رُؤْيَة

علم الدين بدرية

الحوار المتمدن-العدد: 5309 - 2016 / 10 / 9 - 04:47
المحور: الادب والفن
    

رُؤْيَة

علم الدين بدرية

اِنْتِظَاريَ كَانَ الْمَهْزَلَةَ الأَخِيْرَةَ
فِي أَسْئِلَةِ الْحَيْرَةِ الْمُبَعْثَرَةِ
لاَ خُطُوَاتٍ تَأتِيَ بَعْدُ
وَلاَ عُنْقًا لِلْوَقْتِ يُدّقُّ
الْمَقْصَلَةُ الْحَزِيْنَةُ رَحَلَتْ مَعْ أَعَاصِيْر الرِّيَاحِ
تَنَاثَرَتْ عَلَىَ مَفَاصِلِ الْحَيَاةْ
الْخَارِطَةُ الْمَجْهُوُلَةُ لِلْكُرَةِ الأَرْضِيَّةِ
تَنْزِفُ فِي التِّيْهِ آخِرَ الدِّمَاءْ
تَبْحَثُ عَنْ فَنَّانٍ تَشْكِيْليٍّ يُعِيْدَ اِسْتِدَارَتِهَا
يُحَدِّدَ مَعَالِمَهَا
يَرْسُمَ لَهَا شَكْلاً جَدِيدْ
كُلُّ الأَشْرِعَةِ حُبْلَى بِالْمُسْتَحِيْلِ
لُغَتِي الْمُهَجَّنَةُ تَبْحَثُ عَنْ مَسَالِكَ
بَعْثَرَتْهَا الأَخَادِيْدُ
الآبَارُ جُفَّتْ وَزَمْزَمُ لاَ يَنْبَجِسُ مَاؤهَا
وَلاَ نُورهَا يُضِيء!!
لاَ أَنْهُرَ تُبعثُ وَلاَ بِحَارَ فِي الْمَغِيبْ!!
قُلْتُ لِنَفْسِيَ الْمُتْعَبَةِ ..
مَا ضَرَّكِ إذَا احْتَرَقَتْ كًلُّ الْحُرُوفِ
وَأَضْنَتْ بَحْثَكِ نَارُ الْوُصُولْ
لِلْمَاضِي ألَمٌ تُبَعْثِرُهُ فَوْضَى الْحَاضِرِ
وَيَخْتَزِلُهُ مُسْتَقْبَلٌ عَاثِرْ
التَّارِيْخُ مَجْمُوْعَةُ اِسْتِنْتَاجَاتٍ خَاطِئَةٍ
وَقِرَاءةٌ مُهَمَّشَةٌ لِمُؤَرِّخٍ تَلاَعَبَ بِجِيْنَاتِ التَّوْقِيتْ
الدِّيَانَاتُ اِسْتِفْتَاءَاتٌ مُزَوَّرَةٌ
تَحْريْفٌ وَتَضْلِيْلٌ وَاجْتِهَادَاتٌ
اِسْتَبَاحَتْ كُلَّ الأَعْرَافِ وَالْقِيَم
أَضَاعَتْ طَرِيْقَ الْوُصُولِ إلىَ الله
غَيَّرَتْ بُوصَلَةَ الاتِّجَاهِ
سَقَطَتْ فِي الْحَضِيضْ
*****
عَبَثُ الْفَجْرِ الْقَادِم يُوْلَدُ عَلَى مَائِدَةِ الْوِجُودْ
لاَ قَيْدَ هُنَا
ولا يَنْطَلِقُ مِنْ وَرِيْدِي نورٌ وديجورْ
الْبَرْقُ الصَّاخِبُ يَتَجَلَّى عَلَىَ قَارِعَةِ الْمَغِيْبِ
يَخْرُجُ كَالْفِطْرِ عَلَى أَوْدَاجِ السَّلْسَبِيْلْ
أَعْتَصِرُ بَقَايَا سِفْرِ التَّكْوِينْ
أَبْحَثُ عَنْ الإنْسَانِ فِي الإنْسَانْ
وَعَنْ رُوحِ الرُّوحِ فِي الضَّمِيرْ
أُسَرِّجُ خَيْلِي
أُشَرِّعُ لِلَّيْلِ قَصَائِدِي
وَتَبْقَى أَنَاشِيْدِي
لُغَةً مُتْعَبَةً وَبِذَارًا
تَبْحَثُ عَنْ لُقَاحٍ لَزَمَنٍ جَدِيْدٍ
لِعَصْرٍ لاَ يُنْبِتُ النَارَ وَالْحَديدْ
يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ
وَيَبْقَى ظِلٌ يَمْتَدْ
يَحْجِبُ عَقَارِبَ الْوَقْتِ
يُولَدُ عَلَى ضِفَافِ مُسْتَقْبَلٍ سَعِيدْ

#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات