ابراهيم مصطفى علي
الحوار المتمدن-العدد: 5305 - 2016 / 10 / 5 - 18:16
المحور:
الادب والفن
في حَيِّنا العتيق
كنت أُغَنِّي حالما أستنشق جنون الرعد والبريق
واضحى الربيع ساعةْ زفاف المطر موعداً للنسيم
ذاته من عامٍ مضى زارني بصحبة قمرٍ ضاع دربه
يبحث عن رائحة حِنّاء فاتنة ٍ قطفها قَبْلَهُ الريح
قابلتها بإحدى درابين حيّنا العتيق صدفةً وانبأتها
فانفرج ثغرها عن لؤلؤٍ فاح وهجاً فبدى كأني
قِشَّةً في ركبها أقلعت فوق محيط
حتى الرياح نثرت رذاذها لِيُزَيِّنْ شعرها
لِيتَلَّوَى كشعاع بَرْقة غيمةٍ على الجبين
حدقت في عيونها ووجدت بلايا كون
يتلألأ بأحداقها ليس لها في الدنيا نظير
لم أقل شيئاً بل بَهُتَ قلبي واستفزت
خمرة أطيابها القلب وكاد يطير
قد تكون السماوات دوحة لحورٍ حسان
يُحْسِنَّ فيها التغنج كالجوهر الوهيج
لكن هنا في أرضنا زينة خمار إمرأة حَيِّنا
تفيق غفلة راءٍ وإن كان غير بصير
حتى الورد ابتاع منها خيرات الشذا عن طَمَعٍ
ليَتَمَيَّسْ أمام الريحان ليقلس منه النحل الرحيق
قلتُ بَطَشَتْ عيناكِ لُجَّةَ قاع لُبَّ فؤادي وغَطّاني اليَمَّ
فماذا لو أرخيت الجفون وضاء بَلاء كحلها مَكْدودٍ مجير*
قالت هل قتلكَ هذا !! ؟ فماذا لو اعتصرت ياسمين شهدي
ومضيتَ أكثر نحو خزانة الشوق وتحتسي نبيذ خَمرة انفاسي
*مَكْدُودٌ عَلَى أَمْرِهِ : مَغْلُوبٌ
#ابراهيم_مصطفى_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