أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف علي العمري - مؤسس الجمهورية الثانية














المزيد.....

مؤسس الجمهورية الثانية


عارف علي العمري

الحوار المتمدن-العدد: 5313 - 2016 / 10 / 13 - 15:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن هناك محطة حزن في حياتي تشبه محطة الحزن على حارس العاصمة وبطل الجيش اليمني حميد القشيبي قائد اللواء 314 عندما اغتاله الانقلابيون في مدينة عمران, الا الحزن على البطل السبئي الشجاع حامل لواء الجمهورية الذي صمد في وجه الانقلاب وواجه مشروع الدمار والتخريب بعزيمة لن تلين وهمة تناطح قمم السحاب اللواء الركن / عبدالرب الشدادي قائد المنطقة العسكرية الثالثة.
لم يكن اللواء عبدالرب الشدادي هامة تفرد بها اقليم سبأ في زمن قل فيه الابطال وندر فيه الشجعان فحسب’ بل هو بطل الجمهورية الثانية , ومؤسس الجيش الوطني وقبلة الهاربين من جحيم الانقلاب, كان ركن يأوي اليه كل مضطهد وأسد يجمع في عرينه اسود الشرعية وابطالها من كل محافظات اليمن.
ماذا يمكن أن أقول عن الشهيد وكيف لاحد ان يملأ الفراغ الذي تركه في روحي وفي نفوس كل من عرفوه ، كان رجلا في أمة ، مبادرا لنجدة المظلوم والملهوف لايمكن لمن لجأ إليه في حاجة أن يعود خالي الوفاض ،ولم يعهده احد جبانا او ساعيا وراء منصب او شهرة أو مال ، كان كريما حد الاسراف وشجاعا حد التهور ووفيا لأصدقائه ويحترم كلمته ووعوده وفيا بعهوده، ما دخل في قضية الا حلها ولا في مشكلة الا أوجد لها حلا ، عاش للناس فترك في نفوسهم اثراً بعد رحيله, كان يحلم ان يرى دولة يسودها النظام والقانون فبذل جهده في طرد كابوس الانقلاب عنها’ وتطهيرها من جراثيم السياسة وادران الانقلاب ومخلفات الماضي , فكان لديه خياران لاثالث لهما اما النصر للجمهورية التي ضحى من اجلها اليمنيون في الثورة الام , وسكبت من اجل بقائها دماء الشباب في ساحات الحرية والكرامة في 2011م, فكان خيار النصر او الشهادة فحقق الله له ما اراد , استشهد وهو رافع الرأس مرفوع الهامة يزأر كالأسد وينازل العدو منازلة الابطال , تبحث عنه فتجد مكانه في الصفوف الاولى للمعارك , لأنها بالفعل مواقع الابطال فيها تتخندق الكرامة وتولد الحرية وتعطي صاحبها شهادة الصدق ووسام الشرف , استشهد في المكان الذي يليق به ان يستشهد فيه , ورحل عن الدنيا ولم يخون شرفه العسكري او يلوث سمعته بالتواطؤ مع الانقلاب.
لم يجرؤ خصوم الشدادي على منازلته في الميدان , ولم تكن لهم من الشجاعة مايمكنهم لان يحضروا يوماً واحداً في معركة من المعارك , لقد غادروا مواقع الشرف عندما عرفوا انهم ليسوا اهلاً لها , ولا رواد في مدرستها , فاختبؤ في الكهوف وتواروا خلف انابيب الصرف الصحي وذهب بعضهم ليلتقط الصور مع الفاتنات ويتمايل في المراقص , وفي الوقت الذي كان البطل الشدادي يظهر حاملاً سلاحه في قلب المعركة يقتحم الصفوف ويسابق الموت , يظهر خصومة في صور تذكارية مع الجميلات خارج اسوار البلد.
لقد تمرد الفقيد الشدادي على الانقلاب واوامر قادته , تمرد حين كان التمرد فضيلة, ورفض الاوامر العسكرية حين كانت ممهورة بالذل والخنوع , واجه الانقلاب عندما تعامل بعض قادة الجيش معه كأمر واقع , ونظم الصفوف حين كان كرسي الجمهورية يهتز وكرامة الجيش تهان تحت وطأة الغازين القادمين من الكهوف والخارجين من سراديب الانتقام , وجعل من ثباته وصموده مع أبطال المقاومة الشعبية من مأرب مأوى للمضطهدين وميدان للانطلاق نحو الهدف الاكبر المتمثل في استعادة الجمهورية وعودة الشرعية, وكانت مأرب بحق هي عاصمة اليمنيين حين ضاقت عليهم بعض المدن التي تمترست خلف الانتقام او انجرفت في سيل المناطقية , كانت صحراء مأرب رياض للهاربين من جحيم الانقلاب , وحرارة الشمس الساطعة فيها عطرا يفوح عبقه حرية ونضال.
في وداعه الاخير لا شيء سو الحزن يعم عاصمة اقليم سبأ , في حضرت روحه الطاهرة الدموع تغني عن الكلام, والصمت يسود الموقف , والاف من الرجال تتوق الى وسام الشهادة الذي ظفر به , وفي المقابل تتسابق همم الرجال الى استكمال نضال الشدادي , فمنه تعلموا ابجديات الحرية , ومن مدرسته تخرج الالاف من الابطال , وفي ظلال سيرته العطرة ستستلهم الاجيال القادمة روح الحرية وتردد الالسن اسطوراته التي ستفرد لها المجلدات , وسيكون لاسمه مكان بارز في سفر التاريخ ومجلدات الايام.
فتحية لمأرب الصمود ولرجالها الابطال الذين يجودون بأرواحهم في كل مكان دفاعاً عن الجمهورية التي ناضل من اجلها ابائهم واجدادهم , وسلاماً على مأرب التي فتحت ذراعيها لكل ابناء الوطن , وسلاماً على كل حر ابي يقاوم الظلم والتمرد ويناهض الانقلاب والامامة في كل مكان



#عارف_علي_العمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم الخالد في ذاكرة اليمنيين
- ملوك سبأ
- التناقضات في اليمن
- محمد سالم باسندوه .. عبقرية القيادة ودهاء الادارة
- مدينة الرعب في اليمن
- عبدربه منصور هادي منقذ ام ممزق لليمن ؟؟؟
- المطلوب من اليمنيين اليوم
- التجمع اليمني للاصلاح
- مرحلة السلم والشراكة في اليمن
- في وداع وكيل محافظة البيضاء
- الانقلاب على قيم الثورة في اليمن
- رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوه
- اليمن وضرورات المرحلة الراهنة
- مرتزقة إيران يدمرون اليمن
- اللواء علي محسن الاحمر قائد بوزن دولة ورجل بحجم شعب
- معتقلوا الثورة في اليمن
- مؤشرات على اندلاع الثورة المسلحة في اليمن
- جنون ارتفاع الأسعار المتواصل يزيد قلق المجتمع الدولي بشأن ال ...
- اليمن بين مؤتمر بروكسل في الخارج وساحات التغيير في الداخل
- مرحلة مابعد علي عبدالله صالح.. المخاض العسير


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف علي العمري - مؤسس الجمهورية الثانية