|
(غداَ قد .. لايأتي ..! )
خالد علوكة
الحوار المتمدن-العدد: 5299 - 2016 / 9 / 29 - 14:05
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
( غداَ قد ... لايأتي .. ! ) يقول طه حسين (السياسة لاتبنى على مكارم الاخلاق ) وبعيدا عن التشاؤم والعجز في قراءة الوضع الحالي وأيضا التفائل نسبي ولايأتي حافيا بل يلبسونه بالاشواك الوردية وحسب المزاج لاصحاب الغرض والعلاقة ، وكثير من العواطف والتمنيات لاتجدي بل الحكمة تقول ( إذا كان الغدر طبعا فالثقة بكل أحد عجز... ) الحذر وعدم تصديق كل شئ يفيد بدلا من الخضوع لكل شئ . التاوية الصينية تقول (كلما ازدادت الاسلحة الحادة تزداد الارض إنغماسا في الظلام وكلما كثرت القوانين والشرائع انتشر اللصوص وقطاع الطرق ) وكيف اليوم من هذا المعادلة وهل تتعدل الامور بعد ما زادت الاسلحة والارصدة والميليشيات وتكملة على ذلك إقتحام داعش المفاجئ والمساعد لظهورهم !! . واي قراءة للمشهد العراقي المخالف للواقع ولطموحات الشعب يقع صريعا في مطبات الطائفية والمحاصصة والعنصرية المقيتة ونبدأ من المشهد الايزيدي ألاكثر تضررا لسبي الشرف الانساني وبقاء أكثر من 3000 اسيرة بيد الدواعش لحد اليوم ..ولااحد يعرف أين متواجدين وقد لايكون لهم غداَ ؟ ويعود ضبابية الموقف الايزيدي قبل وبعد داعش لارتباطه اصلا بالمشهد الكوردستاني فطالما تحسن ذلك ايجابا عاد الموقف الايزيدي راضيا وجيدا ويبدو العوامل والاسباب واحدة عندهما حتى في فقدان الثقه والارتباك وتصرعهما سياسة التحزب وتغريب تفاهم الاخوية القومية والدينية فلا غد مستقر بدوام الحال في سياسة واقتصاد انما توافقات حبايب ظاهرة ومتباعدة عن الصالح العام . وكثيرا ما اتوجس بانه لاأمل في غداً قادم عادل ومستقر بما فيها من تشكيل محافظة مستقلة وأقاليم وحماية دولية لان تقسيم العراق مرفوض دوليا وامميا رغم وجود الاقاليم لكن فرصها صعبة وان الامر ليس بايدينا وتمنياتنا ... وايضا حينما سقط النظام السابق كانت الفرصة متاحة للتطور وتوقع الشعب العراقي كل خير وامان وانتعاش ولكن بعد 2004 إنقلب وضع الدنيا رأسا على عقب واحترق العراق وانتهت الصناعة والزراعة وجاء الارهاب والتقاتل السني الشيعي والمستعمرين ينظرون للمشهد بارتياح وحسب سير الخطة المرسومة و منذ السقوط في 2003حيث يزول الاخوة المسيحيين وضاعوا وقتلوا وطردوا واختفوا من مدينة البصرة الى زاخو رغم كون المستعمر والتحالف من نفس الديانة المسيحية !! فكيف ينشأوون اقليم ومحافظة آمنه للشبك والايزيدية وبقية الاقليات بعد انهيار داعش وقبلها رغم قوة الاخوةالمسيحيين في العالم لم يقيمونها لهم وهو مثال حي لما نحن من امال مخيبة! وقد لايفكر التحالف بانشاء (سهل نينوى ) فقط في ألاعلام يحكونها ومن الاقليات يسمعوها بل أحد مسؤولي التحالف قال ( لو قلنا لكم نعطيكم غدا جينوسايد فسوف تقولون لنا لانصدق ذلك .....). الايزيدية اذا ارادوا البقاء رغم ماصار وهذا ليس بايديهم ولكن علينا أن نبدأ بيوم جديد فيه قدرة تسامح كبرى لعبور سني الابادة الحالية وغض الطرف عن كل ماحصل وانقاذ مايمكن انقاذه وعدم تعليق النتائج باشخاص اليوم فقد حصل ماحصل والقادم لايصلح باللوم وبذكر تراكمات المسببين فكل مقام لابد من رسم مقال على حجمه وقياسه توافق المرحلة الصعبة وعلينا الان مداواة جرح ايدينا وقلوبنا وبعدها نقاضي من كان سببا والخطة لاتزال تسير بمراحل متعددة الضرر علينا والاعلام النفسي الموجه والتصريحات المسيئة جزء منها .. ويجب تحمل كل ذلك لان الذي يريد الأهم لابد من ترك المهم ...