جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5289 - 2016 / 9 / 19 - 20:45
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
اصل الاسواق العربية
لاتدل الاسواق على الحياة البدوية العربية باي شكل من الاشكال بل على حياة المدن المستقرة لان السوق صفة من صفات المدن و اليوم بدأت محلات الاسواق القديمة كالدكان و البقال تختفي لتترك الساحة للمحلات الكبيرة على غرار المحلات و المخازن الغربية الى ان تتلاشى اسواق المدينة كليا بسبب طغيان اسواق الانترنيت كجزء من ديناميكية تطور الاسواق و بما ان العربية لم تعرف المدن سابقا بل قرى (المدينة استعارة من الارامية) نريد ان نتعرف على اصل (السوق) خاصة و ان الكلمة لا تثبت على جنس معين واحد بل تتردد بين المؤنث و المذكر و هذا دليل اخر على اصلها الاجنبي علما بان التجارة هي استعاراة من الارامية كانت تشير اصلا الى تجارة الخمر (راجع مقالي السابق – هل كان محمد يتاجر بالخمر؟ - على هذا الموقع).
اصبحت السوق سوية مع الفارسية (بازار) كلمات عالمية بسبب شهرة الاسواق الشرقية في اوربا رغم ان نسبة شهرة السوق اقل من البازار في اوربا. القاسم المشترك الوحيد بين السوق و الحياة البدوية هو الفعل (ساق) و لكن طبعا لا اعني سياقة السيارات بل سياقة الماشية و الابل بالعصى اي ان البشر يساق كالبعير بالعصى الى ربه (و الى ربك يومئذ المساق). نقطة انطلاق السوق اما هي الساق (طرف الانسان: على قدم و ساق و التفت الساق بالساق) - جذع النبات (السيقان) او الحركة و التسلسل (تساوقت الابل / الغنم اي تبعت الاخر - ولدت ثلاثة اولاد على ساق (اي ولد بعد ولد و بدون بنت بين ولد واخر) اي الفعل (ساق - يسوق) هذا و ان معظم ما يرتبط بالسوق من المهن و محلات البيع هي اما ن الارامية كالدكان و البقال او كلمات دخيلة اخرى.
السوق جمع اسواق كانت تشير الى شوارع المدينة لتتحول اخيرا الى ساحة او ميدان البيع و الشراء. تطور المعنى من الساق كطرف يساعد على الحركة الى قيادة الماشية و ثم الى مكان لربما لبيع الحيوانات (قارن السريانية سوقا شارع او مكان في المدينة). هناك ايضا اشارة الى العلاقة الدينية الوثيقة بين الموت و السوق (رايت فلانا بالسوق اي رايته و هو يحتضر).
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