إحسان السماوي
الحوار المتمدن-العدد: 1413 - 2005 / 12 / 28 - 10:48
المحور:
الادب والفن
جَنَّ الليّل على مسالكِ سهراتنا ، حمى التسكع المشوب بالفرح .
جناحهُ يمتطي المنحدرات
يُوطد ارتفاعهِ دون جدران
يبحثُ عن حجّةٍ للوداع .
جنانه كأيام تسري بتؤدة
مثل فيض يهرّب طيف الذعر
وفي حضرة الصمت
بنى أملا ً بلون ِ الصبا
وحيداً يؤاخي شررَ المطر .
جسَّ ألمه ودعاه أن يلبِّثَ فيه
كأنما يَبري فطنة الشوق
ورؤاه تغزو ممالك
على سفوح ِ الأماني .
جذوّة بوجوه زرقاء
تخيط أزرار المدن بالبهجةِ
وتعفرُ الحدائق بالأنهار ِ
مُطرزة ً بالنجوم .
جسوره صدأت مشياً
لكيما تنشر عشبهُ للوعود
يلوّح للعشق بنيازكه
مبتدأ ً تكرارهُ تحت قميص الظُّلمة .
جَلدٌ كطائر أسطوري
أهدى طيرانهِ لنثار ِ الذكرى
وغضبه للرحيل .
جدولٌ يَصُبُّ في موتهِ الصباح
سَحرٌ مرهفٌ بالسهراتِ
يَضنُوا كما الحزن
ويَكتمُ سحنتهُ للندى .
حين تتباهى الرياح تنبتُ دهاليزٌ على صهوَّتـِها .
حبَّذا تطلُّ على مفارق ِ الطرق
حبَّذا تسرِّبُ أعشاشَ الرماد
حبَّذا تنفثُ الغربة على ركام ِالرميم
فللمنايا نوافذ .
حربٌ تقطر دم مغبر بموت
ومثل أربعين من تشظي الروح
أسكن شارع مستعار .
حشود من عبق تَدبُّ على المساء
كأصداءٍ تـُعِدُ تلاشيها في العدم
تغتسل بمياه لا تغمرها الفطنة .
حوار بين الحبّ والشناشيل
يُعاني أزمنة مشوشة بصفات الملح
بينما روح الألفة تزرع أشجار المودة .
حمل جذورهِ
في قطارات بلا مرايا
يتعقب الأمل على هضابٍ
تأوي إليها الجراح
هاربا ً من المشاذب .
حاكت للأشرعةِ سفن
غيّبت محاريبُ الطفولة
في مدن ٍ أطوارها صقيع
يا أيها الغريب
كأن موتكَ بلا أثر .
حرِّثـُها حبرٌ لأيام ٍ لا تستقيم
والطرق تتوالى
كأنما غيابٌ فاض
وفصولٌ تبرقُ على الصواري
تتدلى من قمم الإنتظار .
* من قصيدة طويلة بهذا العنوان
من صومعتي المنفى - الحزن
#إحسان_السماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