أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزة رجب - الأوليغارشيا اللذيذة














المزيد.....


الأوليغارشيا اللذيذة


عزة رجب
شاعرة وقاصّة ورائية

(Azza Ragab Samhod)


الحوار المتمدن-العدد: 5292 - 2016 / 9 / 22 - 15:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


*تحولتُ لمخلوق ليلي، أخيطُ بإبرة الوقت زمناً على مقاسي الصغير، أراهن على رتق عيوب الحقبة الزمنية التي أعيشها بمهارة قلمي ،أصطنع لي حبيباً يعشقني حد الثمالة، فأكتبُ من أجله نصوصاً بسيف خشبي ، أهبهُ كل قصيدة لوناً مزهراً ، لعله ينبعث من بين السطور وطناً أُلقي إليه برأسي المرهق من التفكير ، أدوزن ألمي مثل إنسان حجري قديم ، يتأقلم مع نقص موارد الحياة ، ويسير وقد تعشَّبت روحه جراء تراكم غبار الزمن عليه .

*في غرفتي أنزوي وحيدة، أنزُّ ذاكرتي بمذاق الحنين، أتصور نفسي سعيدة ، أخرج من بيتنا للشارع الآمن ، أتبلل بالمطر ، أغتسل بالماء ، أتنفس بعمق ، أكتب قصائدي المجنونة والبرد يتسلل لأطرافي ، ويزحف مع قلمي نحو صدر ورقةٍ بياضها ناصع ، يخطُّ بأناملي المرتعشة كلماتي الحبيسة في سجون التوحد داخلي هنالك يقبع في صمت الكثير من كلامي ، يتدفق إحساسي بمجرد أن أرسم حدودي ومناطقي الجنونية ، أمارس هذياني ، على مدن تتراءى لي أسراب طيور مهاجرة من أعشاشها هاربة من قشعريرة البرد .

*هربتُ لفترة من أسئلة ريكور عن كيفنا ولماذانا نحن هكذا ؟ وبقيتُ لفترة من الزمن أضحك من علاقتي المُكرسة ببول ريكور، أتذوق على طريقته كعك الأسئلة ، أقلب نظرية الحوار الليبي رأساً على عقب ، أراها بقلق هايدجر، أو تبسيط أرسطو ، أو مثالية أفلاطون ، أو أمررها لي لأستنسخ طريقة تفكيري بسوارين كيركجارد ، وقلبي ! قلبي هذا الذي يتفتت مثل عصفور طريد العاصفة ، يرتجف ، يئن من شدة الوجع ، يحتار في خيارات الإجابات عن كيف ولماذا لم نتفق ، ولم نتفاهم على الحلم ، ولم نجد طريقة لنسيان صوت الرصاص ؟ ولم نشعر بهؤلاء الشباب الذين ذابوا مثل كلوريد الصوديوم في إناء شراستنا الفكرية ، ولم نستطع أن نسمع العقل حين يرنو لديمقراطية الأفعال ، ديمقراطية السلوك ، ديمقراطية الممارسة ..

*هآنذا أعلق في شص السؤال ، كسمكةٍ تائهة في بحر يتعرض للاستلاب ، تعبره جحافل الهجرة ، وتقصم ظهره تجارة البشر ، وتدير شواطئه وجوه غريبة ماردة هآنذا أسجل اعتراف قلمي ، أننا لم نصل بعد لإجابات ريكور ، و أن الحواريات الدائرة هي سقط متاع من تجربة المساواة والحرية ، و أن ثمة مرض تعانيه الأطراف ، من تشنج فكري ، و تطرف في الرأي ، وبين سلطتين تشدان طرف الوطن إليهما ، نحن الطرف المفعول به الألم ، والمفعولة فيه الأزمات ، والمفعول معه التجربة الحوارية المشوهة المخاض .

*سرحتُ بعقلي بعيداً عن كعك أسئلة ريكور ، كان أرسطو يحيطني ، مثل طوق في عنق يمامة ، نجتْ من سرب غربان تحاصرها بالتعنت في الرأي ، والاستبداد بالسلطة ، والتعصب في إبداء وجهات النظر ، أحاول قراءة المشهد ، والأفكار ، والدكتاتورية المتشددة من الأقطاب المتنافرة، أقطاب همها أن تبقى ، تستمر ، تستعين بالعالم على بقائها ، أو بموارد المال على استمرارها ، أقطاب ليس لها رصيد في الوطن ، فكلها ملعونة من شعبها ، وكلها مأسوف على اختيارها .
*هآنذا أسحبُ جنودي وأوراقي ، ثقافتي المتهالكة من تعب البحث ، رسائلي التي أنهكها السفر ، قصائدي التي ذابت شوقا لحلم ليبيا ، مدني التي بنيتها على الرمل ، تعويذاتي التي تعلمتها من أجل بقاء وطني ، أشجاري الخضراء ، وزهوري ، ونباتات ظلي ......أتركُ لطوق أرسطو أن يحيط بي ، ويهمس في أذني قائلاً : يا عزة ، شعبكم لم يتخلص من الاستبداد بعد ...

كنتُ أتنهَّد و أنا أعلم أن شعب ليبيا منذ 1911 مازال يعاني من أوليغارشيا مستدامة .


ذات تاريخ و جهاد

النص على موقع سمراااء
http://smraaa.blogspot.com/



#عزة_رجب (هاشتاغ)       Azza_Ragab_Samhod#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يذوب عمري ؟
- التوحد فيك ...
- إخفاء قسري
- إخفاء قسري
- لا شيء مهمٌ في هذه الحرب !
- نام الحلم بك ...
- خرج ولم يعد !
- ديمقراطية البكاء !!
- المنسي في السرد
- رقص ....
- نافذة وعينان!
- أسئلة ليست من إنشائي
- مقاطع متمردة لنصِّ كافرٍ
- ربة البيت إنسانة !
- آخر ملكات السماء !
- أشياء المنضدة !
- وحيداً مثلي !
- الجزء الباقي من ظلي !
- للبحر بابان .....
- الخروج عن النَّص (2) العلمانيون... من التناص في النَّص القرآ ...


المزيد.....




- مسؤول مصري لـCNN: وفد حماس بالقاهرة الأسبوع المقبل لبحث المر ...
- العراق.. تراجع عن مطلب خروج الأمريكيين
- ضربة جديدة لحكومة ميلوني: إعادة 43 مهاجرا من ألبانيا إلى إيط ...
- متظاهرون يتصدون لمحاولة طرد أحد المستأجرين من حيّ تاريخي في ...
- 51 مليون يورو .. بيع سيارة مرسيدس للسباقات تعود إلى الخمسينا ...
- رئيس جمهورية بريدنيستروفيه: احتياطيات الفحم لتوليد الكهرباء ...
- لافتات في غزة دعما لموقف السيسي ورفضا للتهجير على أنقاض الحر ...
- الخارجية الروسية تؤكد أهمية عرض الممارسات الدموية للقوات الأ ...
- -أمريكيون موتى-.. خبير يذكر ماسك بـ-الأهوال- التي رأتها القو ...
- أسير محرر يعود إلى غزة ليكتشف مصرع زوجته وطفلته خلال الحرب ( ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزة رجب - الأوليغارشيا اللذيذة