حسن رحيم الخرساني
الحوار المتمدن-العدد: 5314 - 2016 / 10 / 14 - 01:26
المحور:
الادب والفن
بياضُ الحزن
ـــــــــــــــــــــــــ
حسن رحيم الخرساني
لم تكنْ أُغنيتي ليلة ً
رغمَ هذا ...
رأيتُ النجومَ تدخلُ البابَ إليّ
ثم تُصفقُ للكلماتِ
رأيتُ دجلة َ
تدخلُ قبلي إلى القلبْ
وتَمُّ بحروفي.
أنا
مثلُ هذا الهواء
نفتشُ كلانا عن أحلامِهم ـ هؤلاءِ الموتى ـ
الذينَ سقطوا في دموع ِ أمهاتِهم
قواربَ حب ٍ...وعصافير !
لم تكنْ أُغنيتي طريقا
رغمَ هذا
سافرَ بي جسدٌ
كنتُ أُخاصمُه ُ في الحرب
كانَ غريبا ً عني
وأنا أكتبُ عن أحلامِ العاشقات ِ
اللواتي يزرعنَ أنوثتَهنَ على النوافذ ِ
سنابلَ للعاشقينَ !
أنا مثلُ السنابل ِ
لكنّ أبي قالَ لي :
أنتَ رائحة ُ يوسفَ
وأنا بياضُ الحزن ِ في روح ِ يعقوبْ!
قلتُ لهُ :
رأيتُ النخيلَ بعينيك َ تبكي
وشاهدتُ نوحَ ينادي :
أركبْ معنا أيّها الرطب
لا عاصمَ اليومَ من الهذيان
لا عاصمَ اليومَ من طلقة ٍ ترقصُ في رؤوس ِ سومر
ترقصُ وعلى ثوبِها دم ٌ أسودُ
ولحى
وكذلك أصابعُ تتقافزُ من أظافرِها الخنازير!
قلتُ له ُ ..أبي
لا ترحلَ قبلَ أن تحملَني قبلة ً على كعبة ِ وجنتيك َ
رغمَ هذا .. رحل أبي
وأنا في الغربة ِ
في تلكَ المسافة ِ التي يمشي بها
إلى نهاية ٍ
لا يعرفُها إلا الذئبُ
وقميصُ يوسفَ.
ــــــــــــــــــــــــــ
Trelleborg 2016-10-13
#حسن_رحيم_الخرساني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