أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - يمهل ولا يهمل ! فاللهم لا شماتة !














المزيد.....

يمهل ولا يهمل ! فاللهم لا شماتة !


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 5303 - 2016 / 10 / 3 - 22:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمهل ولا يهمل ! فاللهم لا شماتة !
محمد إنفي
ها قد بدأت تنكشف عورات مستغلي الدين الإسلامي الحنيف لإخفاء أهدافهم الحقيقية التي هي مصالح حزبية ضيقة ومنافع شخصية مادية وغير مادية. وبهذا استحقوا صفة تجار الدين التي تطلق على كل من يوظف الدين في السياسة.
ونسجل، بكثير من الامتعاض وغير قليل من الدهشة والخيبة، أن كل الرذائل المعروفة (الزنا، الخيانة الزوجية، الحشيش، الخمر، القمار...) تجد لها مكانا في بيت الحزب الحاكم وذراعه الدعوي. فقد تورط في هذه الرذائل قياديون في حزب العدالة والتنمية وفي حركة التوحيد والإصلاح؛ كما تورط فيها منتخبون تقدموا للسكان بوجه غير وجههم الحقيقي، فوثقوا فيهم وأعطوهم أصواتهم.
وما كنا لنخوض في هذا الأمر، لو لم تكن الأفعال التي تم إتيانها تناقض كل القيم والمبادئ التي يتبجح باتباعها مقتفرو تلك الأفعال. فلو تعلق الأمر بأناس عاديين، أو حتى بمسؤولين سياسيين، لكنهم لا يعطون الدروس في الأخلاق لأحد ولا يدَّعون الاعتماد على القيم الدينية في الممارسة السياسية، لكنا اعتبرنا الأمر شخصيا وسلوكا بشريا عاديا.
لكن أن تؤتى تلك الموبقات وتمارس تلك الرذائل من أناس لا يكفون عن إعطاء الدروس للآخرين في الأخلاق وفي السلوك القويم وفي نظافة اليد، وما إلى ذلك، فهذا ما لا يمكن السكوت عنه.
لقد أظهرت الوقائع أن كل مظاهر الطهرانية وكل خطابات التقوى والورع...، ما هي إلا أقنعة تخفي الكثير من الانحراف والفساد الأخلاقي والسلوكي. فتناسل الفضائح في بيت "البيجيدي" وذراعه الدعوي، قد عرَّى المستور وكشف عن إتيان المحظور وأسقط الأقنعة عن الكثير من الوجوه التي ألفت الاختباء وراء المظاهر الخداعة والادعاءات الكاذبة.
فبعد افتضاح أمر "الكوبل الحكومي" (وقد تتبع الرأي العام مآله)، ثم"الكوبل الدعوي" الذي لا زالت أطوار مسلسله لم تنته بعد، انفجرت، في المدة الأخيرة، فضيحة "الكوبل البرلماني". وهي فضيحة مرشحة للكثير من التطورات والتفاعلات؛ ذلك أنها تخص رئيس الفريق البرلماني لحزب العدالة والتنمية وأصغر برلمانية بهذا الفريق. وما استدعاؤهما من قبل رئيس مجلس النواب إلا مؤشرا على التطورات المحتملة لهذه الفضيحة.
وإذا كانت فضيحة "سوسو" و"شوشو" قد تم تطويقها بالزواج والخروج من الحكومة، وفضيحة "فاطمة" (التي شبهها أحدهم، بكل وقاحة وسفالة، بعائشة أم المؤمنين) و"عمر" تسير في نفس الطريق (توثيق الزواج)، فإننا لا ندري ما هو المخرج الذي سيجدونه لفضيحة "عبد الله بوانو" و"اعتماد الزاهيدي".
وإذا كان هناك من درس يمكن استخلاصه من هذه الفضائح المدوية وغيرها كثير، وربما ما خفي كان أعظم، هو أن الذين يتسترون وراء الدين والأخلاق لإشباع نزواتهم وإخفاء فسادهم، هم الأخطر على الدين والأخلاق معا، لأنهم يقولون ما لا يفعلون ويفعلون عكس ما يقولون. وهو سلوك مذموم وممقوت، شرعا وأخلاقا، لأنه يقوم على النفاق. وقد وبَّخ الله المنافقين بقوله: "كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون".
وإذا تركنا الفضائح الأخلاقية جانبا ونظرنا إلى ما يقدمه "بنكيران" وحزبه من وعود كاذبة (وقد سبق أن قدمها منذ خمس سنوات ولم يف حتى بعشرها) بمناسبة الحملة الانتخابية، ونظرنا إلى ما يقدمه على أنه إصلاح- بينما هو في الواقع، إفساد نظرا للأضرار المترتبة عن ذلك بالنسبة لأغلب المواطنين- ونظرنا إلى التراجع الخطير عن المكتسبات التي حققها الشعب المغرب بفضل نضالات مريرة وتضحيات جسام، فإننا نجد أنفسنا أمام منافقين بامتياز.
وهم أدرى بصفة المنافق وبحديث سيد المرسلين في الموضوع، ما داموا يزعمون الاعتماد على القيم الإسلامية في ممارستهم للسياسة. فهم لم يحافظوا على الأمانة (مكتسبات الشعب المغربي) وأخلفوا ما وعدوا به المغاربة بعد أن بوؤوهم المرتبة التي أهلتهم لتدبير شؤون البلاد. وهاهم مستمرون في الكذب على الجميع طمعا في المغانم السياسية والمادية، بينما الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وصلت في عهدهم إلى مستوى من التردي ينذر بأوخم العواقب.
ونتمنى أن يفهموا بأن تسلسل الفضائح هذا ما هو إلا إنذار بما هو أشد في الدنيا قبل الآخرة؛ ذلك أن الله يمهل ولا يهمل. ونحن، هنا، لا نتشفى في من وقعوا في مصيدة نزواتهم أو أطماعهم ولا نشمت فيهم، وإنما ندق ناقوس الخطر وندعو، في نفس الآن، إلى ممارسة السياسة بعيدا عما قاله الله ورسوله، احتراما لما لهذا القول من قدسية.



