أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل -التحالف الوطني- .. خطوة إلى الأمام أما خطوات إلى الوراء؟














المزيد.....

هل -التحالف الوطني- .. خطوة إلى الأمام أما خطوات إلى الوراء؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 5303 - 2016 / 10 / 3 - 23:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



نشر السيد عادل عبد المهدي، العضو القيادي في المجلس الإسلام الأعلى في العراق، مقالاً بعنوان "التحالف الوطني"... خطوة إلى الأمام"، في جريدة العالم اليومية التي تصدر ببغداد. والسؤال الذي يبادر إلى ذهن الإنسان العراقي السوي هو: هل تشكيل "التحالف الوطني"، أو "البيت الشيعي"، كان خطوة إلى الأمام أم خطوات فعلية كثيرة جداً إلى الوراء، حتى بالمقارنة مع ما كان عليه الوضع في العهد الملكي؟ اعتقد جازماً أن السيد عادل عبد المهدي لو فكر بالعمق الضروري والحيادية الضرورية لأدرك تماماً بأن هذه الخطوة، التي اقترحها في حينها الدكتور أحمد الجلبي، كانت أكبر إساءة إنسانية وجهت لمبدأ المواطنة الحرة والمتساوية وسعت إلى تكريس الهويات الفرعية القاتلة، التي لعبت دورها المميز في توجيه ضربة قاسية جداً للوحدة الوطنية العراقية وللنسيج الوطني الاجتماعي العراقي. وإذا كان المجتمع يتقدم دوماً نحو ممارسة حقوق الإنسان والابتعاد الكلي عما يعيق تطور مفهوم المواطنة المتساوية والمشتركة، فأن الأحزاب الإسلامية السياسية القائمة على أساس المذاهب العديدة، سنية كانت أم شيعية، والتي تمارس، دون أدنى ريب، سياسات طائفية تميز بين أتباع الديانات والمذاهب في غير صالح وحدة المجتمع، تقود تماماً إلى ما هو عليه الحال البائس حالياً بالعراق الطائفي المقيت.
ولكن السيد عادل عبد المهدي لا يكتفي بذلك، بل يؤكد بأن هذه الأحزاب الشيعية المؤتلفة في ما أطلق عليه بالتحالف الوطني، تحتاج إلى وحدته السياسية،تماماً كما أنجزت وحدتها الأمنية بتشكيل ووحدة "الحشد الشعبي". وهنا يفضح السيد عادل عبد المهدي، شاء ذلك أم أبى، طبيعة "الحشد الشعبي" الطائفية التي تعود للأحزاب الشيعية بالعراق من جهة، وللمرشد الأعلى بإيران من جهة أخرى، وهو الأمر الأخطر عموماً على مستقبل العراق. وهذا الموقف السياسي والعسكري ينسف الدعوة الشكلية التي وجهها عمار الحكيم بتشكيل قائمة عابرة للطوائف، إذ إنها شبيهة تماماً بما أقدم عليه نوري المالكي بتشكيل قائمته التي سميت قائمة "دولة القانون"، والتي أصبحت ضد القانون بكل ما تعني هذه الكلمة. وستكون قائمة عمار الحكيمبكل ما تعنى هذه الكلمة ضد مبدأ المواطنة المتساوية والموحدة، بل ستقوم على أساس طائفي محض، فالدعوة موجهة للشيعة وليس لغيرهم، خاصة وقد انتخب الحكيم على رأس تحالف "البيت الشيعي".
علينا أن نذكر السيد عادل عبد المهدي، وهو الذي انتقل من مواقع يسارية قلقة إلى مواقع دينية وطائفية، بأن تشكيل الأحزاب السياسية على أساس ديني ومذهبي يتناقض كل التناقض مع الدستور العراقي على علاته الراهنة أولاً، ومع المبادئ الواردة في لائحة حقوق الإنسان الدولية التي أقرت في العاشر من كانون الأول 1948 وبقية العهود والمواثيق الدولية في مجال حقوق الإنسان ثانياً، ومع العصر والحضارة الإنسانية المتطورة التي يعيشها العالم، وكذلك مع تاريخ وتجارب العراق الطويلة والمؤلمة حقاً. إن النهج والسياسات والمواقف الطائفية التي تميز بين أتباع الديانات والمذاهب لا تقود البلاد إلى الخير والتقدم والازدهار، بل تدفع به صوب الخلاف والصراع والنزاع والقتل على الهوية والإرهاب والفساد الذي يعيش العراق تحت وطأته في الوقت الحاضر ومن أكثر من عقد من السنين. لقد استبدل المحتل الأمريكي والأحزاب الإسلامية السياسة ودول الجوار الاستبداد والشوفينيةالبعثية بالحكم الطائفي الذي أدين حتى من المرجعية الشيعية التي طالبت بالإصلاح والتغيير وإقامة الدولة المدنية بعد أن أدركت المستنقع الذي سقط فيه العراق جراء سياسات رئيس الوزراء السابق ورئيس التحالف الوطني السابق وقوى وأحزاب التحالف الوطني الشيعي!
