أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - كتب الناقد الفني السوري. عبد القادر الخليل. من اسبانيا عن ديوان الشاعر العراقي كريم عبدالله ( الشوارع تحيض تمسح احذية العزو )















المزيد.....

كتب الناقد الفني السوري. عبد القادر الخليل. من اسبانيا عن ديوان الشاعر العراقي كريم عبدالله ( الشوارع تحيض تمسح احذية العزو )


كريم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 5317 - 2016 / 10 / 18 - 23:13
المحور: الادب والفن
    


شاعر المأساة الوطنية, شاعر المأساة الانسانية, شاعر النقد الاجتماعي, شاعر الامل الغائب.
الشعر العربي منذ التاريخ سار على منهج الشعر العامودي, لكن لم يقف معارضا للحضارة والحداثة الثقافية والاساليب الجديديدة , ومنذ ظهور التغيرات العالمية في مفهومية الحداثة, ايضا الشعر عانق الحداثة وظهر الشعر الحر .
الشعر العامودي هو الذي يلتزم في الوزن والقافية والالفاظ والمعاني, لكن الشعر الحر هو الطبيب الاجتماعي وطبيب الارواح المعذبة, والذي يعاني الحيران في الظلمات, والمعذب في ظلم المسؤولين ومن ظلم الجاهلين. يحافظ على مغزى هذه الميزات ويعبر عن روح هذا العصر وقضاياه المختلفة بين الآلام والامال, و فتح ابواب واسعة امام الحرية وعدم التقيد في وحدة الوزن والقافية وتحرر منها. من طلائع هذا الاسلوب كان الشاعر الفلسطيني محمود درويش. لأن الشاعر المعاصر هو شاعر ملتزم بقضايا هذا المجتمع, من حزن وشكوى وانين السحب السوداء التي تحلق فوق هذه الامة وتنعي في الموت.
منذ التاريخ ظهر الشعر اداة لتلبية حواس خاصة ظهرت في نفوس الشعراء, لكن كان اكثرهم يميل نحو احاسيس فردية من مدح وذل, من حب وفشل, بينما نرى انه في القرون الاخيرة حدث تغيير كبير في مفهومية الشعر. وفي النصف الاول من القرن الماضي كان للشعر دور كبير في عمليات الاستقلال وتهييج الشعوب في مطالبة حقوقها, كما كان فيه جزء كبير من الحنين وحب الوطن. فلا يمكننا ان ننسى دور شعراء المهجر امام قضايا هامة,, فوزي معلوف . ايليا ابو ماضي . مخائيل نعيمة. . جبران خليل جبران, الياس فرحات, وأخرين عاشوا في ارض الوطن. شعراء نادوا في الحرية الدينية, عالجوا النزعة الانسانية, بعثوا في النفوس التأمل, زرعوا الحنين الى الوطن, ونادوا في التمرد من القيود القديمة, اليست هذه اشياء نرى لها بحرأ في شعر الشاعر كريم عبدالله؟
الشاعر كريم عبدالله فاقت ابياته طوايا شعر المهجر, شعراء المهجر كانت تفصلهم المسافات عن اوطانهم, ولا شك ان الانسان في غربته تسيتقظ داخله حواس البعد والشوق والحنين, بينما ارى ان الفنان الشاعر كريم عبدالله غريب في بلده وأراه يشعر في حب الوطن ويحن اليه في حين انه في احضان الوطن. ان هذا ياتي من عبقرية التأليف, وعبقرية الرمزية.
لماذا يشعر الشاعر كريم بأنه غريب؟ هل هو غريب الدار؟ ام ان تغيير المجمتع السريع دعاه يظن انه في الغربة؟ وممكن ان يكون حنينه الى القيم الثمينة التي تعوُد عليها, وسمع احاديث اجداده وقرأ عنها في الكتب, لم يبقى منها شيآ. في قراءة ديوان الشاعر نراه في مواقف عديدة يستخدم الاستعارة كي يُعطي العاطفة متعة خاصة, لكن في كل مقطع وبين طرف وأخر نراه يقف وكأنه ابعد مني عن الوطن هذا وبيني وبين وطني خمسة ألاف كم.. غريب الدار لايرضى سواها, ولا يقصد في غربة البناء والحجارة, بل يقصد بأن النفوس تغيرت, وسمح البعض منها في استغلال شعبه. اليس في هذا امور لتوعية الناس من جهة؟ اليس في هذا اشارة الى ان المثقف الحقيقي في بلادنا انه اصبح غريب بين قومه, يعني الشاعر الى مثقفين حب الوطن وحب الانسانية والوعي الفكري. الذين ينظرون الى القلوب المجروحة, الاجنحة المكسورة, وماسات الجروح التي لاتطيب.
قال الشاعر عمر بن معد يكرب.
الحرب اول ماتكون فتية. تسعى بذنبيتها لكل جهول
حتى اذا استعرت وشب خرامها عادت عجوزآ ذات خليل
شمطاء جزت رأسها وتنكرت مكروهة للشم والتقبيل.
ابيات انسانية تبغض الحرب ونزوعه للسلام. حالها كحال ابيات الشاعر كريم الذي قال. ( عائدون وفي حقائب الذاكرة المنكوبة خرافات رغاد) ( مستنقعات من الخسارات تطفوا عليها الرصاصات) ( نصب الحرية ينوءُ وقد جرده اللصوص) ( الرصاص حمصً الشرفات يخبز الجراح على حبال اسرارنا) ( نتعاهد سنابل السلام وال ف16 تنثر فوق الرؤوس ازهار الكرادينا)
