|
ايام الكرمة19
مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 5309 - 2016 / 10 / 9 - 11:08
المحور:
الادب والفن
سمعت اصوات جيادهم ،ركضت نحوه "هيا ..هياتحرك ..قل لهذا النهر ان ينشق ...هيا الا تسمعهم انهم قادمون "كانت عيناه زائغة امسكت كتفيه اصرخ فيه ..جذبونى بعيدا عنه ...قال لهم انا امركم بالقتال ..وسيشق لكم حينها ويبتلعهم ولكن اظهروا شجاعة ولا تتركوهم يتقدمون اليكم ...قلت لهم لا لا تراجعوا الى هنا تراجعوا ..لم يستمعوا ...حاصروهم تراجعت اصرخ ...لا ادرى كيف نجوت؟..ربما اعتقدوا اننى مجنون شريد ولا فائدة من قتله ...كان هناك اخى وابى وعمى ...كان هناك شباب ...طفل فى الخلف يصرخ يحتضن امه ..جذبهما حارس على حصانه ربطهما بحبل ..حبل طويل جمع ايادى نساء واطفال ..اركض اسقط امام جواده طالبا العفو ..لا يبالى لصرخاتى ...كنت اصرخ له ..ثم اصرخ له هو ..افعل شيئا لا تصمت ..افعلها الان او لا....رقصت له ..نعم اخذت ادور وارقص ...ادور وارقص له ..حتى يستمع لى ..قطرات حمراء ضربت خدى اغلقت عيناى احميهما ....رفعت يدى ادور وادور ...ادور حتى سقطت .سكون ..هل فقدت السمع؟اذناى لا تعمل ...لا اعلم ..كان كل شىء صامتا ساكنا لا يدور ولا يتحرك ..القدم ملقاه والاذرع ..وجوه غطتها الرمال واخرى وصلت للنهر ...عجيب ..الرقعة لاتزال هناك حول وسطى ..والحبر ..بللت شفتاى المرتان منه ،اجتذت على من سقط وعبرت ....امسك بحبات الرمال اصعد فيها وكلما سقطت نهضت من جديد حتى صعدت الجبل وجدت كهفا خاليا وجلست على صخرة على حافتة دونت ما شاهدت ياامى واخواتى ..ان كنتم الان فى رومية فلتعلموا اننى سأتى من خلفكم سادور عليكم فى رومية والاسكندرية ساجدكم لم يعد هنا من ابقى لاجله ..ساهجر الكتابة ..نعم ساهجرها ستكون تلك لفافتى الاخيرة داخل الجره ..سالقى بها فى هذا الكهف وامضى ......فلتبتعد وعدنى وتنسانى تلك الروح الغاضبة التى التبستنى وامسكت بزمامى زمنا الان اعود والقى بها وسارحل عن تلك المدينة بعيدا حيث يمكننى ان ابحث عمن فقدت من جديد.....
عاد لرؤيتها ،مرة اخرى بعد ان اصبحت تعمل لدى الخياطة فى السوق ،عدل وشاح راسه وهو يراقبها من بعيد ،ليس على احدا ان يلاحظ انه يرفع نظره الى وجوه النساء ويتفرس فيها حتى يجدها ،تسير النساء مرتديات البرقع من حوله ،ماعدا هى علم انها اممية من ملابسها وعند عملها فى السوق خياطة علم انها عبدة ..تذكر انه كاهن وهى زانية ..كانت متعة لسيدها ولا يحق له النظر او التفكير فيها ..لكن قدماه تعود لخداعه مرة اخرى وتجذبه اليها ،فى تلك المرة تتنبه ،لا يعلم ان كانت تبادله النظر ام التجاهل ،يرحل دون ان يلقى حتى باشارة ....لن يضيف لقائمة القتلى مقتولا جديد اذا علم احدا ن كاهن يحب اممية سيقتل على يد غيور مثلما حدث مع كل قاضى خالفهم حتى انهم يقتلون كل يهودى يتجرا عليهم ..بقية البطون التى تعيش معهم وفى المدن المجاورة تبتعد نحو طبرية والجليل لتتخلص منهم لكن هو لا يستطيع ارادها ولم يستطيع كلما عقله رددها صرخ بها افق يا شماى الرب سيعاقبك لا تجلب العار على راس ابوك فى شيخوختة ....كان يذهب ليراها بعد ان يفرغ من عمله داخل المعبد وينهيها ياسيدى سامحنى ..لكنه يعود لها ..حتى قرر ان تاتى هى ..وقفت ثيودورا فى بهو النساء الامميات ..