أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبعوب - سيد هولاند.. عليك بالاعتذار الأجدى














المزيد.....

سيد هولاند.. عليك بالاعتذار الأجدى


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 5296 - 2016 / 9 / 26 - 00:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعتقد الرئيس الفرنسي هولاند بإعلانه المتبجح تقديم الاعتذار لعملاء فرنسا من الخونة الجزائريين (الحركيين) الذين ساعدوا فرنسا في جرائمها التي ارتكبتها ضد ثوار الجزائر الذين قادوا الثورة لتحرير بلادهم من رجس الاحتلال ، اعتقد أنه أقدم على خطوة نادرة وغير مسبوقة يمكن ان تطهر التاريخ الاستعماري الأسود لبلاده في الجزائر أمام العالم..

لا اعتقد أن هولاند السياسي الذي يتربع على رأس السلطة في فرنسا ويتبجح بشعارات الحرية والتنوير ويزايد بشعارات إنسانية ويروج لتسويقها عبر العالم، لا اعتقد أنه لم يقرأ أو يطلع أو حتى سمع عن ما ارتكبته جمهوريته من جرائم في حق الشعب الجزائري على مدة 130 سنة من الاحتلال المباشر الذي لا زال الشعب الجزائري حتى اليوم يدفع فاتورته من دماء أبنائه و موارد بلاده وهويته الوطنية التي مسختها فرنسا ولوثتها بزرع ثقافة العبودية والتبعية العمياء لها بين طيف واسع من أبناء الجزائر.

هولاند الذي يعتذر اليوم للمجرمين العملاء من شراذم الحركيين الذين باعوا وطنهم وأهلهم لأعدائهم مقابل وعود فارغة، لأن بلاده وحكوماتها المتعاقبة منذ اندحار فرنسا في الجزائر لم تعرهم أي اهتمام وتخلت عنهم بعد أن فقدوا قيمتهم كعملاء مأجورين، كان الأجدى له أن يقدم اعتذاره لأبناء الشهداء وللشعب الجزائري الذي بإصراره على نيل الحرية ومقومة الاحتلال، أنقذ فرنسا من الاستمرار في خطيئتها وارتكاب المزيد من الجرائم، هذا هو الاعتذار الذي لم يمتلك أي رئيس فرنسي حتى اليوم رغم مرور أزيد من ست عقود على نيل الشعب الجزائري حريته على تقديمه لهذا الشعب الأبي وتعويضه عن كل ما ألحقته به فرنسا الاستعمارية من خسائر بشرية ومادية..

كان جديرا بهولاند وكل قادة الدول الأوروبية الاستعمارية التي ارتكبت جرائم في حق شعوب العالم الثالث لا زالت آثارها قائمة حتى اليوم، أن يمتلكوا الجرأة والشجاعة و الاعتراف بأخطاء بلدانهم وجرائم حكوماتهم وتقديم الاعتذار عنها بدل الاعتذار للعملاء الذين ساهموا في إطالة عمر الاستعمار وارتكاب الجرائم في حق ضحاياهم .

لكن هكذا اعتراف و اعتذار وبكل ما يعنيه ويحمله من معان يمكن ان تسعف تلك الجروح العميقة التي تركتها ظاهرة الاستعمار الأوروبي البغيض في وعي ضحاياهم من أبناء وأحفاد المجاهدين والشهداء ، هكذا اعترافات لا يمكن ان يكون لها معنى ما لم تقترن بقرار آخر جرئ و شجاع يتمثل في قرار بوقف التدخل المباشر وغير المباشر في شؤون الشعوب التي تحررت من هيمنة الاستعمار، قرار فعلي بوقف ظاهرة الاستعمار غير المباشر التي تسيطر على علاقات الدول الاستعمارية السابقة بضحاياهم ، قرار يلجم الشركات العابرة للقارات بوقف نهبها لمقدرات شعوب العالم الثالث تحت شعار العولمة التي هي تجسيد جديد لاستعمار أبشع وأنكى من الاستعمار المباشر لأنها (العولمة) ما هي إلا استعمار يستهدف التحكم في لقمة عيش البسطاء وشعوب العالم النامي بدون أية تكاليف من أي نوع. هذه هي القرارات الشجاعة التي يجب ان تتخذها حكومات الدول الاستعمارية اليوم قبل أن تعتذر عن جريمة أسلافها من حكومات، حتى يكون لهذه الاعتذارات معنى وقيمة ونتائج على الارض.

أما ما يتبجح به هولاند اليوم من اعتذار للعملاء الذين باعوا وطنهم، فهو أرخص وأحط من جريمة خيانة هؤلاء الأنجاس الذين ما كان لرئيس فرنسي يحترم إرادة الإنسان وحقه في الحرية أن يتجرأ حتى مجرد التفكير فيه وليس إعلانه على الملأ ، فمن باع وطنه وأهله لا يستحق حتى مجرد تذكره إلا كعميل نجس، وليس الاعتذار له ..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع الفوضى الخلاقة كارتدادات لزلزال الحرب العالمية الثانية
- المنظومة المصرفية الليبية الواقع والمستقبل
- -المنبع- الذي لم تقدر قيادة -اسرائيل- قيمة معلوماته قبيل حرب ...
- -إفرايم هالفي- رجل في الضلال.. قراءة في كتاب..
- أي جاري الأوروبي انتبه.. انك تؤذي نفسك.!
- قرار لندن بغزو العراق.. خطيئة دولة لا فرد
- الإسلام الأصولي كنموذج في تعامل الغرب مع المسلمين.. عرض كتاب ...
- الإسلام الأصولي كنموذج في تعامل الغرب مع المسلمين.. قراءة في ...
- تراجيديا سقوط غرناطة لم تتوقف!!
- دوستويفسكي في منزل الأموات..
- وداع يفيض حزنا
- وليمة ذكورية ..
- فعل الهوية في عقول همجية
- الربيع العربي برؤية مثيرة تكشف حقيقته..
- فاقرة الفياغرا.. (3/3)
- فاقرة الفياغرا.. (2/3)
- فاقرة الفياغرا.. (1/3) ( قصة )
- أمريكا .. سذاجة إدارة التضليل
- الأقليات ومبدأ التوافق قنابل تفتيت ليبيا
- اليها في عيدها


المزيد.....




- الدفاع الروسية: قوات كييف استهدفت بنى الطاقة 8 مرات في 24 سا ...
- نواف سلام يبحث مع أبو الغيط الوضع في لبنان والمنطقة
- ليبيا.. حرائق غامضة تلتهم 40 منزلا في مدينة الأصابعة خلال 3 ...
- رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام يصل إلى دمشق حيث سيلتقي بال ...
- -يجب علينا تخيُّل العالم ما بعد الولايات المتحدة- - الغارديا ...
- الجزائر تمهل 12 موظفا في سفارة فرنسا 48 ساعة لمغادرة أراضيها ...
- -ديب سيك - ذكيّ ولكن بحدود... روبوت الدردشة الصيني مقيّد بضو ...
- انخفاض تعداد سكان اليابان إلى أدنى مستوى منذ عام 1950
- جدل في الكنيست حول مصر.. وخبير يعلق: كوهين أحد أدوات الهجوم ...
- وزير خارجية فرنسا يدعو لفرض -أشد العقوبات- على روسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبعوب - سيد هولاند.. عليك بالاعتذار الأجدى