اجد في هذه الابيات الشعرية انني في متحف تشكيلي رُسمت لوحاته من الاحرف والجمل المتينة, ارى انني اقف امام فنان كبير يرسم مأساته وهموم وطنه على اجنحة الاحرف, كلمات تم غزل خيوطها في قلب كبير يحمل هموم امته ويتعذب لان امته مشغوفة في اشياء اخرى. ( على ضفاف الحلم احلّ ضيفآ) (على عتباتك انحر قصائدي) ( عاصفة اثر اخرى وسجائر بغداد واهنة في مهب الأرتياب ) ( حتى الشناشل غضت ابصارها) ( واشتاقت الجوامع لأجراس النواقيس) ( وحيتان الخليج تستبشر خيرآ) ( بس تعالوا. بس تعالوا. بس تعالوا) ( الشوارع تحيض بـ توابيت . حمراء بيضاء خضراء) ( ينمو في مائدة الروح موال حزين. الدمع وحده لايكفي) لوحات رسمتها الكلمات وتركت للمتلقي ان يضع لها الالوان. مسرحيات كثيرة كتبت في الفاظ الشعر الحديث وسمحت لكل متلقي ان يقوم في عملية التمثيل, جروح عميقة لم تجد دواء لها, ولم تجد نفس الشاعر من يواسيها, لقد اخذ العالم درسا من اخطاء امتنا, وتعلم العالم ان يبتعد عن قتل ابناء شعبه, بينما مجتمعنا لم يعرف انه على خطأ, وانه اصبح خندق لنار ابراهيم, ولم يبقى له الا ان يكون كالعقرب حوله النار, فيُجرم بحق نفسه. والباقين منهم المنصور يعبث في سعادة القوة, والمهزوم يبقى في العبث عن اخذ الثأر واسترداد حقوق اغتصبت.
الشاعر كريم عبدالله في ديوانه هذا درس مواقف عظيمة , مواقف الجهل وفيها نقد اجتماعي وسياسي, ونقد المتمسكين بعادات جاهلية. الى متى تبقى امتنا تعيش في الجاهلية؟ ابياته فيها غذاء الاحساس الانساني, فيها اجزاء من الدراما التي سيطرت على العراق منذ سنين ولم تشرق شمس ساطعة تُيقظ الناس من نومها العميق. ونرى انه يتغلب على الجروح بين حين وحين ويعود في بث الامل في نفوس شعبه كي لايفقد طريقه, دموع الايام لم تُغمض عينه عن المهمُات, وسردت اقدامه في سواقي الخيبة والعذاب. يُحافظ الشاعر على مهمته في توعية الناس ويعرف ان الثقافة تفرض على المثقف ان يكون مثيلا, وان يكون قدوة وان يكون مشعل الاخرين الذين يسيرون خلفه ومشعل اجيال قادمة. ولا ينحاز عن هذه الاهداف مهما تكاثرت الطلقات, وأظلمت اجواء التفجيرات, وإن سيطرت شيخوخة الليالي السوداء فيترك طريق يرشق الاحلام.
نرى الشاعر يستخدم الاستعارة احيانآ, استعارة مفيدة من الكتب الدينية ومن قصص الانبياء, كما يأخذ اشارات اخرى من العادات النبيلة, والجمل الاصيلة . هذا يضاعف عقيدتنا في ثقافة الشاعر وإنها ثقافة واسعة . حروفه تنسج للوقاية اقنعة وفيها تجد النفوس بحور عميقة كي تغوص الحواس الانسانية كما تشاء وتخرج لنا مساطر الابداع. فيها الوان الخيال الحر وفيها رمز الى هموم الذاكرة التي تراكمت على جانب الايام. هي لوحات ناطقة ومبصرة. ولو قيل عن الشعر انه لوحات صامتة.. الناقد ايأ كان عليه ان يكون بناء , لكن لا اجد بقولي هذا انه وسيلة فيها اضافة لجمال بناء ديوان الشاعر الكبير, جمال الشعر في قراته , ايضا علي ان اقول واذكر كلام ناقد كبير في امريكا اللاتينية اوكتافيو باث الذي قال. اكبر اساءة للعمل الفني هي ان يمر الناقد ولا يقول شيئآ. فكيف اقرأ هذا الديوان العظيم ولا اقول عنه شيء. ابيات شعر جميل شعلت امامي اضاءات كثيرة, وايقظت في داخلي حواس كانت نائمة. ان كانت تخشى ملاحظات المتطرفين.رأيت انني لست وحدي في مطالبة السلام. لست وحدي اعيش غربة الايام وغربة الليالي, واثبتت لي ان الفن بجميع اساليبه المعروفة يحمل عبئ الدفاع عن الوطن, كان في الداخل او ان كان بعيدا عن الوطن, من قراءة ديوان الشاعر كريم يخطر لي انها تشرح اكبر لوحات الفن في لغاته المعروفة من تعبيرية الى رمزية, والسيريالية والواقعية والرومنسية. , حواس الشاعر المشتعلة والمتظاهرة امام الظلم من اين اتى, وأمام التعذيب, وامام الجهل والوعي . ليست الحرية هي اغنية للتمتع بها بل هي من حاجات الانسان اليومية. وليست الحيات بمعنى اننا نعيش وهذا فيه كفاية السعادة ؟ بل ان لها متطلبات كثيرة. وهي التي يسعى لها هذا الشعر العظيم. لقد عزف الشاعر على الاوتار المختلفة, وهضم كثيرا من حزنه وجروحه الكبيرة واعطى خلاصات مفيدة تشير الى الامل, ابيات شعر درست الشكل والمضمون, ابيات فيها العلم والقصص الانسانية, ابيات سارت على طرقات التقليد. وابيات فيها مقاطع التمثيل وغناء الوجدانية. فيها الصحة والابتكار والعمق في الموضوعية, كما انها جزء هام من العاطفة والقوة والاسلوب السليم والخيال الرفيع.
اختم قولي بابيات هامة اتمنى ان تكون وسيلة العودة الى الصواب.
أثداءُ اللصوص تدر انهار خمرة لذة للشاربين. نبيذ الحروب الغائمة.
كيف ادخل جنتك وتحت اقدامك تتفتح ابواب الجحيم؟
الى متى ايها الشعب الاصيل؟
من اسبانيا. 18/10/2016 الناقد الفني السوري. عبد القادر الخليل.



