أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - لوقا وأحمد .. خانة الوطن لا الديانة














المزيد.....

لوقا وأحمد .. خانة الوطن لا الديانة


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 5319 - 2016 / 10 / 20 - 04:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جنديان. الأول هو لوقا شكري المسيحي والثاني أحمد يسري المسلم، أصيبا وهما يواجهان معا الهجوم الإرهابي على كمين زغدان بشمال سيناء. الاسمان لوقا شكري وأحمد يسري يردان في كشوف المصابين المعلنة من الجيش. أصيب لوقا بطلقة في يده اليمنى وأحمد اخترقت بدنه الشظايا. وعندما سال الدم هنا وسال هناك لم يطلب أحد من الدماء النازفة التوقيع في خانة الديانة. لقد وقع الاثنان معا في خانة الوطن. عاد لوقا إلي المنيا ورجع أحمد إلي البحيرة، لكنهما سوف يلتقيان ثانية ويحملان السلاح معا ويقفان تحت الشمس اللاهبة كتفا بكتف،ويتقاسمان الخبز وجرعة الماء من جديد. من هذه الضفيرة الوطنية خلق التاريخ المصري بكل انتصاراته، بعبقرية طه حسين جنبا إلي جنب مع سلامة موسى، بلويس عوض ومحمد مندور، بماري منيب وزينات صدقي، بعبد المنعم رياض وباقي زكي يوسف. وقد كافح الشعب المصري طويلا لترسيخ شعار الدين لله والوطن للجميع، ومع ذلك مازال البعض يندهش من القرار الشجاع الذي اتخذه د. جابر نصار رئيس جامعة القاهرة بالغاء خانة الديانة كبيان في كافة الشهادات والمستندات والأوراق التي تصدرها أو تتعامل بها جامعة القاهرة مع طلابها أو العاملين بها أو أعضاء هيئة التدريس أو الهيئة المعاونة أو الغير على أي وجه كان وفي جميع الكليات والمعاهد والمراكز سواء للمرحلة الجامعية الأولى أو الدراسات العليا. وهذا القرار بدهي، ومفهوم، إذ أن ما يعنيني في الطالب ليس ديانته لكن مستوى ذكائه واجتهاده وتحصيله للعلوم، أما ديانة الانسان فشأن لا يسأله عنه سوى مالك الملك السميع البصير، وما يعنيني من كل إنسان هو عمله وأخلاقه لأن الدين المعاملة. أما التمييز الديني فهو سبيل لشق الوطن، وتحويل مصر إلي فرق وشراذم، لأننا إذا فتحنا باب التميز الديني فلن يقتصر على المسيحي والمسلم، بل سيمتد كما نرى أحيانا إلي المسلمين من شيعة وسنة وإلي المسيحيين من كاثوليك وأرثوذكس وغير ذلك. وقد اتخذت نقابة المهندسين خطوة شجاعة مماثلة لخطوة د. جابر نصار حين أعلن المهندس محمد خضر الأمين العام لنقابة المهندسين أن النقابة قررت إلغاء خانة الديانة من كافة تعاملاتها وأوراقها. وننتظر خطوات مماثلة من النقابات والهيئات الأخرى. وقد يقول البعض إن ذلك لن يلغي التمييز، إذ يظل اسم جرجس دليلا على عقيدته، كما أن اسم محمد يشير إلي ديانة صاحبه. نعم. ذلك لن يلغي التمييز لكنه سيكون إعلانا بأننا نرفض التمييز حتى لو كان في طيات ودواخل المجتمع، وسيكون إعلانا بأننا سنقاوم التمييز الذي يضرب بجذوره بعيدا. ومازال البعض يذكر أنه حينما أنشئت الجامعة الأهلية في 1908وهي التي تحولت فيما بعد إلي جامعة القاهرة، دعى جورجي زيدان لالقاء محاضرات فيها عن تاريخ الاسلام نظرا لتعمقه في ذلك، ثم انتبه البعض إلي أن جورجي زيدان مسيحي فأوقف العمل بالدعوة! أما أديبنا العظيم نجيب محفوظ فقد رشحته الجامعة بعد حصوله على شهادته لمنحة في فرنسا لكن اسمه بدا غير واضح الهوية فألغوا المنحة وعلق محفوظ على ذلك " الحمد لله قدموا لي أكبر خدمة"! لهذا أستغرب رد فعل وزير التعليم العالي أشرف الشيحي الذي قال عن قرار جابر نصار : " الكلام ده بيعمل فتنة .. وعيب نتكلم فيه". الفتنة يا معالي الوزير في التمييز وليس في إلغائه. وتبقى مصر تتشبث بوحدة دماء لوقا وأحمد ، ووحدة أماني الاثنين، في خانة الوطنية المصرية، حيث لا يسأل أحد عن هوية الدم الذي جرى أو الجرح الذي نزف.
***
د. أحمد الخميسي. كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تنس أن تتذكر !
- مطر الرصيف قصة قصيرة
- الشباب والأدب والشهرة
- مساعدات أمريكية للارهاب الإسرائيلي
- ماعزة من موسكو إلي كييف
- ذكرى ميلاد العبقري ليف تولستوى
- الختان .. انتهاك كرامة البشر
- رياض أفندي والخواجة - بيلا - .. الصورة الأكبر !
- عزيزي جلال الرومي .. كلمني على الماسنجر !
- فرحة صغيرة
- ناجي العلي .. انتظار الوطن
- البحث عن بلادنا
- اسطنبول والموت حسب الأصول !
- الكتابة إلي المستقبل
- الإعلان الأساسي .. يا للي عطشان وناسي !
- لن أكتب هذا المقال !
- جو كوكس .. اقتلاع الزهرة
- كله جايز .. في ثقافة الجوايز !
- عن العلم والأدب مجددا
- جراحة - قصة قصيرة


المزيد.....




- شاهد رد فعل طالبة أثناء بث رسالة تحذير من جامعة فلوريدا يُشي ...
- الإليزيه يصف محادثات باريس حول أوكرانيا بـ-التبادل الممتاز- ...
- الكويت.. قرار بسحب الجنسية من 962 شخصا والداخلية تعلن عدة أس ...
- قتيل وجرحى بانقلاب حافلة مدرسية في ساوث كارولينا الأمريكية
- عامل غير تقليدي يرتبط بزيادة خطر السكتة الدماغية المبكرة
- مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة على أوتوستراد صيدا صور جنوب لبن ...
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تسحب مئات الجنود وتغلق 3 من قو ...
- البيت الأبيض يعيد تشكيل مجلس الأمن القومي وفق رؤية ترامب لـ- ...
- استطلاع: نصف الأمريكيين لا يريدون رؤية هاريس بمنصب حاكم ولاي ...
- حاكم فلوريدا يواجه انتقادات بعد تطبيق قانون الهجرة على مواطن ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - لوقا وأحمد .. خانة الوطن لا الديانة