إن القوى التي لا تميل إلى النهج الطائفي يفترض فيها أن تنسلخ من التحالف الوطني وأن تفتح أبوابها لكل المواطنين والمواطنات بالعراق بغض النظر عن دياناتهم ومذاهبهم أو قومياتهم. وحين تبقى هذه الأحزاب في هذا التحالف البائس والبالي فكرياً، فكل ادعاء من قيادات تلك القوى عن قائمة عابرة للطوائف أو إنها غير طائفية تكون بعيدة عن الصدق والإخلاص لمبدأ المواطنة الحرة والمتساوية والمشتركة.
لا أخفيكم حين أقول بأن مثل هذه الدعوات والادعاء بأن التحالف الوطني خطوة إلى الأمام، لا يعني سوى تكريس الطائفية ونهجها المقيت، الذي ضيع العراق في فوضى الإرهاب والفساد، وهما الوجهان للعملة الواحدة، عملة الطائفية السياسية وصراعاتها الدموية والمدمرة للعراق وشعبه. إنها دعوة لتكريس الانقسام المجتمعي وتكريس الصراع على السلطة والمال والنفوذ لا غير.
أتمنى عليكم أن تفكروا بالشعب وبعيداً عن المصالح الطائفية، وأن تمعنوا النظر في ما هو عليه العراق الآن والأسباب التي قادته إلى هذا الواقع المرير والموت المستمر لأبناء وبنات العراق، وحيث تحاول القوات المسلحة العراقية والپيشمرگة بشجاعة فائقة، وبدعم دولي، التخلص من تركة سياسات ونهج رئيس الوزراء السابق والتحالف الوطني العراقي في الأنبار وصلاح الدين والموصل وعموم نينوى والحويجة وديالى وغيرها.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة جديدة إلى سماحة آية الله العظمى السيد علي السيس ...
- أين تكمن انتصارات وفرحة الشعب العراقي الحقيقية؟
- من اختطف المدني علي الذبحاوي بالنجف، ولماذا؟
- إلى ماذا يسعى المالكي مجدداً في زيارته للسليمانية؟
- واقع ومشكلات حركة اليسار على الصعيدين العالمي والعربي - المه ...
- واقع ومشكلات حركة اليسار على الصعيدين العالمي والعربي - واقع ...
- واقع ومشكلات حركة اليسار على الصعيدين العالمي والعربي , اليس ...
- واقع ومشكلات حركة اليسار على الصعيدين العالمي والعربي
- هل من فرق في الجريمة بين محطمي متاحف نينوى ونصب جواد سليم
- من يمارس اختطاف المدنيين بالعراق، من اختطف علي الذبحاوي؟
- أينما تمتد الأصابع الأمريكية يرتفع الدخان!!
- المهمات الجديدة أمام المؤتمر الثاني لهيئة الدفاع عن أتباع ال ...
- نحو تنشيط وتعزيز دور هيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب ...
- فساد السلطات الثلاث في دولة هشة ومستعمرة!
- الذكرى السبعون لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني والموقف من التج ...
- المالكي والفواجع التي ألحقها بالشعب العراقي!
- ما الموقف المطلوب من مشكلات المناطق المتنازع عليها بالعراق؟
- خسارة شعب العراق ليهوده وخسارة يهود العراق لشعبهم العراقي
- مساومات الدولة وأفعالها مذلة للشعب العراقي!!
- بوصلة الحراك المدني الشعبي لم تخطء الوسيلة والهدف


المزيد.....




- الإليزيه يعلن استدعاء السفير لدى الجزائر و-طرد 12 موظفا- في ...
- المغرب يواجه الجفاف: انخفاض حاد في محصول القمح بنسبة 43% مقا ...
- كيف رد نتنياهو ونجله دعوة ماكرون إلى إقامة دولة فلسطينية؟
- أمير الكويت ورقصة العرضة في استقبال السيسي
- الرئيس اللبناني: نسعى إلى -حصر السلاح بيد الدولة- هذا العام ...
- مشاركة عزاء للرفيقتين رؤى وأشرقت داود بوفاة والدتهما
- ويتكوف: الاتفاق بشروط الولايات المتحدة يعني وقف إيران تخصيب ...
- ترامب: مزارعونا هم ضحايا الحرب التجارية مع الصين
- مصر.. أزمة سوهاج تتصاعد والنيابة تحقق في تسريب فيديو المسؤول ...
- نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن الروسية يزور الجزائر


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل -التحالف الوطني- .. خطوة إلى الأمام أما خطوات إلى الوراء؟