#كريم_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هايكو الحروبُ ترافقنا دائماً
- هايكو عراقي
- هايكو المعركة
- بداياتي مع المسرح والسايكودراما
- عساكرٌ تتبضّعُ مِنْ جسدي
- الانا ... وطقوس الشاعر في خلق القصيدة
- ( شكبانٌ )* حزنٍ ( يثغبُ )* دائماً ...
- ياويلي ... وماذا بعد الأحتلال ... ؟!!
- عِمامةُ جدّتي السوداء
- قراءة انطباعية في نصّ كريم عبدالله من ثقب ابرة يهرب الزمن بق ...
- أولادُ ( المِعْدانْ )*
- على الراقم ( 1857 )* جنَّ الحنين راقصاً
- مدنٌ كالحةٌ أحلامها
- صراخٌ أحمرٌ على الصوبين*
- مخاضٌ يبحثُ عنْ أمان ....
- طفولةٌ مهشّمةٌ ممتعضةُ الملامح
- مقدمة لديوان تراتيل في زمن الغربة للشاعر كريم عبدالله بقلم ا ...
- زمّزمكِ المتشامخ يطوفُ حافيَ القدمينِ
- الرسالية الادبية في الشعر التجريدي عند الشاعر كريم عبدالله ب ...
- شمسٌ مشرقةٌ على ذكرياتي الغاربة


المزيد.....




- من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم ...
- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
- ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي ...
- حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - كتب الناقد الفني السوري. عبد القادر الخليل. من اسبانيا عن ديوان الشاعر العراقي كريم عبدالله ( الشوارع تحيض تمسح احذية العزو )