أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل سمارة - أثار العدوان ضد العراق على الارض المحتلة (4) الاثر الثقافي للعدوان على العراق














المزيد.....

أثار العدوان ضد العراق على الارض المحتلة (4) الاثر الثقافي للعدوان على العراق


عادل سمارة

الحوار المتمدن-العدد: 389 - 2003 / 2 / 6 - 03:33
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

رام الله – فلسطين المحتلة


كما يشمل التأثير المستويين السياسي والاقتصادي، فهو يشمل المستوى الثقافي ايضا. وسيكون هذا امتداداً لمشروع إعادة التثقيف، أو مع الاعتذار "إعادة التربية". وفحوى هذا المشروع هو التركيز على دور الطابور الخامس الثقافي ولا سيما غير المكشوف منه وذلك بالوعظ بوقف المقاومة بما هي حالة إنسانية. اما مشروع اعادة التثقيف فينظر اليها باعتبارها "حالة ارهاب". وبين من يلتزمون بالحالة الانسانية ويمارسونها وبين من يروا اليها كحالة "إرهاب" تناقض تناحري. اما معسكر امبراطورية العولمة فيعرف جيدا هذا التناقض ويشدد عليه ويثيره ويشعله لأن هذا المعسكر معتدٍ وعدواني بمصالحه وبمجرد وجوده وبالتالي بطبعه اي بثقافته. 

يندرج العديد من المنظمات غير الحكومية في نطاق فريق اعادة التثقيف، فهي ناقلات للثقافة الراسمالية الغربية ولسياساتها ايضا. فهي تعمل بشكل مشترك مع منظمات مشابهة في الكيان الصهيوني ضمن مشروع تطبيعي مع الكيان. وهذا العمل المشترك يهدف الى تكوين منظومة قناعات سياسية وفكرية بأن الصراع ليس على الوطن وحق تقرير المصير وأن المسألة مجرد نفور ثقافي من عرق تجاه آخر!

على ان قوة الدفع الرئيسية لمشروع إعادة التثقيف هي حقا في التثقيف بإيديولوجيا السوق، والملكية الخاصة، وتحرير التجارة الدولية والذهاب بعيدا في تجميل القطاع الخاص حيث يهدف هذا الضخ الايديولوجي الى تكوين مشترك ثقافي بين الشعبين. 

وكما اشرنا اعلاه، فإن مشروع اعادة التثقيف يرتكز على الكثير من المنظمات غير الحكومية وما سمى منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان وتعليم الديمقراطية...الخ وهي في الاغلب "مستوطنات" ثقافية للمركز في حقبة العولمة، حيث تقوم بتشجيع التطبيع وصرف الاموال وشراء المثقفين ونشر الثقافة الاميركية. ان دخولا غير متعمق في تفكير المؤسسة الحاكمة في الغرب الراسمالي تؤكد ان هذه المؤسسة انما تدعم منظمات غير حكومية معينة وتغدق عليها الاموال لتقوم بتوظيف عدد كبير من الاشخاص ولتقيم مشروعات اقتصادية وخدماتية ولتمتلك أصولاً في الاقتصاد. انها تدعم اقامة امبراطوريات اقتصادية "بقدر قامة هذا البلد بالطبع" لتكون قيادات هذه  الامبراطوريات نماذج تحتذي مثيلاتها والسابقة عليها في الاقطار العربية المرتبطة بالمخطط والسياسة الغربية الراسمالية. وهي ترتكز في هذا على معادلة ان من لديه الامكانات الاقتصادية لا بد ان يجذب الكثيرين للعمل لديه حتى لو لم يتقبلوا سياسته لأنهم مضطرين لذلك. وبالتالي يصبح من خلال التشغيل شخصا مقبولا ويصبح في وضع يسمح له بأن يتحول الى قائد سياسي ويجري انتخابه. هذا هو الباب الذي سيدخل قياديي المنظمات غير الحكومية منه الى السلطة الفلسطينية الاميركية في الضفة والقطاع لاحقا، سواء جرت مذبحة العراق او حصلت الولايات المتحدة على ما تريد بدون مذبحة.

ويبدو ان المؤسسة الاميركية الحاكمة قد اندفعت في هذا الاتجاه ابعد مما سبق. فالمبادرة التي طرحها وزير خارج؀تها كولن باول عن الشراكة مع الامة العربية. وهي مبادرة ملفتة للنظر سواء فيما يخص من وفروا ميزانيتها، وهم الاتجيليين الجدد، او من حيث كلفتها البسيطة حيث ان ميزانيتها هي 39 مليون دولار.ولعل اللافت اساسا في هذه المبادرة ان الولايات المتحدة تريد اقامة "صداقة" مع الشعب العربي الى جانب صداقتها مع حكامه، أي قامعيه!. فاية شراكة هذه. ناهيك عن ان احدا لم يسأل الشعب العربي فيما اذا كان راغبا في او راغبا عن هذه "الصداقة". اما، احصنة مشروع الشراكة مع الشعوب فستكون بالطبع المثقفين المتغربنين والذين قد يكون د. سعد الدين ابراهيم المندوب السامي لهم.

ولا يخفى ان مرتبة عالية في مشروع اعادة التثقيف سوف تمنح لثقافة الاستهلاك. وحين تتعمق ثقافة الاستهلاك يصبح كل شيىء مشروع طالما يصب في خانة اشباع النهم الاستهلاكي. وبتعميق وتقديس ثقافة الاستهلاك يكون مشروع اعادة التثقيف قد قام بتربيع الدائرة لأن السوق والتسوق والبيع وفي النهاية تحقيق الربح الاقصى هو المطلب الاقصى لرأس المال. فاستهلاك اقصى هو حالة روحية حميمية، وهي الاقرب الى تحقيق الربح الاقصى.

**************

كنعان



#عادل_سمارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإثر السياسي للعدوان على العراق: حتمية -الاصلاح
- أثار العدوان ضد العراق على الارض المحتلة (2) الآثار المتعلقة ...
- اثر العدوان على العراق إقتصاديا على الارض المحتلة
- بصراحة: إما اميركي أو عروبي
- من سِرِيَّة المقاومة الى محاورة المخابرات
- شراكة والشريك غائب والموظفون مثقفونا!
- من دولة سايكس- بيكو الى دولة الكانتون والقاعدة
- إسبانيا: دولة تشتغل عند دولة أخرى
- انتخاباتنا: بين العصا والجزرة...ما الذي سيختاره رافضو التسوي ...


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل سمارة - أثار العدوان ضد العراق على الارض المحتلة (4) الاثر الثقافي للعدوان على العراق