أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وائل بنجدو - كيف تصبح وزيرًا؟














المزيد.....


كيف تصبح وزيرًا؟


وائل بنجدو

الحوار المتمدن-العدد: 5292 - 2016 / 9 / 22 - 10:03
المحور: كتابات ساخرة
    


صحيحٌ أنّنا شعبٌ لا يقرأ إلّا الكفَّ والأبراج، لكنّ هناك نوعيّةً من الكتب تُطبع عشرات المرّات، ويُقبِل الناسُ على مطالعتها بنهمٍ شديد، ومن المؤكّد أنّ مؤلّفيها يجْنون الملايين. وعلى سبيل المثال نذكر من هذه العناين التي تلقى رواجًا كبيرًا:

ــــ كيف تحمي نفسك من العين والحسد؟

ــــ كيف تحصلين على قوام رشيق خلال شهرين وساعتين؟

ــــ كيف تتعلّم الإيطاليّة في ثلاثة أيّام؟

طمعًا في ما تدُرُّه مبيعاتُ هذه العناوين من أموال على أصحابها، عقدتُ العزمَ على تأليف كتاب من الوزن نفسه، يحمل عنوان: "كيف تُصبح وزيرًا؟" ولن يكون هذا الكتاب مجرّدَ هرطقات، أو محضَ تنظيرٍ لا علاقة له بما نعيشه، بل ستكون جذورُه ضاربةً في أعماق واقعنا؛ إذ تُعتبر تونس، حاليًّا، من أكثر البلدان التي يحظى فيها المواطنُ بفرصةِ أن يصبح وزيرًا. والأمر ليس مبالغة، بل يُعدّ حقيقةً علميّةً إذا ما نظرنا إلى المسألة من زاوية حسابيّة. وأسُوق إليكم، في ما يلي، المُعطيات التي تؤسّس لهذه الحقيقة:

أوّلًا: نحن بلدٌ صغيرٌ لا يتجاوز عددُ سكّانه 11 مليون نسمة؛ بينما تحكمنا حكوماتٌ أخطبوطيّة يتراوح عددُ أذرعها بين 25 و30 وزيرًا.

ثانيًا: في السابق، كان متوسّطُ عمر الوزير بين 8 و10 سنوات. أمّا في زمن الثورة، فهو في حدود السّنة... وبعض العقارات.

ثالثًا: تتغيّر الحكوماتُ بصفة دوريّة وسريعة. وكلّ حكومة تسكن في قصر القصبة أكثرَ من عام ونصف العام تُعدّ حكومةً هرِمةً ويجب أن تُشيّع إلى مثواها الأخير.

ولمّا كنتُ أعتبر هذه المقالة إشهارًا للكتاب، فسأُفصح عن بعض ما يحتويه من أفكار عامّة.

أولًا، المطلوب من أيّ متقدّم إلى هذه الوظيفة أن يكون مشهودًا له بالفساد ووساخة اليد. أمّا إذا كان نزيهًا وشريفًا ونظيفًا، فقد ضيّع الطريقَ أصلًا، أو سيكون عليه بذلُ مجهود مضاعف في الفساد والإفساد ليرتقي إلى مصاف المستَوزرين.

ثانيًا، سنعمل في الكتاب على تنمية مَلَكات الطامحين في التوزّر، ومنها: مَلَكةُ تغيير القناعات باستمرار بلا آلام ووخزات ضمير. وتُستحسن السرعةُ في التنقّل بينها، وصقلُ موهبة "الكنغَرَة" (أي القفز من حزب إلى آخر في زمن قياسيّ). وهنا نسأل: كم كنغَارو وزاريًّا قفز بين أكثر من ثلاثة أحزاب في زمن قياسيّ؟ وكيف قفزوا قفزتهم الكبرى وارتموْا في حضن السلطة؟ ولو أرسلنا بعضهم مع فريقنا الأولمبيّ لحصدنا بعض الميداليّات الإضافيّة، وتجنّبْنا الحصيلة الهزيلة التي خرجنا بها من مشاركتنا الأخيرة.

بالإضافة إلى ما سبق، سنُفرد حيّزًا مهمًّا من الكتاب للاستفاضة في شرح قيمة الكذب. ولن يكون ذلك دفاعًا عن هذه الرذيلة، وإنّما دفاعًا عن فضيلة "مُواكبة العصر"؛ فالوزير مُطالبٌ بألّا يتخلّف في أفكاره وممارساته عن عصره، ولا سيّما أنّ الصِّدق بات يُهرَّب كالسلاحِ من ليبيا، وكالبنزينِ من الجزائر.

وما زال في جعبتنا الكثيرُ من النصائح، لكنّنا نتركها كي تشتروا كتابنا، الذي ستجدونه في المكتبات قبل تغيير هذه الحكومة بإذن الله. وننتظر تفاعلاتكم وآراءكم حوله؛ فإذا شجّعتمونا فقد نعمد إلى إصدار جزءٍ ثانٍ بعنوان: "كيف تصبح رئيسَ وزراء؟"، أو جزءٍ ثالثٍ بعنوان: "كيف تُصبح رئيسَ جمهوريّة؟"

فلا تبخلوا علينا بالرأي والنصيحة والتجربة من دولكم العربيّة.



#وائل_بنجدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس: أتمنّى أن يفشل رئيس الحكومة
- دفاعاً عن كرامتنا
- مُبادرات الحياة
- الإنتفاضة الطّلابية 5 فيفري 1972 :الظّروف، الأسباب، النّتائج
- تونس : عن الصراع داخل الحزب الحاكم و تداعياته
- التّدخّل الرّوسي: جولة الضّرورة قبل تسوية الضّرورة
- تونس: المواجهة الكاذبة للإرهاب
- تونس في قبضة اليمين
- مات عبد الله بن عبد العزيز وبقي آل سعود
- القنيطرة: عَيْنٌ على سوريا وعلى فلسطين
- قراءة في نتائج الإنتخابات التشريعية و الرئاسية التونسية
- الانتخابات الرئاسية التونسية بعيون حركة «النهضة»
- حركة «النهضة» خطر في الحكم وفي المعارضة
- فوضى الإعلام التونسي
- تونس : الإنتخابات ليست حلاًّ
- عن مواجهة الإرهاب
- رؤوس أقلام
- لحظة الإنحياز
- حملة إنتخابية
- الإمبريالية و الإنتفاضات العربية


المزيد.....




- -الناقد الأكثر عدوانية للإسلام في التاريخ-.. من هو السعودي ا ...
- الفنان جمال سليمان يوجه دعوة للسوريين ويعلق على أنباء نيته ا ...
- الأمم المتحدة: نطالب الدول بعدم التعاطي مع الروايات الإسرائي ...
- -تسجيلات- بولص آدم.. تاريخ جيل عراقي بين مدينتين
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- السكك الحديدية الأوكرانية تزيل اللغة الروسية من تذاكر القطار ...
- مهرجان -بين ثقافتين- .. انعكاس لجلسة محمد بن سلمان والسوداني ...
- تردد قناة عمو يزيد الجديد 2025 بعد اخر تحديث من ادارة القناة ...
- “Siyah Kalp“ مسلسل قلب اسود الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة ...
- اللسان والإنسان.. دعوة لتيسير تعلم العربية عبر الذكاء الاصطن ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وائل بنجدو - كيف تصبح وزيرًا؟