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في أفق استحقاق 7 أكتوبر: حتى لا ننسى وحتى لا نخطئ الهدف
- العزوف والمقاطعة والرشوة الانتخابية
- وأخيرا، بنكيران يدخل عالم المصطلحات السياسية!!
- في رئاسة الحكومة، لن يكون هناك أسوأ من بنكيران!!!
- الاتحاد الاشتراكي وبيداغوجية الممارسة الديمقراطية
- هلموا ! هلموا للتبويقة والسكرة والجنس والقمار والنفوذ..الحلا ...
- إنهم يمهِّدون لصناعة الدولة الفاشلة
- للغة مكرها الفضَّاح يادعاة التأسلم
- حزب العدالة والتنمية وتمييع الخطاب السياسي
- فتاوى مثيرة للقرف: أحمد الريسوني نموذجا
- حصيلة حكومة بنكيران : وكان أمرها فُرُطًا !!!
- عن آفة ردم التاريخ الشخصي ودكِّه
- العدالة والتنمية وتدبير الشأن العام بمنطق السَّفه
- تجار الدين والاستثمار في الغفلة
- الاتحاد الاشتراكي واستعادة المبادرة في الفكر و الثقافة
- من وحي التعاطي مع مستجدات القضية الوطنية: النحل، حتى وإن قل ...
- في رياضة القفز على التاريخ
- الانتقال الديمقراطي في المغرب بين التناوب المغدور و التناوب ...
- -هاذْ بنكيراااان، فْرااااااااااسو شي حاجة !!!-
- ما أخوفني على مستقبل بلادي في ظل حكومة رئيسها لا يرى أبعد من ...


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - يمهل ولا يهمل ! فاللهم لا شماتة !