أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - جهاد علاونه - إلى روح الشهيد الحي ناهض حتر














المزيد.....

إلى روح الشهيد الحي ناهض حتر


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 5303 - 2016 / 10 / 3 - 22:36
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


إذا كان دم المسيح قد غير العالم ودم بائع البسطة التونسي ( محمد بو عزيزي) قد أقام الربيع العربي ولم يقعد حتى الآن فإن دم الشهيد اليساري الأردني (ناهض حتر) سيغير من السياسة الأردنية وطبيعة المناهج الدراسية, ناهض حتر الشهيد البطل حالة وطنية أردنية نادرة جدا لن تتكرر إلا كل 100 عام مرة واحدة, كنت مشتاق جدا للحديث معه على الهاتف قبل موته بأيام وكأني كنت أودع رائحة الدحنون الأردني والياسمين الشامي, حين اغتالوا ناهض حتر على عتبات قصر العدالة هم اغتالوا العدالة ولم يغتالوا ناهض حتر, حين قتلوا ناهض حتر لم يقتلوه وحده بل قتلوا كل الأردنيين الشرفاء الغيورين على مصلحة الوطن والمواطن, ناهض حتر أردني حتى النخاع وتفوح من دمه رائحة العطر والياسمين وإن كان ناهض الشهيد قد اقترف بعض الذنوب أو الخطايا-وكلنا خطاءون- فإن الذي قتله قد محا باستشهاده كل ذنوبه وحملها القاتل وحده, دم ناهض حتر سيغير مناهج التدريس في الأردن لأن الذي قتله يعمل في وزارة التربية والتعليم معلما لأولادنا, دم ناهض حتر لن يضيع سدى ولن يذهب مع الريح ولن تشرب دمه الأرض الأردنية, إننا ندعو دوما إلى احترام كافة الأديان والمعتقدات والمذاهب, إننا ندعو إلى سياسة الحوار والنقاش لتقريب وجهات النظر وليس لنختلف مع بعضنا , وكلامي واضح حين أقول لن يذهب دمه سدى لأن دمه سيغير الحياة السياسية في الأردن, ناهض حتر أسم على مسمى(ناهض) يعني النهضة وقد أخذ من اسمه قسمته ونصيبه, كان ناهض حتر يريد بفكره أن يرفع من مستوى قاتله الاجتماعي والفكري والسياسي بين الأمم, كان ناهض حتر يسعى لتعزيز دولة القانون والمؤسسات, والغريب في الموضوع أن كافة المناضلين والمفكرين لا يقتلون بأيدي أعدائهم بل بإيدي الذين يدافعون عنهم, وكما قال يوليوس قيصر عقب ليله عاصفة بالرياح حين التف إلى الوراء ورأى خنجر الشاب الذي تبناه فقال بكل حسرة ( حتى أنت يا بروتوس!!), والذين قتلوا السادات هم أنفسهم الذين دعاهم السادات للخدمة في الجيش وفي مؤسسات الدولة لكي يرقى بهم إلى أعلى المستويات, الطامة الكبرى يا صديقي الشهيد أننا نتلقى الأذية ليس من أعدائنا وإنما من الذين ندافع ونناضل ونكافح من أجلهم, الذين قتلوك كنت تدافع عنهم..كنت تحاول أن تنور عقولهم...صدقني لم أكن لتسقط مني دمعة واحدة لو أن الذين نعتبرهم أعداؤنا قتلوك ولكن مصابنا الجلل أن الذين قتلوك هم الذين ناضلت طوال عمرك من أجلهم.