والاهم لدينا هو الجرح الكبير ومصير (عودة السبايا ) ولو بوادرعودتهم بعد تحرير الفلوجة والرمادي والقيارة والشرقاط لاتذكر ولعل النشاط الاعلامي الدولي والاممي للناجية ست نادية مراد سفيرة النوايا الحسنة قد قلص وصعب ذلك باعتبارها دليل ومستمسك مادي وجنائي عالمي وانساني ضد جرائم داعش بحق الايزيدية ودافع لاجراء محاكمة دولية للدواعش ومن يقف ورائهم ويساندهم وفعلا نادية وسعت دائرة معرفة العالم بالموضوع الايزيدي ومعاناته اسوة بالنائبة ست فيان دخيل صاحبة الصرخة المدوية في مجلس النواب العراقي بداية الازمة . ويجب ان تكمل فيان ونادية خطواتهم بانفتاح اكثر تجاه الكل وعدم وضع البيض في سلة واحدة ونحتاج الجميع حتى خصومنا لعودة ماتبقى من السبايا والحفاظ على ماتبقى من مصيرهم ، ولايمكن لست فيان ونادية لوحدهما وبظهورها القوي انقاذ الوضع لانه يتعقد يوميا اكثر مما نظن والفرد الايزيدي يعلق املا كبيرا لكل شاردة وواردة بل مفرط بالامل احيانا من ضغط ماحصل له وطيبة قلبه الذي لايقبل لبس الشر .. ويفرح بسرعة مجرد سماعه بتحسن ما وخبر سار ، ولايعرف بانه لايمكن أخذ النصيحة والخلاص من خصومه وهو وقودهم .... ورغم وضع سنجار المعقد لكن الواجب على المتواجدين على الجبل وعند خطوط المواجهة وكل المسؤولين المحليين التحلي باعلى درجات ضبط النفس والواقعية المرحلية حسب ظروفها الميدانية وحساب ضرورة التعاون مع الجميع ووضع مصلحة الايزيدية فوق كل شئ لان سياسة العدو الداعشي ومن ساعده عندما احتل واباد ايزيدية سنجار لم يستنقي من اهل سنجار من كان في فلان حزب او تنظيم او عشيرة او رافعا أي علم .. بل ذبح وسبى كل اهل سنجار فليس من المعقول ان تكون هناك حزازات وتناحر فيما بينكم ويكون العدو قد اوصلكم الى هذا البؤس والحال والضياع وحصدكم بلا تعيين والان تفيدونهم في هكذا تداعيات. واي قراءة لمستقبل سنجار وبعشيقة وبحزاني وبقية المناطق بعد داعش سابق لاوانه ومكانه لانه لايُعرف كيف غدر وهاجم داعش مناطقنا المسالمة ؟ فكيف لنا ان نعرف ماسيحصل بعد داعش ؟ . عموما الامل موجود في كل طبيعة بشرية ... ولكن بعد سنتان من احتلال مناطقنا فان غدا قد لاياتي واصبح غريبا ومتغيراعلى مانضنه ويبقى الوضع على ماهوعليه لعقود اخرى طالما لا يكون لك رأياَ مستقلاَ بين الاراء الكثيرة للاخرين . ونختم ل دوستويفسكي يقول (حتى أن البعض اصبح يحتفظ برأيه لنفسه خوفا من فقدان من يُحبهم بسبب عقليتهم المُتحجرة المُقصية للاخر ) .
ايلول 2016
#خالد_علوكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عرض كتاب ( سنجار وأهميتها الاستراتيجية )
-
مشاهدات من تركيا
-
ترجمة النصوص الدينية الايزيدية
-
الجزء الثالث والاخير من / مقال الاثار الاقتصادية والاجتماعية
...
-
((الجزء الثاني )) من مقال (الاثار الاقتصادية والاجتماعية وال
...
-
الاثار الاقتصادية والاجتماعية والنفسية في غزو داعش ل بعشيقة
...
-
مختصر غير مفيد !
-
هنا فرنسا
-
تدمير شعب العراق الى متى ؟
-
( النظام الاخلاقي العالمي ... بان كي مون نموذجاَ)
-
(الاقليات والجامعة الاميركية في السليمانية)
-
بعشيقة وبحزاني وقرية كانونة
-
معركة تللسقف من الناحية العسكرية
-
خطورة التلاعب بالوعي
-
الفرمانات على الايزيدية الى أين ؟
-
روسيا و سوريا
-
لِماذا القوات التركية في بعشيقة وبحزاني ؟
-
عرض كتاب دين داعش الملعون
-
الخير والشر من الله
-
وتر الغربة
المزيد.....
-
ترامب: لا ناجين في حادث اصطدام الطائرة بالمروحية فوق نهر بوت
...
-
مغنية راب سودانية.. صوت يصدح أملا في زمن الحرب
-
غزة تشهد إطلاق سراح رهائن إسرائيليين جدد من أمام منزل يحيى ا
...
-
سلوان موميكا.. مقتل حارق القرآن في بث مباشر على تيك توك في ا
...
-
هل تمكّنت إسرائيل من إضعاف حماس عسكرياً؟
-
كيف استطاع أحمد الشرع أن يصل إلى رئاسة سوريا؟
-
من دمشق.. أمير قطر يدعو لحكومة -تمثل جميع الأطياف- في سوريا
...
-
ترامب: ليس هناك ناجون في حادثة تحطم الطائرتين فوق مطار ريغان
...
-
بن غفير: إطلاق سراح الرشق والزبيدي شهادة على الاستسلام ويجب
...
-
حافلات تقل سجناء فلسطينيين أفرج عنهم تغادر سجن عوفر الإسرائي
...
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|