كانت تلمحه وهو يهبط من الدرج بعد ان قدم تقدمات الكهنة ..نظر الى الارض من فوره حتى لا يفضحه احدا بالنظر اليها ...سارت نحو البهو المظلم والعمود التى عرفته حاضرا مع تيبى ويوساف ..برغم انه مرت سنوات لاتعلم عنها شيئا وان كانت سعيدة مع يوساف الان ام لا الا انها قررت انها نهاية سعيدة ..تيبى الخجولة كانت اكثر شجاعة منها ..فقد هربت لتتحرر ..نعم اصبحت حرة وليست مثلها عبدة عاقبتها سيدتها بان القت بها لتعمل وسط الغوغاء مثلما تقول ...نساء ورجال ينظرون اليها بكره ..نساء ينتعتوها بالزانية لاتعرف وجوههم ولا من ستاتى وتهاجمها مثلما فعلت اخريات من قبل لم ترى وجوههم من خلف البرقع ....القوها بالحجاره ورحلوا ...حتما هناك ترى يوساف من دون خوف ...هناك حيث يعيش الامم متجاورين مع بعضهم وليس مثل هنا ..هنا يوجد ستائر ..هناك توجد ستائر...ستائر فى كل مكان ..تحجبهم وتغطى بعضهم تدعى الستائر المقدسة لاتعلم ما المقدس فيها ..هل من خلق اليهودى لم يخلق غيره ...هناك هم وهناك نحن ..هناك الهتنا وهناك الههم ....لا تعرف سوى ايزيس انها من تحب هى امراه مثلها وتشعر بما تشعر وتفهم مشاعر المراة....لذا تناديها طوال الوقت ..كانت امها فى السابق تناديها هى كل ما يربطها بذكرى امها ...ذكرى منحتها حياة ... علم باشارتها ،تبعها ،تطلع من حوله ،كان الظلام يحل ،يطبق على كل مكان ،يخفى ما يجول ،ارادت تجربه ما قالته تيبى ..ارادت لها يوساف خاص بها...شعرت بالسعادة لانها تريد ..... تقلب فى فراشه ،كان يتصبب عرقا ،استيقظ فزعا ،فزع صغاره بجواره وقامت زوجتة ،اسرع يصعد لعليتة يتنفس الهواء ،كان يخشى ان ينظر للاعلى كان السواد يحدق بكل شىء من حوله ،زنى الكاهن لا يغتفر وما زاد العقاب انه شعر بالسعادة ..نعم حث نفسه ان تشعر بالذنب لكنها لم تفعل بل زادت وشعر بالراحة ،اغمض عينيه ،شعر ان السماء ستهبط وتنغلق عليه ،او ربما تنفتح الارض وتبتلعه مثلما حدث مع الكاذب والسارق ،ماذا سيحل باهله اذا تعرض للرجم؟.....
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نعمى6
-
نعمى5
-
نعمى4
-
نعمى3
-
نعمى2
-
نعمى1
-
متى نتحرر؟
-
ايام الكرمة18
-
ايام الكرمة17
-
القلعةوالمقدام 39
-
القلعةوالمقدام 40الاخيرة
-
القلعة والمقدام 38الفصل الحادى عشر القلعة
-
قدر
-
ايام الكرمة16
-
ايام الكرمة15
-
لمن نكتب؟
-
القلعة والمقدام37
-
القلعة والمقدام38
-
الطائرة الورقية 11
-
الطائرة الورقية 12
المزيد.....
-
-الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
-
فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
-
أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
-
إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
-
الكاتبة ريم مراد تطرح رواية -إليك أنتمي- في معرض الكتاب الدو
...
-
-ما هنالك-.. الأديب إبراهيم المويلحي راويا لآخر أيام العثمان
...
-
تخطى 120 مليون جنيه.. -الحريفة 2- يدخل قائمة أعلى الأفلام ال
...
-
جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي تكرِّم المؤسسات الإع
...
-
نقل الموناليزا لمكان آخر.. متحف اللوفر في حالة حرجة
-
الموسم السادس: قيامة عثمان الحلقة 178 باللغة العربية على ترد
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|