ماذا أقول وقد رحلت آخر أساطير الفكر العربي التقدمي, ماذا أقول وقد انطفأت شمعة أردنية كادت أن تضيء أعناق الإبل في بصرى الشام!! ماذا أقول لأولادي في المستقبل عن هذا الأسطورة الذي ملء الدنيا وشغل الناس مثله مثل المعري والمتنبي وأبو تمام, مثله مثل فرج فوده ومهدي عامل وكافكا وديستوفسكي, ماذا أقول عن رائحة الزعتر بعدك يا ناهض, كنت حينما أزور عمان اشتم فيها رائحة زهر الليمون وزهر الأقحوان, كنت حينما أزور عمان أمشي تحت أضواء المفكرين والمبدعين, ماذا أقول عنك وقد امتصوا آخر قطرة دم في عروقي, حين سالت دماءك على البنكيت كانت تسيل معها رائحة النرجس التي لم يشتمها إلا من كان عنده ذوق, يا صديقي لا عليك وقد يأتي يومٌ على أحفادنا يبنون لك صرحا تذكاريا في محل استشهادك, سيعتذر لك القتلة كما اعتذروا للمسيح, سيعتذر لك كل من شمت بك واستهان بدمك, أخي ناهض حتر, ستكون في المستقبل القريب جدا مثلك مثل غاليليو وكوبرنيكوس, ستضاف إلى قائمة الأبطال والشهداء والقديسين, ستضاف إلى قائمة الذين غيروا بدمهم الأحمر القاني حياة الناس, سيعتذر لك مهندسو البناء حين يبنون لك في الجامعات وفي دور العبادة الثقافية تماثلا تخلد ذكراك, أدمعت عيني وقلبي, لثلاثة أيام لم استطع النهوض على قَدمي, لم استطع أن أحضر جنازتك يوم تشييع جثمانك لأنني كنت في حالة من الهستيريا العصبية, ولأنني مقهور وأعلم أن كل الذين قتلوك مشوا في جنازتك وتباكوا عليك, هذه مصيبتنا يا صديقي, الذين يزجون بنا في السجون يزورونا ليطمئنوا على صحتنا والذين يقتلوننا يمشون في جنازتنا ويقيمون الصلوات الطويلة من أجل التعبير عن حبهم لنا, والذين يحفرون لنا في الطرقات الحفر يمشون فيها خلفنا ليشاهدوننا ونحن نسقط, وسقطت آخر زنبقة أردنية وأصبحت آخر زجاجة عطر فرنسية فارغة وآخر كلمة رومنسية جافة, استعمل القتلة الذين قتلوك ألوانا من اللوحات الفنية ليعبروا لنا عن حزنهم في مصابنا الجليل, وانتصر اللصوص والسحرة والمشعوذون على العلم والعلماء والثقافة والإبداع, انتصر الخونة على الأمناء والجهلة على الأذكياء, لم يبقَ مجرم إلا وعرفت أنه شارك في تشييع جثمانك, آهٍ ثم آهٍ ثم آه يا صديقي لو كنت تدرك وترى وتشعر بالقتلة الذين سفكوا دماءك كيف كانوا يحنون رؤوسهم في الصلاة حزنا عليك....أمة محكومٌ عليها بالموت حتى تموت.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا في عالمين مختلفين
- في العيد وبعد العيد
- الواجب والمتعة..العلاقات الزوجية
- ضرورة التنوع
- المسيحية اهتمت بثقافة الحياة وليس الموت
- زعماء سكارى
- نريد أن نفكر
- صلاة الكنيسة الصامتة
- تجويع المثقفين
- كف المرأة وشعر المرأة
- حملة تضامن مع معتقل الرأي اليساري الأردني ناهض حتر
- ملكوت الرب
- قضية عمالية أم وطنية!
- كفر الفرنجه وأصل التسمية
- اللهم احشرني مع الضالين والمغضوب عليهم
- شاركوا معنا في حملة: خليك بالبيت
- حدوته مصريه اردنيه حصلت معي
- قوة الروح القُدس
- رجائي إلى الله في ليلة القدر
- دعائي في ليلة القدر


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - جهاد علاونه - إلى روح الشهيد الحي ناهض حتر