عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 5302 - 2016 / 10 / 2 - 03:56
المحور:
الادب والفن
هذيان ميت
لما أدرك أن الهروب من حجارة القبر أمرا مشينا عاد ليكلمها وهو مقتنع تماما أن الحديث سيكون بلا جدوى، أيضا حاول أن يسترخ في بعض جسده من جديد فهو مشدود جدا بعصبية تركتها لحظة الفراق، .... تكلم كثيرا وهجا كثيرا وذم بالأكثر هؤلاء الذين وقفوا على القبر دون أن يبادر أحدا منهم بمد يده ليرفعه من هذه الحفرة حيث أودع لنهاية لا حدود لها، كلم الجميع صرخ بالجميع ما من جدوى، أذن عليك الأستسلام... الموت هو ليس النهاية الحتمية، أشد مرارة منها أن تهلوس وحدك هنا كثرثار ثمل في وسط زحام لا ينتهي من بشر مشغولين بجدلية الموت والحيا، دون أن يجربوا ولو لمرة معنى أن تكون ميت حي أو حي ميت/ ها هنا أن أفعلها لوحدي ولكن من المؤسف ألا يخبرك أحد بما يجري...
_الموت سلعة يبيعها الزمن يوميا لمن يشتري ولمن لا يرغب بها أيضا.
_الرحلة التي لا ترغب بها هي الرحلة التي لا مناص منها.
_من الجنون أن تفكر بالهرب أو تفكر بالنجاة.
_من جنون الجنون أن تتكلم مع ميت.
_ومن جنون الجنون المجنون أن تصدق أن ميتا يهلوس دون وعي، كلنا هنا تعلمنا الحكمة في أول لحظة غادرنا فيها جنون الحياة.
المشكلة وأنك تهذي تسمع وقع قدوم أشياء غريبة من حولك لا تفهم معنى لها أو رغبتها في أفتراسك، هذا يعني أن الحكمة التي تتمتع فيها لا تنفعك من أن تخرج يديك لتنادي بها البعيد أن هناك شيء ما يحتاج لشرح، لا شيء مهم لا شيء يهم.
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