الليبرالية الجديدة - عرض موجز

هاشم العيسمي
كاتب سياسي
(Hashem Aysami)

الحوار المتمدن-العدد: 5318 - 2016 / 10 / 19 - 03:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أولاً : نشأتها
استخدمت كلمة الليبرالية الجديدة لأول مرة عام 1939 في اجتماع في جنيف ضم قياديّ الاقتصاد الليبرالي الناطقين باللغة الألمانية , منهم فيليم روبك , الكسندر روستو و فريدريك فون هايك , و كانوا يهدفون إلى تقوية الدولة و حماية السوق من تشويه المضاربات و الاحتكارات و من أجل تجنب تكرار الفوضى الاقتصادية التي حدثت في العشرينيات (1)
و نشأت الليبرالية الجديدة كنظرية مع نهاية الثمانينيات و استمر تطورها مع بداية التسعينيات .

ثانياً : منظريها
دعا للنظرية الليبرالية العديد من المنظرين و الكتّاب و أشهرهم :
• ديفيد ميتيراني
• كارل دوتش
• أندرو مورافكسيك
• كيوهان
• واي
ثالثاً : أدبياتها
قامت الليبرالية الجديدة على مجموعة من الأفكار التي أكدت النظرية الليبرالية التقليدية من قبلها و أضافت إليها بعض الأفكار على سبيل تطويرها و تحديثها و من هذه الأفكار :
• يرى الليبراليون أن الفوضى تحدد سلوك الدول لكن ليس بشكل كبير .
• يرون أيضاً أ، التعاون الدولي يمكن أن يتحقق عن طريق التعاون الثقافي و الاقتصادي و حوار الأديان .
• يؤكد الليبراليون أن التعاون الدولي قادر على لجم الفوضى و الحد منها بشكل كبير , كما أنه له فوائد كبيرة لجميع الأطراف بغض النظر عن النسب الرقمية .
• يركز الليبراليون على نمط الإدراك لأنهم يرون أن النوايا هي المؤشر الذي يؤدي لنتائج تتماشى مع النظام الدولي , و إن نمط الإدراك لهذه النوايا سهل حينما يحصل تفاعل إيجابي بين الأطراف الدولية .
• يرى الليبراليون الجدد بأن المؤسسات الدولية لها دور إيجابي بالتعاون و خاصة المواضيع المتعلقة بضبط الأمن و تحقيق المصالح المتنوعة .(2)
• يركز الليبراليون على الطريقة التي يمكن للمؤسسات أن تؤثر فيها على سلوك الدول عن طريق نشر القيم , مثل التركيز على الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة أو منظمة التجارة العالمية في تشكيل السياسة الخارجية للدول .
• طوّر أندرو مورافيسيك نظرية ليبرالية أكثر عمومية للعلاقات الدولية مرتكزاً على ثلاث افتراضات رئيسية :

أولاً: الأفراد و المجموعات الخاصة , و ليس الدول هي العوامل الفاعلة في سياسة العالم .
ثانياً: تمثل الدول قسماً مهيمناً من المجتمع المحلي و تخدم مصالحه
ثالثاً: يتحدد سلوك الدول بتشكيل هذه المجموعات على المستوى العالمي .(3)
• تجاوزت الليبرالية الجديدة الإطار الضيق للسيادة الوطنية لتصل إلى وضع لبنات للتعاون الدولي على غرار دعم المنظمات و المؤسسات الإقليمية و الدولية .
• ترى الليبرالية أن ظهور هذه المؤسسات هو تلبية حقيقية لرغبات وظيفية للرأي العام و التكنوقراط على وجه الخصوص و الذين يحبذون السير في اتجاه المسار العبر وطني , و يرجع الفضل في ذلك إلى ازدهار وسائل التواصل الاجتماعي و سهولة تبادل المعلومات .
• ترى الليبرالية أهمية دور التواصل و الإعلام بين الجماعات و الأفراد و سجّل كل من "كيوهان" و "واي" أن العلاقة الدولية يجب أن تتجاوز إطار العلاقات الدولية لتدخل غمار العلاقات العبر وطنية .(4)
رابعاً : سلبياتها و النقد الذي تعرضت له :
تعرضت الليبرالية الجديدة للنقد من قبل العديد من التيارات و أشدها كان من الواقعية الجديد التي نقدت الليبرالية من النواحي التالية :
• يرى الواقعيون الجدد أن الفوضى تحدد سلوك الدول في كثير من الحالات .
• يرى الواقعيون الجدد أنه ليس من اليسير تحقيق التعاون الدولي و المحافظة عليه لأنه يحتاج إلى قوة الدولة , و لا يرون أن التعاون الدولي يؤدي بالضرورة إلى لجم الفوضى أو الحد منها .
• يقول الواقعيون أنه ليس مهماً بمكان نوايا الدول , بل تفاعلاتها و إمكانياتها و تأثيرها على الدول الأخرى .
• يقول الواقعيون بأن المؤسسات الدولية ليست قادرة على تخفيف الآثار السلبية للفوضى . (5)

خامساً : المراجع و المصادر
1. إبراهيم , مكارم , "الفردية في مجتمعاتنا ... الليبرالية الحديثة" , الشبكة العربية العالمية , 7 آب 2011 , http://www.globalarabnetwork.com
2. المقداد , محمد , " محاضرات في نظرية العلاقات الدولية –النظرية الليبرالية" , جامعة آل البيت , المفرق , الأردن , 2014.
3. السبع , عبادة , "نظريات السياسة الدولية – النظرية الليبرالية و نظرية النظام " , بدون تاريخ , http://www.syr-res.com
4. العروسي , محمد عصام , "النظريات في العلاقات الدولية" , الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان-راصد ,25 يوليو 2015 , http://www.pal-mpnitor.org
5. المقداد , محمد , " محاضرات في نظرية العلاقات الدولية –النظرية الليبرالية" , جامعة آل البيت , المفرق , الأردن , 2014.

#هاشم_العيسمي (هاشتاغ)       Hashem_Aysami#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات