أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - عبوات فكرية : العمالة نموذجا














المزيد.....


عبوات فكرية : العمالة نموذجا


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5298 - 2016 / 9 / 28 - 17:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



( 1 ) :
( لقد فقدت الايديولوجيات والمفاهيم كثيرا من جاذبيتها والكليشيهات التقليدية كال يسار وال يمين ,
او ( شيوعية ) و ( راسمالية).
الفيلسوف وعالم النفس الاجتماعي اريك فروم

( 2) :

عندما تترسخ الاعراف والتقاليد والاساطير والعقائد الايديولوجية عبر الزمن والتاريخ,يصبح من الصعوبة ازالتها وتصبح الامة عاجزة عن التطور , وهي واحدة من اسباب تخلف مجتمعاتنا العربية .
ان هوية الامة هي ذاكرتها .والاعراف والتقاليد والعقائد هي جزء من هوية الامة .هذه الاعراف والتقاليد والعقائد تتشكل ببطء شديد عبر تراكمات في ثقافة وهوية الامة في الزمان والمكان , لذا يتصور افراد الامة او الجماعة السكانية انها الحقيقة المطلقة وتصبح من مقدسات الامة او هذه المجموعة البشرية.

ان نظام التعليم في بلداننا يقوم على التلقين وليس على الحوار , لذا لادور لمؤسسات التعليم في السمو باخلاق المواطن والتي افسدتها اجهزة الدولة ومؤسساتها وخاصة احزاب الاسلام السياسي .لذا تحول هذه الاحزاب فرض نمط واحد من التفكير على اتباعها ونمط واحد من الملابس .

ولهذا نجد في كثير من الديانات فكرة ممارسة الطقوس بصورة جماعية مثل صلاة يوم الجمعة والصيام والحج .وهي تتميز بتوحيد الملابس. انه نسق نفسي يعمل على دمج المؤمنين بالعقل اللاواعي الجمعي للامة , حيث لاقيمة للفرد بل للجماعة .وهنا يظهر التشابه بين هوية الكتلة البشرية ومملكة النمل والنحل .

عندما يتم استلاب وعي المواطن وتعطيل عقله ومنظومة تفكيره يصبح من السهل قيادته مثل قطعان الاغنام .لذا فان الانظمة الشمولية لاتشجع مواطنيها على ممارسة لعبة الشطرنج لانها لعبة فردية , وهي لعبة العقل بامتياز .
شعوبنا مولعة بالقائد والرمز والزعيم الاوحد . انها فكرة المنقذ والمخلص والبطل والمهدي المنقذ منقوشة في لاوعي الناس .لذا علينا الخروج من فكرة الوصاية وانتظار المنقذ الى فكرة الايمان بقدرات الفرد وحريته الشخصية واعمال العقل . ومن هنا فان الثورة الرقمية تتيح لنا التعبير بحرية عن افكارنا وفك الارتباط مع المنظومة الفكرية للقبيلة والعشيرة والحزب والطائفة.

ان مملكة النمل تعمل عمل العقل الجماعي وهي افضل من الانسان في نواحي كثيرة , بقدرتها الفائقة على تنظيم نفسها وعدم تلويث بيئتها واستغلال موارد الارض لمصلحتها وهي تتميز بالتنظيم وتقسيم العمل .فهنالك مجموعات تقوم بواجب الحراسات والدفاع عن الخلية , ومجموعة اخرى تقوم بشق الطرق وتنظيف غرف المستعمرة واحضار الطعام الى الملكة وتوزيع البيض الملكي وتعقيمه وتوزيعه على غرف المملكة ونقله الى الادوار العليا وانزاله الى الطوابق السفلى بحسب درجات الحرارة .

ثم اطعام الولادات الجديدة التي لاتستطيع الحركة باحضار الطعام ووضعه في فمها رغم اعدادها الهائلة . ومن هنا يتميز النمل بالاخلاق لمصلحة المستعمرة وهي مايفتقده الانسان .
ان الاحزاب الشمولية تحاول تحويل الناس الى قطيع , كل فرد فيه هو نسخة مكررة من الاخركالنمل تماما .لكن الفرق ان النمل يفكر بسلامة الملكة والحاضنة والمملكة برمتها , بينما الانسان يفكر بنفسه فقط .

الانسان خارج التعريفات السائدة هو حيوان وحشي مفترس لاعقلاني وقاتل .الانسان البدائي يفترس ويقتل على قدر حاجته كالحيوان بالضبط لكن الانسان العاقل الحديث يقتل بطريقة وحشية لاسباب تافهة ويقوم بالكذب والتدليس وتزوير التاريخ وله اوجه متعددة في التعامل مع الناس.

