالا في سان باولو يترامون بحبات الكرز ليلة الميلاد ..
الغريب أني سمعت صوت أمي في أعماقي تنادي الأطفال : أعطوني واحدة فأنا جائعة ....

4 ــ
احتفوا بولادته ..فهو أبوكم ...
أبي .. يبيع القمح .. وهذا مرتبط بمقولة يسوع ( ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ) ...
أبي لم يعرف هذه العبارة بحياته ..لكنه كان يجسدها ..حين نطلب مزيدا من الخبز ..
فيرد ليس كله لكم ..الباقي منه أوفره لأمراضكم ودفاتر المدرسة ودشاديش العيد ..
فننام بنصف جوع ..
ولكن حتى في هذا النصف ..نصنع من القمر امرأة وننام معها بمتعة حتى الصباح ...

5 ــ
العين التي تجمع يسوع بالدموع والشموع..
هي ذات العين التي أرى فيها طفلتي مريم ترتعب من رؤية دبابة تسير بمحاذاة الرصيف ...
أور السومرية / ليلة عيد الميلاد / 2005



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توصيف اللحظة الرومانسية
- الورد الكردي ..يرتدي القمر دمعة ، وطحين كيمياوي
- الكلمة ...الله ... المرأة
- عولمة .... أو لنقل الزمن الأمريكي
- أنا .. وطفولة وداعاً غوليساري
- دمع المطر يغسل أرصفة عينيك بموسيقى نحيب العشب
- شئ من موسيقى الذين ذهبوا
- في عاصفة الثلج ، جسدي يسرق معطف القمر
- موسيقى .. البيت
- جسد من نعناع .. يصنع الشهوة والشعر معا
- عبد اللطيف الراشد... موت الشعر الذي لا يشبهه موت
- أيلين ..وثيران مجنحة طارت في فضاء العيون
- قصص قصيرة جدا- اغتيالات ....
- سيمفونية الرفوف .. لا تشبه سيمفونية الدفوف
- هايكو ..اللحظة الشعرية
- العراق القلب ...العراق الوردة
- شجرة الأرز والمنزل الأسباني
- هايكو يصنع من القمر وسادة ويتكأ عليها
- وصف لشامة على خد شكسبير
- هاجس المرأة منذ حواء وحتى كاترين زيتا جونز


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - عام جديد .. رسالة حب وحبة كرز ودمعة قطة