الاحزاب القومية والاسلامية والماركسية الايديولوجية تصف النظام الملكي في العراق بالعمالة للاستعمار,لكنهم جميعا تناسوا ان الاستعمار العثماني حكمنا واستنزف مواردنا لمدة تقارب 400 سنة . مفهوم العمالة من مفاهيم الحرب الباردة . اليوم يتم تداول كلمة ( عميل ) وعمالة لاغراض تسقيط الاخرين سياسيا , وهم يتناسون انهم جميعا يقبضون اموالهم من جهات متعددة داخلية واقليمية ودولية وان الكل اصبح عميلا , بحسب قول البروفيسور سيار الجميل ,
سيتم استخدام مفردة عمالة وعميل كنوع من التجارة واحتكار السياسة بوصفهم للمخالفين كونهم عملاء .

اولى خطوات الاصلاح والتغيير تبدا بنقد الذات ونقد ومراجعة البديهيات والمسلمات .العراق اليوم بلد يستهلك ولا ينتج , يستورد ولا ينتج .الحديث عن عمالة النظام الملكي لامعنى له لان العراق كان يصدر الحبوب مثل الشلب والحنطة والشعير والتمور المكبوسة والتمور المعلبة وكان هنالك في خمسينات القرن الماضي معامل لانتاج النسيج والسكر من بنجر القصب ومن قصب السكر وكان هنالك مختبر للطاقة الذرية . العقلية السياسية الوطنية استلزمت من ملوك العراق ومنهم فيصل الاول ونوري السعيد عقد تحالف ستراتيجي مع بريطانيا لانها اسست للدولة العراقية . انها السياسة الواقعية وليس السياسة الانتهازية حيث تم في عهد النظام الملكي تحديث العراق وتمدينه وتطويره .

حيث اكتملت شروط تحقق الامة العراقية . اما اليوم وبفضل مشروع الاحتلال الامريكي فنحن نستورد كل شيء ابتداء من الطماطة والبطاطا وصولا الى استيراد قناني المياه المعلبة .يحدثونك عن عمالة النظام الملكي لكنهم يشتركون في العملية السياسية التي يديرها الامريكيون .

ان الملك فيصل الاول ونوري السعيد هما صاحبا مشروع بناء العراق بمؤسساته الحديثة وجيشه وشرطته برعاية بريطانيا . اليوم المشروع الامريكي يعمل على تفتيت العراق وتقسيمه فايهما الاصح ان نطلق عليه لقب عميل ؟



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتلة البشرية بين الانقياد والتمرد
- ارتباط التاريخ بالذاكرة الجمعية
- الاتحاد العربي بين العراق والاردن
- مظفر النواب شاعر العامية المثقفة
- طه باقر : رائد الاركيولوجيا في العراق
- بغداد وصوت الحداثة
- الهجنة وصراع القيم في المجتمع العراقي
- الحداثة والعولمة :ازمة الهوية
- المثقف الداندي
- ظاهرة حسون الامريكي والميني جوب واغتراب المثقف
- عراق نوري السعيد - ج 8 والاخير
- عراق نوري السعيد - ج 7
- عراق نوري السعيد - ج 6
- عراق نوري السعيد - ج 5
- عراق نوري السعيد - ج 4
- عراق نوري السعيد - ج 3
- عراق نوري السعيد - ج 2
- عراق نوري السعيد - ج 1
- شيزوفرينيا المثقفين
- المثقف بين عصرين


المزيد.....




- مصر تحظر الهواتف غير المطابقة للمواصفات.. ومسؤول: -مُقلدة وت ...
- غارات أمريكية في الصومال.. ترامب يعلن استهداف أحد كبار تنظيم ...
- كيف تجيب عن أسئلة طفلك -المحرجة- عن الجنس؟
- الشرع: الرياض ستدعم سوريا لبناء مستقبلها
- الاتحاد الأوروبي والرد على واشنطن
- واشنطن تجمد ملياري دولار من أموال روسيا المخصصة لمحطة -أكويو ...
- - الجدعان الرجالة-.. مشهد بطولي لشباب ينقذون أطفالا بشجاعة م ...
- مفاجأة غير سارة تنتظر أوكرانيا من أحد حلفائها
- زيلينسكي لا يعرف أين ذهبت الـ200 مليار دولار التي خصصتها أمر ...
- إعلان حالة التأهب الجوي في ثماني مقاطعات أوكرانية


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - عبوات فكرية : العمالة نموذجا